الإسكان: جار تنفيذ 64 برجا سكنيا بها 3068 وحدة.. و310 فيلات بتجمع صوارى في غرب كارفور بالإسكندرية    الانتفاضة الطلابية بأمريكا.. ماذا يحدث في حرم جامعة كاليفورنيا؟    دور العرض ترفع أحدث أفلام بيومي فؤاد من شاشاتها.. تعرف على السبب    بحضور السيسي.. تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    سفير روسيا لدى واشنطن: اتهامات أمريكا لروسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا بغيضة    طقس أسيوط اليوم.. جو ربيعي وانخفاض درجات الحرارة لمدة يومين    ارتفاع في أسعار الذهب بكفر الشيخ.. عيار 21 بكام؟    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم وقرية بدرس غربي رام الله ومخيم شعفاط في القدس    "الحرب النووية" سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    إجراء عاجل من الفلبين ضد بكين بعد اشتعال التوترات في بحر الصين الجنوبي    رامي ربيعة يهنئ أحمد حسن بمناسبة عيد ميلاده| شاهد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 2 مايو 2024    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    تامر حسني يوجه رسالة لبسمة بوسيل بعد الإعلان عن اغنيتها الجديدة.. ماذا قال؟    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    كوكولا مصر ترفع أسعار شويبس في الأسواق، قائمة بالأسعار الجديدة وموعد التطبيق    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    الخطيب يطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة افشة .. فماذا حدث ؟    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    انخفاض جديد في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 2 مايو بالمصانع والأسواق    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأهرام العربى» تحاور أبرز مرشحى الرئاسة التونسية.. تونس تنتخب فى ظلال بورقيبه
نشر في الأهرام العربي يوم 24 - 11 - 2014


محمد مطر
اليوم الأحد 23 نوفمبر تونس تنتخب رئيسها .. أخبار وأنباء، أغانٍ وألحان، صور ومهرجانات، صرخات وصيحات، تجمعات وسفريات، تأييد ومعارضات، وعود وعهود، محاضرات وندوات، مداخلات ومناقشات، تساؤلات واستفسارات، صراع ونفوذ، خطب وظنون، هتاف وشجون، تلك هى أهم المفردات التى تعج وتتميز بها الساحة السياسية التونسية التى تعيش هذه الأيام على أنغام وطبول الانتخابات الرئاسية التى أصبحت الشغل الشاغل والحدث الأبرز للقيادة والحكومة والشعب التونسى الذى اختار الوسطية والاعتدال وانحاز إلى الديمقراطية والدولة المدنية التى ستكون العنوان الأكبر والأهم لهذا الحدث، صغيرة فى حجم رقعتها الترابية كبيرة فى طموحاتها المستقبلية، غنية بكنوزها التاريخية، ثرية بحضاراتها العربية، معتدلة فى توجهاتها الإسلامية تشد إليها الأبصار بجمالها البسام وتخطف إليها الأنظار بهدوئها الأخاذ وتسكن قلوب زائريها بسحرها النفاذ هى الواقعة بجسدها المتدثرة بردائه الأخضر الفتان، ها أنا أعود مجدداً إلى تلك الساكنة عند الخاصرين بين سهول الساحل ورمال الصحراء تلك البقعة الغنية بأهلها الكرام وأرضها الخصبة بالزيتون والأشجار والأعناب تلك العيون المتقدة ببريق الحب والانتماء والعطاء، والتى خطت خطواتها للخروج من عثرتها، وكان لزاماً عليها إسماع صوتها فسعت إلى تشكيل ورسم صورتها وظل الجدار التونسى الحصين عصياً على الإغراء النهضوى الإخوانى بكل مرونته وسلاسته، ثمة نخبة شديدة الوعى بفكرة الوطنية العلمانية تحلل رؤيتها الخاصة للإسلام والوطنية، محصنة تجاه أى أحداث فكرية ومناورات سياسية لجماعات الإسلام السياسي، ومن هنا كانت استعادة التوازن عقب هبوب العاصفة ومن ثم الاحتشاد فالتقدم عبر صناديق الانتخابات وكانت معركة سياسية واضحة المعالم بين فريقين، ومن هنا كان اختفاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية برئاسة المنصف المرزوقى رئيس الجمهورية المؤقت والتكتل من أجل العمل والحريات برئاسة مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطنى التأسيسى شركاء حركة النهضة التى تقهقرت إلى الخلف لتتقدم حركة نداء تونس حديثة التكوين والعهد ويتجمع تحت مظلتها معظم مكونات الدولة التونسية بصيغتها البورقيبية الوطنية العلمانية، هكذا اجتاز التونسيون تجربتهم الانتخابية البرلمانية الديمقراطية الثانية بنجاح يستحق الإعجاب، وما حدث يستحق مزيداً من التحليل وسط الأسئلة المتراكمة، خصوصاً أن هناك حالة تضليل إخوانية تزيف الحقائق بأن فوز «نداء تونس» هو عودة للفلول كما يقول بعض المحسوبين على الجماعة الإرهابية، لكنه على العكس هو انتصار للإرث الفكرى والاجتماعى والثقافى الحقيقى الذى شكله نهج ومنهج الرئيس التونسى الأسبق الحبيب بورقيبه، وهذا الإرث هو ما استطاع تحجيم طموح الإخوان فى تونس وهو ما دفع حركة النهضة الإخوانية للانحناء للعاصفة فى تونس منذ فترة تحديداً بعد ما حدث فى مصر وبعد أن مارست حركة الإخوان المسلمين الأم الحماقة السياسية الإرهابية بكل معانيها.
عدنا إلى تونس لمتابعة حملة الانتخابات الرئاسية التى يفصلنا عن العرس النهائى لها ساعات قليلة ويتنافس فيها 27 مرشحاً بينهم سيدة واحدة ويسيطر المستقلون على القسط الأكبر من الترشحات إذ لا يتجاوز عدد الترشحات باسم الأحزاب حدود 11 ترشحاً والبقية أى 16 ترشحاً استحوذ عليها المرشحون المستقلون لعل أبرزهم الباجى قائد السبسى والمنصف المرزوقى ومصطفى بن جعفر وسليم الرياحى ومصطفى كمال النابلى وكمال مرجان ومنذر الزنايدى وكلثوم كنو وحمود بن سلامة وأحمد الشابي.
ووفقاً لمتابعة المشهد السياسى التونسى فقد بعض المرشحين بريقهم بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية إذا فقدوا سنداً مهما على مستوى المنافسة فى هذه الانتخابات فدعا المرشح المستقل مصطفى كمال النابلى بعض المرشحين إلى التخلى عن تلك الترشيحات بعد أن تضاءلت حظوظهم بالفوز، فيما دعا مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات إلى التوافق حول شخصية سياسية مرشحة للانتخابات الرئاسية تحمل آمال العائلة الديمقراطية والاجتماعية على حد تعبيره بعد أن ظهر شبح استحواذ حركة "نداء تونس" بزعامة الباجى قائد السبسى على المشهد السياسى وإمكانية جمع رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة والبرلمان لتذهب مبادرة الرئيس التوافقى أدراج الريح، والنهضة لم تدعم مرشحاً بعينه، ويتخوف البعض من هذا السيناريو الذى قد يعقد المشهد السياسى لتخوفات من سيطرة حركة "نداء تونس" على الحياة السياسية وما تخفيه من إمكانية عودة النظام السابق عبر بوابة الانتخابات هذه المرة.
لكن ما أفرزته الأيام السابقة من الحملة الانتخابية الرئاسية توضح تركيز معظم المرشحين البارزين على صورة الرئيس التونس الأسبق الحبيب بورقيبه لطمأنة المجتمع التونسى بشأن مدنية الدولة والمحافظة على المكتسبات الاجتماعية خصوصا منها ما يتعلق بحرية المرأة، ولم يشذ عن هذه القاعدة سوى المنصف المرزوقى الرئيس التونسى الحالى الذى دعم الشق اليوسفى " نسبة إلى الزعيم التونسى صالح بن يوسف" وعادى التوجه البورقيبى لأسباب تاريخية، حيث كان والد المرزوقى معارض للرئيس بورقيبه، ها نحن فى مدينة المنستير مسقط رئيس الحبيب بورقيبه والباجى قائد السبسى المرشح الأوفر حظاً فى هذه الانتخابات حيث أطلق حملته الانتخابية من أمام ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبه فى اجتماع شعبى حاشد بهذه المدينة ليعلن افتتاح حملته أخيرا تحت شعار "تحيا تونس" ولأول مرة يستعمل السبسى اللغة العربية الفصحى فى اجتماع شعبى ليتخلى وهو يواجه للمرة الأولى أنصاره بصفته المرشح الرئاسى على "الدارجة التونسية البسيطة" وأولى الكلمات كانت مبطنة بلهجة الانتصار من خلال التأكيد على أن الحسم فى الرئاسة سيكون يوم 23 نوفمبر فى إشارة إلى أن السباق الرئاسى سيجرى فى جولة واحدة، ولن يكون هناك بالتالى دورة ثانية، وقدم السبسى نفسه للناخبين من خلال التعريف بدور الرئيس أو كيف يجب أن يكون الرئيس التونسى المقبل؟! الإجابة عن هذا السؤال تشير وفق تقديراته بصفة مباشرة إلى نفسه، فالرئاسة تتطلب رجلاً مثل الحبيب بورقيبه أو له نفس صفاته بأن يكون مدركاً أن تونس فوق الأحزاب وفوق الحسابات الضيفة وبات يدرك القائم بوظيفة رئيس تونس أن الدولة التونسية هى الأساس ولابد أن يعمل على استمرار وجودها وعلى استرجاع هيبتها، ويعود مرشح الندائيين إلى فترة بورقيبة وما أسماه الدروس والعبر التى تعلمها عنه وغيرت من سلوكه وعن 34 سنة قضاها فى مواقع مختلفة فى مؤسسات الدولة وعن المكتسبات التى تحققت للبلاد من تحرير المرأة وتعميم التعليم وبالفصل الأول من دستور 1959م والمقومات الثلاثة للدولة التونسية أى الجمهورية والإسلام واللغة العربية، وهنا يشدد قائد السبسى على ضرورة المواصلة إلى الأمام فى إشارة إلى استمرارية الحركة الوطنية التى يقول أن حزبه يمثل الوريث الشرعى لها، ويؤكد أن وظيفته تكمن اليوم فى تهيئة الجيل الجديد ليضمن ديموية واستمرار الدولة التونسية ويضمن لها الرقى والإشعاع بين الدول وأن تكون دولة مدنية عصرية رئيسها تجمع بين التونسيين ويصلح ما حدث خلال الثلاث سنوات الماضية التى وصفها السبسى بالسنوات المخيبة للآمال.
هل يتعايش الشيخان
السبسى الذى ولد فى 26 نوفمبر 1926 لأسرة من إحدى ضواحى العاصمة التونسية هو محام ورفيق درب لبورقيبه تولى عدة مناصب وزارية فى عهده، خصوصاً وزارات الخارجية والداخلية والدفاع، وانضم إثر استقلال تونس 1956 إلى الحكومة مستشاراً لبورقيبة قبل أن يعين مديراً عاماً لأمن الدولة، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1965م وفى تلك الفترة واجه اتهامات من قبل حقوقيين ب "انتهاجية التعذيب" ضد المعتقلين خلال استجوابهم ثم تولى وزارة الدفاع بين عامى 1969 – 1970 وكان السبسى من الشخصيات البارزة فى الحزب الدستورى الذى كان حزباً حكاماً حتى نهاية عهد بن على فإنه انسحب منه عام 1971 للمطالبة ب" إصلاحات سياسية" وانضم عام 1978 إلى حركة الديمقراطية الاشتراكية الليبرالية المعارضة التى شكلها منشقون عن الحزب الحاكم بزعامة أحمد المستيرى ثم عاد مرة أخرى إلى الحكومة وزيرا للخارجية عام 1981 وبقى لمدة 6 سنوات، ومن أبرز ما واجهه فى تلك الفترة انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولى بإدانة الهجوم الجوى الإسرائيلى على أحد مقار منظمة التحرير الفلسطينية فى حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، وفى عام 1989 وبعد تولى بن على السلطة فى تونس انتخب السبسى نائباً ثم رئيساً لمجلس النواب حتى عام 1991 ومع انتهاء ولايته كنائب عاد لممارسة مهنته كمحام حتى تم تعيينه رئيسا للوزراء فى الحكومة الانتقالية بعد الإطاحة بنظام بن علي، ثم أسس حزبه المعارض "نداء تونس" وقد اختار السبسى عبارة "تحيا تونس" شعاراً لحملته الانتخابية، وقد أكد السبسى فى تصريحاته ل«الأهرام العربي» عزمه على إرجاع الدولة التونسية إلى مسارها الصحيح موضحاً أن كثيراً من المشاكل والوضع المتدنى الذى تواجهه تونس فى كل الميادين الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ناجمان عن نقص الدولة التونسية، وأضاف قائلاً: أن تونس فى حاجة ملحة للخروج من هذا الوضع الصعب بإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، وأشار إلى أن حزبه لن يحكم وحده البلاد، وسيبحث عن هو الأقرب إليه من العائلة الديمقراطية وقال الناس الذين لديهم أفكار غير أفكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم أعداء، ليسوا أعداءنا بل هم منافسونا، وحول ما إذا كان يعد نفسه بورقيبه جديداً قال السبسي: لست بورقيبه جديداً، أنا تلميذ الحبيب بورقيبه وخريج مدرسته العظيمة هو أستاذنا وأنا عملت معه أكثر من 35 عاما، ولدى بعض التحفظات على بعض مواقفه ولكنه يبقى عبقرياً وتونس الآن تعيش بفضل الإنجازات التى حققها نظامه.
ونذهب من مدينة المنستير معقل البورقيبه إلى قاعة الكوليزى المفتوحة على شارع الحبيب بورقيبه فى تونس العاصمة، حيث سخونة الانتخابات مع الطرف الآخر من "دربى المنافسة" محمد المنصف المرزوقى الذى منى حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية بهزيمة مدوية فى الانتخابات البرلمانية، وأصبحت المنافسة الحامية بين فائز "طموح" ومنهزم "مجروح" وفى ذهنيهما صورة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبه، التى زاد فى تثبيتها الحيزان المكانيان المشار إليهما أنفاً فالباجى قائد السبسى هو امتداد للبورقيبيه المستنيرة والمنصف المرزوقى هو عدوها المعلن الذى سعى جاهداً إلى إحياء نقيضتها " اليوسفية"، وليس سراً أن أغلب المترشحين لن تغب صورة بورقيبة وإرثه عن حملاتهم فهذا كمال مرجان زعيم حزب المبادرة يجعل البورقيبه علامة سياسية من علامات حملته، ومنذر الزنايدى يؤكد لم يريد أن يصدقه أنه سليل الحقبة البورقيبية، كذلك الشأن بالنسبة لمصطفى كمال النابلي، أما البقية فقد أبدوا احتراساً كبيراً فى التعامل مع هذه المسألة المطروحة بقوة والمشهد السياسى والمخيال الشعبى ولا يمكن التنصل من تبعاتها وتداعياتها وتأثيراتها.
عديدة هى الأسئلة التى راودتنى ونحن فى الطريق من المنستير إلى تونس العاصمة واختلطت المشاعر واشتعلت الأحاسيس لأسأل نفسى هل تهمنا التجربة التونسية المحلية، وهل يمكن أن تؤثر على بحر به ملايين من العرب؟ كان شعار التغيير والوسطية والسماحة والانفتاح والدولة المدنية الديمقراطية هو الشعار الغالب وسألنا هل يتجسد هذا المفهوم بكل استحقاقاته وشروطه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالشكل الذى يشبع توقعات التونسيين مجتمعاً ونخبة ومعارضة؟
فى شارع الحبيب بورقيبه وسط العاصمة التى أراها تلبس حلة جديدة لتنصهر الحواس مستمتعة بالهدوء والجمال الأخاذ، وكما نقول فى مصر من يشرب من ماء النيل لابد وأن يعود إليها من جديد، وهنا فى تونس يقولون إن كل من تكحلت عيناه بجمال تونس محكوم عليه بأن يعود إليها ومن لا يصدق فليجرب، هنا أعراف وأشكال وألوان وأشعار صوفية، إنها طبيعة جذابة وأزقة عتيقة ملتوية ونخيل باسق يحمل على رأسه باقات من الورود ومنازل وأبنية ناصعة البياض، ومساجد وزوايا عامرة بالإيمان، فى قلب تونس ذلك البلد الحضارى الذى شكلت محطاته التاريخية عنواناً للتلاقى الثقافى والتمازج الحضارى قرون موغلة فى التاريخ والحضارة تعكسها الحجارة والمروة والخشب.
المرزوقى وأخطاء «الترويكا»
كان ل «لأهرام العربى» موعدا مع الرئيس التونسى محمد المنصف المرزوقى الذى أكد أنه ذاهب إلى معركة الرئاسة إلى النهاية بروح انتصارية وليس بروح انهزامية وأنه سوف ينتصر بإرادة الشعب التونسى موضحاً الأخطار المحدقة بالمسار الانتقالى الذى تعيشه تونس معرباً عن تخوفه من أن يكون رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة من نفس الحزب، وقال إنه سيفعل كل ما فى وسعه من أجل منع التغول وعودة الاستبداد وكل أشكال الظلم والقهر وسيكون قصر قرطاج القلعة الحصينة للدفاع عن الحريات وحماية الديمقراطية وتعهد بأن يكون الضامن لحرية الرأى والتعبير والمعتقد والضمير والمساواة بين كل أفراد الشعب والالتزامات بتطبيق القانون والمساواة التامة بين الجميع، لكنه حذر من عودة الحزب القديم وقال إنه الذى أوصل البلاد إلى الوضعية التى آلت إليها قبل الثورة، وفى تقييمه لفترة حكم " الترويكا" أكد المرزوقى أنه برغم الأخطاء التى تم ارتكابها وكل الصعوبات التى يتحمل جزءاً منها، فإن حكومات "الترويكا" لم تسرق وتنهب البلاد وإنها عززت الحريات، ودعا الشباب إلى الإقبال على التصويت له بكثافة والمشاركة "فى المعركة التى ستحدد المصير" وفى النهاية فقد أهدانى الرئيس المنصف المزروقى كتابه الذى صدر حديثاً " ننتصر، أو ننتصر من أجل الربيع العربي" والذى تعهد فيه بأنه فى صورة إعادة انتخابه للرئاسة سيخرج مليون تونسى عن الفقر، وأنه سيحمى الحقوق والحريات ونمط العيش التعددى المتسامح إضافة إلى المحافظة على الأمن القومي، هكذا أصبحت كل توابل المتعة فى العملية الانتخابية جاهزة بعد أن أعلنت 6 أحزاب سياسية تونسية عن قرارها دعم ترشيح المنصف المرزوقى وبهذا القرار تكون صورة المنافسات المتعلقة بالانتخابات قد اتضحت نحو استقطاب ثنائى يضع الباجى قائد السبسي، رئيس حركة نداء تونس والمنصف المرزوقى الرئيس التونسى الحالى وجها لوجه.. وهذا ما جعلنا نسأل على المقهى السياسى فى الشارع التونسى إلى من سيذهب صوت السلفيين والإسلاميين، حيث كانت الإجابة بالطبع إلى المنصف المرزوقى؟!
ومن"دربى السباق" إلى كمال مرجان المرشح الرئاسى، ورئيس حزب المبادرة الدستورية وكان وزيراً للخارجية والدفاع فى عهد الرئيس الأسبق بن على، ولم يبتعد عن المشهد السياسى عقب قيام الثورة يؤكد أنه ينتصر للوفاق الوطنى ويتفاعل إيجابياً مع كل مبادرات توحيد العائلة الدستورية وينفى تزعمها، ويؤكد أن حظوظه كبيرة لدخول قصر قرطاج، ويشير إلى أنه يعول فى رهانه الانتخابى الرئاسى على تاريخه السياسى الطويل وخبرته وعمله فى الأمم المتحدة والتعامل مع أطراف عديدة وأزمات سياسية وإنسانية كبيرة فى مناطق مختلفة من العالم، كذلك على ما قام به بعد الثورة فى المساعدة على مد جسور الحوار مع كل الأطراف ودوره الإيجابى فى الحوار الوطنى بمرحلتيه وعلى صورة وسمعة طيبة لدى الجميع، وأشار إلى أنه يهدف إلى إعطاء دفع جديدة للدبلوماسية التونسية، موضحاً أن الموقف الذى اتخذته تونس من سوريا خير دليل على السياسة الخارجية التى خرجت من الموقف المعتدل، ولم تقرأ حساباً لمثل الظروف، وأكد أن تونس لا يمكن أن تسترجع مكانتها واستقرارها إذا ما لم يوضع برنامج وسياسة واضحة لمقاومة الإرهاب.
الزنايدى ينفى تواصله مع
بن على عبر «السكايب»
وإلى المرشح الرئاسى منذر الزنايدى وهو وزير لمدة 16 عاماً فى نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، فقد تقلد وزارة السياحة والتجارة والصحة، وأكد أن برنامجه الانتخابى الذى وضعه من أجل تونس الجديدة التى تتسع لكل أبنائها، تونس الأمن والاستقرار والتقدم التى تضمن العيش الكريم لكل أبنائها وتعهد فى حال فوزه بأن يعمل على تحقيق التنمية الشاملة وتجميع كل التونسيين حول المصلحة الكبرى العليا للوطن بدون إقصاء مع إرساء دولة القانون، كما تعهد بتكوين جبهة داخلية قوية متراصة تسد الطريق والثغرات لمحاربة التطرف والإرهاب، واعتبر أن الإعلام شريك فاعل ومؤثر فى النهوض بالبلاد، وحول علاقته بالرئيس بن على قال: إنه كان يخدم الدولة ولم يخدم الشخص، وعلاقته بالرئيس كانت مبنية على الاحترام المتبادل، وأشار إلى فترة بن على كانت بها إخفاقات وسياسات، كما كان لها إنجازات ومحاسن وأن بن على لم يكن ديمقراطياً لكنه لم يكن أيضاً ديكتاتورياً، ونفى نفياً قاطعاً أنه يتواصل من الرئيس الأسبق عبر "السكايب" كون الزنايدى لا يمتلك حساباً على " السكايب " ولا يحسن استخدامه، وأوضح أن آخر مرة تواصل مع بن على كان فى بداية الثورة.
كلثوم تواجه الإرهاب بالقوة
وإلى السيدة الوحيدة المترشحة للانتخابات الرئاسية وهى القاضية "كلثوم كنو" التى قالت إن الوقت قد حان، لأن تتولى سيدة رئاسة الدولة وهى تملك القدرة على تولى هذا المنصب ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة المجلس الأعلى للأمن، وأكدت أنها ستعمل على دعم المؤسسة العسكرية مادياً ومعنوياً ضماناً لأمن تونس القومى وستدعم وتعزز العلاقات مع دول الجوار لمقاومة المشاكل المشتركة، وعلى رأسها الإرهاب، وأكدت أنها ستنسق مع مصر لمكافحة التطرف والإرهاب، لأن هناك مسائل مشتركة بين البلدين.
ويأتى دور العميد عبد الرزاق الكيلانى، المرشح الرئاسى الذى قال إنه يهدف إلى تجميع التونسيين لأن المرحلة التى مرت بها تونس بعد الثورة تميزت بتجاذبات سياسية عطلت المسيرة وحالت دون تحقيق أهداف الثورة، وأضاف قائلاً إنه مستقل وغير حزبى وناضل فى الحركة الوطنية الديمقراطية وانتخب عميداً للمحامين واستطاع تجميع التونسيين، فإنه يأمل أن يكون رئيساً ليجمع التونسيين، وأكد فى حال أنه قدمت له دعوة من مصر سيزورها فوراً ويلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأنه رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية ومعترف به دولياً ومحبوب من شعبه، ودعا إلى مزيد من التواصل مع مصر لمصلحة البلدين، كما دعا إلى مقاومة الإرهاب بكل السبل المتاحة، موضحاً أن الإرهاب قادم عبر الحدود ولابد من التعاون الدولى لدحره.
رئيس نادى رياضى يسدد ضربة مباغتة
أما مفاجأة الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية فهو سليم الريٍٍاحى، رئيس الاتحاد الوطنى الحر، ورئيس أحد الأندية الرياضية الذى تحول إلى شخصية مثيرة للجدل بسبب تصريحاته النارية ضد عدد من القيادات السياسية الفاعلة على الساحة التونسية، وكذلك فوز حزبه بعدد من المقاعد داخل البرلمان، حيث اتهم حكومات ما بعد الثورة بأنها سبب انتشار الإرهابيين فى تونس، وأكد أنه فى حال فوزه برئاسة تونس فهو قادر وعازم على تحقيق كل وعوده، مما يؤكد جدية هذه المشاريع، وفيما يتعلق بالإرهاب أكد مقدرة بلاده إذا توافرت الإرادة السياسية على دحره خلال 6 أشهر، وذلك بالتعاون مع دول الجوار وتحديداً مصر والجزائر.
النابلى لا يعتمد على تجارب مستوردة
أما المرشح مصطفى كمال النابلى فهو رجل اقتصاد ومحافظ البنك المركزى الأسبق الذى اهتم فى حملته بالشأن الاقتصادى، لكنه أرجع التدهور الاقتصادى إلى التردى السياسى والأمنى وعدم الاستقرار، ودعا إلى تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى وتثبيت ركائز الدولة المدنية من أجل بناء خارطة سياسية جديدة، وطالب بالاهتمام بالتربية والتعليم والمناطق المحرومة والمهمشة.. كما رفض النابلى ما طرحه المرشح مصطفى بن جعفر عن فكرة " رئيس توافقي" فراجع إلى حرية الشعب والناخبين فى اختيار رئيسه من خلال صناديق الاقتراع، وقال إن برنامجه الانتخابى لا يعتمد على تجارب مستوردة ولا يحاكى برامج دول أخرى وإنما ينطلق من الواقع التونسي.
حشاد واغتيال والده
المرشح الرئاسى نور الدين حشاد، هو نائب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووالده هو المناضل الوطنى التونسى فرحات حشاد، النقابى الذى اغتيل على يد المستعمر الفرنسى عام 1952 ، لذلك فقد بدأ حملته الانتخابية من أمام قبر والده فى روضة الشهداء واتخذ شعار حملته " الشعب هو الكل .. وحشاد مستقل " وأكد أنه سيسعى للقضاء على البطالة والعمل على تشغيل الشباب ودعم المنظومة الأمنية والعسكرية والتصدى بكل قوة وحزم للإرهاب والتطرف، كما ركز على حقوق المرأة والطفل.
أما أحمد نجيب الشابى، رئيس الحزب الجمهورى، الذى جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية مخيبة لحزبه، إلا أنه قال إنها حققت فى يوم واحد إنجازين هما إنهاء مرحلة الانتقال الديمقراطى، والثانى تحقيق أول انتقال أو تداول سلمى على السلطة فى تاريخ البلاد.
وأكد تمسكه بالترشيح للانتخابات الرئاسية، نظراً لرصيده السياسى ودفاعه طيلة سنوات نضاله عن كل التونسيين ودون تميز، وبالتالى إذا ما انتخبه الشعب سيكون الضامن لحقوقه ومجمعاً لكل أطيافه، وأكد أن أولوياته ستتركز على تحسين التعليم والنهوض بالخدمات الصحية والجوانب الاقتصادية والتنموية.
الشعب التونسى يقرر من يحكمه
تونس بعد ساعات على موعد مع إجراء الانتخابات الرئاسية التى سيقرر بها الشعب التونسى من سيحكمه، هذه الانتخابات التى تحظى بمتابعة إقليمية وعربية ودولية، وفى نفس الوقت يعيش الشارع التونسى لحظات ترقب وخوف من حدوث عمليات إرهابية قد تفسد المسار الانتخابى، خصوصا أن عالم الإرهاب ورءوسه وقياداته وخلاياه النائمة والناشطة لم يكشف عن خفاياه وأسراره، لكن الاستعدادات الأمنية والاحتياطات العسكرية على درجة كبيرة من الاستنفار تحديداً بعد العملية العسكرية التى استهدفت حافلة عسكرية غرب تونس أخيراً وأدت إلى مقتل أكثر من 5 عسكريين والعديد من الجرحى والمصابين، ويعد هذا تحولا نوعيا فى العمليات الإرهابية، وقد أوضحت مصادر تونسية أمنية رفيعة المستوى ل "الأهرام العربى" أن الإرهاب شهد تحولاً نوعياً خلال العام الحالى، فقد انتقل من تنظيم محلى بحت يمثله تنظيم " أنصار الشريعة" الذى واجهته القوات الأمنية إلى مواجهة تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى الإسلامى وتنظيم داعش، وأضافت المصادر إلى أن بعض القيادات التابعة لأنصار الشريعة قد فرت إلى كل من العراق وسوريا لخطب ود التنظيمات الإرهابية، وأكدت المصادر إلى أن ما يميز الحضور الإرهابى هو كون التونسيين هم الأقلية والقيادات أجنبية والتمويل قادم من مالى ومن بعض الأثرياء العرب والسلاح قادم من ليبيا، وقد نجحت الأجهزة الأمنية فى حصر وجود هذه العناصر فى الجبال، ويتم العمل على طردهم منها والقضاء عليهم، وفيما يتعلق بالتقديرات المتعلقة بعدد التونسيين الملتحقين "بداعش" قالت المصادر الأمنية تشير إلى أن عددهم أكثر من 2500 شخص عاد منهم نحو 250 شخصاً ويتم تقديمهم للقضاء وقد أودع معظمهم السجون، وحول الاستعدادات الأمنية للانتخابات أكدت المصادر أن المؤسسة العسكرية قد خصصت 80 ألف عنصر أمنى وعسكرى للانتشار فى كامل ولايات الجمهورية لحماية العملية الانتخابية ومراكز الاقتراع والصناديق، كما تم تخصيص 3 آلاف جندى احتياطى للانتشار فى القصرين، بما أن هذه المدينة تعتبر منطقة ساخنة لوجود كتيبة عقبة بن نافع فيها ويتحصن البعض من عناصرها فى جبال الشعانبى والسلوم، وحول حقيقة تهديدات الداعشيين على الحدود الجزائرية، وما تم ترويجه عن وجود مجموعات أعلنت ولاءها لداعش وتهدد العملية الانتخابية... قالت تلك المصادر إن بعض العناصر المتطرفة موجودة على الحدود مع الجزائر من جهة الكاف وجندوبه والجبال المتاخمة للحدود الجزائرية، لكن الاحتياطات الأمنية موجودة فى كل تلك المناطق، وأضافت المصادر أن العمليات الاستباقية الأخيرة الناجحة التى نفذتها القوى الأمنية أفشلت المخططات الإرهابية، وحول خلية وادى الليل فقد أكدت مصادر فى الحرس الوطنى التونسى أن " خلية وادى الليل" تعتبر الأخطر، وكانت تستهدف العملية الانتخابية، وتم إلقاء القبض عليهم وتحديداً الانتحارية المنتقبة فاطمة الزواغى والتى تم القبض عليها بمدينة المنستر وتم إحباط مخطط هذه الفتاة التى توعدت وهددت بتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية فى مراكز الاقتراع.
عديدة هى الأسئلة التى طرحتها على عصام الدردوري، رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن الذى أكد أن المجهودات الأمنية المبذولة والمتواصلة، مثلت عنوان امتياز فى إنجاح الانتخابات البرلمانية وسوف تتواصل المجهودات خلال الانتخابات الرئاسية.
الإرهابية «أم قدامة»
وعلاقتها بخلية «وادى الليل»
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تضع مراهنات على المرأة فى المواقع المتقدمة للقيام بعمليات انتحارية ثأرية للخماسى المقتول فى عملية وادى الليل، وأضاف أن العملية الإرهابية " بمنطقة شباومن وادى الليل" مازالت تثير اهتمام الرأى العام التونسى بسبب تحول طالبات الجامعة من مواطنات من الدرجة الأولى إلى أخطر إرهابيات فى فترة زمنية قصيرة، وصرحت مصادر أمنية " للأهرام العربي" أن الإرهابية أمينة العامرى كانت طالبة متفوقة، وممتازة فى الهندسة كانت تطمح إلى أن تكون مهندسة مختصة فى البحث العلمى فوجدت نفسها مختصة فى الإرهاب فبعد أن تعرفت إلى الإرهابية فاطمة المزواغى المعروفة لدى الخلايا الإرهابية " بأم قدامة" عن طريق صفحات الفيسبوك التابعة للجماعات الإرهابية على غرار " الربانيون للإعلام" " وفجر القيروان " انطلقت فى مشوارها فى عالم الإرهاب والتطرف والتكفير والتخطيط لاغتيالات سياسية وتمكنت أمينة المعروفة باسم " أم إيمان" من إقناع شقيقتها التى كانت بدورها تحمل فكراً متطرفاً وتكفيرياً إلى الانضمام إلى الخلية الإرهابية المختصة فى الإطاحة بالشباب عن طريق مواقعها وصفحاتها الإعلامية والتابعة لكتيبة عقبة بن نافع، أما الإرهابى أيمن والمعروف باسم أبو عبيدة والبالغ من العمر 19 سنة، فقد نجح عبر الإرهابية فاطمة الزواغى فى الإطاحة ب 10 إرهابيات وقعن فى حبه، فقد كان يتواصل معهن باسم مستعار عبر صفحة " فجر القيروان" وحسب المصادر الأمنية فقد تزوج الإرهابى أيمن من ثلاث إرهابيات عرفياً وكان الجميع يجتمعون بأحد المساجد التى نجحت قوات الأمن أخيراً فى استرجاعه من التيار المتشدد المتطرف بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين، كما أضافت المصادر أن العناصر الإرهابية كانت تستخدم الأموال والجنس والفيديوهات الإباحية للإطاحة بضحاياها عبر تهديدهم بفضح أمرهم إن لم ينفذوا ما يطلب منهم.
وفى هذه الأثناء فقد أصدرت كتيبة عقبة بن نافع كلمة دعت من خلالها الإرهابى الخطير "كمال زروق" المقاتلين المنضمين فى صفوف الجماعات الإرهابية فى كل من سوريا والعراق ومالى وليبيا إلى العودة إلى تونس لمحاربة قوات الجيش والأمن والمدنيين انتقاماً على حد تعبيره لإرهابيات منطقة "وادى الليل"، وحسب مصادر موثوق بها فقد أكدت أن الإرهابى كمال زروق غادر الأراضى التونسية، وحسب المعطيات المتوافرة فإنه مستقر حالياً فى جنوب ليبيا لتدريب الإرهابيين فى الصحراء..
شيطان الفوضى
وفيما له علاقة بالأوضاع الملتهبة فى ليبيا جاءت زيارة الداعية والصحفى الفرنسى واليهودى الأصل الإسرائيلى "برنار هنرى ليفي" إلى تونس لتلقى بظلالها على المشهد السياسى المحتقن، حيث عبر الشعب التونسى بكل مكوناته وانتماءاته عن رفضه المطلق لهذه الزيارة، وحمل المسئولية لبعض الوجوه السياسية والحكومة وطرحت هذه الزيارة العديد من نقاط الاستفهام كون هذه الزيارة متطرفة ومثيرة ومشبوهة، وليفى معروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل ويعمل مع الدوائر الصهيونية وقد بشر بأن الربيع العربى يجب أن يكون لصالح إسرائيل، وهذا الرجل لديه إلمام واسع بتطورات الشئون الداخلية فى الدول العربية والإفريقية على حد سواء، ويراقب عن كثب مستجدات الأحداث فى الدول التى تشهد بؤر توتر أو نزاعات سياسية وطائفية، كما خص "برنارد " الانتفاضات العربية بمؤلفات تسجل يوميات الحراك المختلفة. وفى مقدمتها يوميات كاتب فى قلب الربيع الليبى وقام ليفى منذ عام 2011 بعد زيارات إلى الأراضى الليبية التى تتوالى عليها المحن زيارته إلى طرابلس ومصراتة فى مايو الماضى والتى أعقبها تحرك درع مصراتة للسيطرة على مطار طرابلس ووصل الأمر إلى تقديم مجلس محلى مصراتة حق المواطنة الليبية له ولديه علاقات بالجماعات الإسلامية المتطرفة، كما يحمل فى ثنايا أفكاره فكرة تأليب الأقليات بالنظر إلى ما يتردد حول مخططات تجميع طوائف من أصول يهودية فى كل من مصراتة والجنوب الليبى وإشهارها كمكون ثقافى ودينى داخل الدولة ثم يسعى إلى الامتداد حتى الجبل الأخضر، حيث هناك مستثمرون أجانب من جنسيات مختلفة لها العديد من الاستثمارات مع شركاء ليبيين من أصل يهودى.. هكذا يدخل " لفي" بكثير من الصلف والغرور والتواطؤ فى جنح الظلام على رحلة جوية قادمة من باريس، لكن أهل تونس استقبلوه بالصياح وانفجرت حناجرهم احتجاجاً على وجود ل " شيطان الفوضى" فى بلادهم ورفعوا لافتة " ديغاج" بمعنى " ارحل" وشرعت النيابة العمومية فى التحقيقات، باعتبار أن هذه الزيارة تهدد الأمن القومى التونسى وحسب ما ذكره " برنار ليفي" على موقعه الشخصى على الإنترنت فإن الزيارة لم تكن تخص الأوضاع التونسية بل كانت من أجل حوارات مع مجموعة من الليبيين! وهذا ما يؤكده البعض من أنه شيطان الفتن والتقسيم حيث ارتبط اسمه بعدة صراعات فى يوغسلافيا مروراً بتقسيم السودان وانتهاء بالربيع العربى ومحاولة تقسيم ليبيا وسوريا.
وفيما له صله للتحركات المشبوهة انتقد الشارع التونسى والسياسيون والمحللون والإعلاميون ما بثته قناة الجزيرة أخيرا من شريط وثائقى تحت عنوان "الصندوق الأسود" والذى تضمن تحقيقا حول الاغتيال السياسى الذى ذهب ضحيته المناضل شكرى بلعيد واحتوى كذلك محاولة للإجابة عن السؤال الذى يتردد بكثرة فى الشارع التونسى من قتل بلعيد، لكن رد الفعل كان الاستنكار من جميع طوائف الشعب التونسى لما حمله الشريط من مغالطات وأكاذيب وافتراءات وطعن فى الحياة الشخصية لطليقة بلعيد المحامية "بسمة الخلفاوي" التى سرعان ما قررت هى وشقيقة شكرى رفع دعوى قضائية ضد قناة الجزيرة تتهمها بالكذب والافتراء والتزوير، وقد أكدت بسمة أن هذه القناة لم تعط لشكرى فى حياته مساحة للتعبير فكيف تدافع عنه بعد مقتله، وأضافت أن هذا البرنامج هدفه التشويش على مسار العملية الانتخابية ويصب فى أجندات سياسية معينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.