علاء عزت جاءت حملات السخرية لتدفع الزمالك إلى تغيير لون زيه البديل إلى الأزرق الذى ظهر به لأول مرة فى مباراة الشرطة الأخير.. وهى حكاية لها قصة طريفة، أعادت إلى الأذهان قصصاً عن غرائب وطرائف قمصان اللاعبين والتى فجرها مجددا الإيطالى الشهير ماريو بالوتيلى عندما تمسك «السوبر ماريو» بارتداء رقمه المفضل «45» عند انتقاله لليفربول الإنجليزي، وهو ذات الرقم الذي كان يرتديه مع ناديه الإيطالي السابق، إنتر ميلان الإيطالي .. وكشف النجم الإيطالي الوافد الجديد إلى ملعب أنفيلد، عن سر تمسكه بهذا الرقم خلال مشواره في إنتر ميلان، ومانشستر سيتي، وميلان، والآن مع ليفربول. وقال بالوتيلي: "عندما كنت صغيراً في صفوف إنتر ميلان، كان اللاعبون الصغار يمكنهم اختيار رقم بين 36 إلى 50، وقد اخترت رقم 45، لأن مجموعه يساوي الرقم تسعة، هذا كان في البداية، لكن بعد مشاركتي في أربع مباريات مع الفريق الأول سجلت خلالها جميعاً، فبات هو رقمي المفضل الذي يجلب الحظ لي". والحقيقة أن غرائب وطرائف أشكال وألوان وأرقام فانلات اللاعبين، كانت مثار حديث الجماهير وكل وسائل الإعلام العالمية علي مدار ربع القرن الأخير من الزمان. ولم تكن الكرة المصرية بعيدة عن تلك الظاهرة، فقبل عام واحد، أثارت الفانلة الجديدة لفريق الزمالك والتي ظهر بها خلال مباراته أمام فريق الشرطة بالدوري، وكان لونها وردياً أو كما يطلق عليه اللون البينك أو الفوشيا، أثارت عاصفة من الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى من الصفحات السياسية غير المعنية بالرياضة.. والتي تحولت إلى ساحة للتعليقات الكوميدية والساخرة، وانصب جل السخرية على لون الفانلة الجديد، والغريب على الألوان التي عهدناها في قمصان أندية الكرة المصرية، ما دعا أحدهم ليقول: "ده لما يتشد من الفانلة يبقى "فاول" ولا تحرش؟ فيما كتب آخر "بعد ما شوفت تي شيرت الزمالك البينك، زمان كنت أسمع أن الزمالك "مدرسة لعب وفن وهندسة".. بس مكنتش أعرف إنها مدرسة بنات الصراحة". وانتظم طابور التعليقات الساخرة على النحو التالي: يا جماعة إنتوا بتتريقوا على لبس الزمالك ليه؟ ده حتى إدارة النادي جايبلهم اللبس ده عشان "الفلانتين". سؤال سريع: ليه كان الزمالك لابس بمبي النهارده؟ دي باربي تتكسف تلبس اللبس ده أصلا. وليه تجيب لحبيبتك في الفلانتين دبدوب لما ممكن تجيبلها تي شيرت الزمالك. الزمالك بال تي شيرتات دي لو كسب الدوري هياخد دبدوب. هو الزمالك فاكر لما يلبس "بينك" إن البنات كدة هتشجعه؟. والحقيقة أن حملات السخرية دفعت مسئولي الزمالك بناء علي شكوي اللاعبين إلى تغيير الفانلة. وبالعودة إلى الظاهرة العالمية، فقد بدأت صحيفة "ديلى ميل" الإنجليزية، الحكاية مع الأرجنتينى أوسيس أرديليس الذى ارتدى القميص رقم "1" فى مونديال 1982، عندما قرر لاعبو "التانجو" ارتداء القمصان حسب الترتيب الأبجدى وجاء مارادونا الرقم " 12" فإنه فضل الاحتفاظ بالرقم 10. فيما خطف المغربى هشام الزروالى، لاعب أبردين الإسكتلندى الأنظار عندما ارتدى القميص يحمل رقم (0)، لتصبح واقعة فريدة من نوعها فى عالم الساحرة المستديرة، وفسر ذلك بأنه اسم شهرته "زيرو" وهو اختصار اسم الزروالى بالإنجليزية. وأشارت الصحف العالمية في تقارير سابقة، إلى أن النجوم الكبار كانوا يبتكرون دائما موضة الأرقام، ومنهم كان يرتدى ما يتناسب مع العام الذى أنجب فيه أمثال البرازيلى رونالدينيو مع ميلان الإيطالى، حيث كان يرتدى القميص رقم "80"، وكذلك الفرنسى ليزارازو الذى ارتدى قميص رقم "69"، عام ميلاده، بالإضافة إلى أن طول اللاعب كان يبلغ 169 سم. وانضم أسطورة تشيلي إيفان زامورانو، لقائمة مجانين الأرقام عندما انتقل من ريال مدريد الإسبانى إلى إنتر ميلان الإيطالى ولم يجد رقمه المفضل "9"، وقرر ارتداء رقم فريد من نوعه وهو "8+1" ليصل المجموع 9، خصوصاً أن الظاهرة البرازيلية رونالدو هو الذى كان يرتدى الرقم 9. وفى عام 2003، انتقل الإنجليزى ديفيد بيكهام، من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد الإسبانى، ولم يجد رقمه المفضل " 7 " خاليا، حيث كان يرتديه وقتها النجم الملكى راؤول جونزاليس، مما دفع النجم الإنجليزى ارتداء الرقم"23" الخاص بأسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردون. قام لاعبو فريق أثلتيك بلباو، بلفتة طيبة خلال إحدي مبارياتهم في الدوري الإسباني أمام سلتا فيجو، والتي تزامنت مع "عيد الأم " في إسبانيا، حيث طبعوا ألقاب أمهاتهم على قمصانهم الرياضية. فيما تحولت قمصان فريق سامبدوريا الإيطالي إلى لوحات إعلانية لأحدث الأفلام التي ينتجها ماسيمو فيريرو، رئيس النادي، والذي يعمل في مجال الإنتاج السينمائي. ولا يملك النادي حاليا أي رعاة لقميصه وهو ما دفع فيريرو لإبرام عقد مع شركة توزيع للإعلان عن الأفلام. لعبت البرازيل بالقميص الأبيض منذ 1914 إلى 1950، عندما كتبت صحيفة " كوريو دا مانيا " أن القمصان الصافية برقبتها الزرقاء نذير شؤم بعد موقعة " الماراكانا" الدرامية الشهيرة، وقررت الصحيفة أن يتم تغيير ذلك، ونظمت بتعاون مع اتحاد الرياضة البرازيلي مسابقة، يجب أن يمزج الطقم بين ألوان العلم البرازيلي، وفاز بهذه المسابقة كاتب ومصور برازيلي عمره "18 عاماً" فقط، ألدير جارسيا شلي، الذي صمم الطقم الأشهر في العالم، قميص أصفر وأخضر وسراويل زرقاء وجوارب بيضاء، لعبت البرازيل أولى مبارياتها بهذا الطقم في كأس العالم سويسرا 1954، أمام المكسيك وفازت بخماسية، وربما كان ذلك نذير خير، حيث فازت البرازيل بخمسة ألقاب بالقميص. من الماضي القريب والبعيد، نعود إلى الحاضر، فقد فاجأ ريال مدريد كل المتابعين بكشف طاقمه الثاني، الذي سيكون عبارة عن قميص وردي اللون، ثم من خلال التصميم الجديد للزي الذي سيخوض به منافسات دوري أبطال أوروبا، حيث يتمحور الموضوع حول قميص أسود يتوسطه تنينان بارزان: التنين الملك، رمز العظمة والمجد والقوة، والتنين الطائر، الذي يمثل المقاومة وخفة الحركة". لكن التنين ليس أول "حيوان" نراه في قميص رياضي. ففي تسعينيات القرن الماضي، جعل فريق هال سيتي الإنجليزي الذي يتملكه رجل الأعمال المصري عاصم علام، ويلعب له المدافع الدولي أحمد المحمدي، من النمر رمزاً له..بيد أن التصميم لم يقنع الجمهور تماماً، برغم أن تلك التميمة هي أصل شعار النادي ومنبع ألوانه ومصدر اللقب الذي يُطلقه عليه عشاق كرة القدم. الرياضة لا تتعارض مع الأناقة.. ومن لديه شك في ذلك فلينظر إلى ما فعله فريق كولتورال ليونيسا، من الدرجة الثانية في كرة القدم الإسبانية، حيث يخوض الفريق منافسات هذا الموسم بقميص مصمم على شكل "بدلة زفاف" تعلوها رابطة عنق قوسية.. وفي المقابل، هناك من يعتبر أن كرة القدم ليست سوى ميدان للمعركة، مما يفسر وجود الزي العسكري في بعض الملاعب، ومن بينها سان باولو، معقل نابولي الذي لعب العام الماضي بطقم فريد يحمل اسم " كامو"، حيث قال حينها رئيس النادي أوريليو دي لاورينتيس "لدينا زي حربي"، علماً بأن جملته تلك أثارت الكثير من الجدل في ذلك الوقت.. هذا وقد واصل نابولي على نفس المنوال في نسخة هذا العام، حيث حافظ على الطابع العسكري ليضيف فقط اللونين الأزرق السماوي والأصفر على تصميم الموسم الماضي. ولعل القميص الأكثر غرابة هو ذلك الذي خاض به أتلتيك بيلباو منافسات كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 2003-2004، حيث تخلى المصمم الباسكي داريو أورزاي، عن الخطوط العمودية التقليدية التي ميزت دائماً فريق قلعة سان ماميس ليحولتها إلى "بقع" حمراء متناثرة.. فجاء الرد على الفور من الجمهور المحلي الذي أطلق على القميص لقب "كاتشاب".. وبرغم أن التصميم لقي استحسان أهل الفن، حيث يوجد ضمن المعروضات في متحف آرتيوم للفن المعاصر بمدينة فيتوريا، فإن إدارة النادي قررت عدم استخدام ذلك القميص في المسابقات الرسمية، مستسلمة أمام موجة الجدل التي عمت بين مشجعي الفريق. الجميع يعرف أن قميص كرة القدم يشكل منصة جيدة للدعاية.. وهناك من لم يتردد في الترويج لأبرز المنتجات الغذائية المحلية، على غرار لاهويا لوركا (مورسيا) في عام 2013، حين قرر هذا النادي المتواضع تخصيص قميصه لإشهار نبات القرنبيط الذي يُعد من أهم المنتجات الزراعية في المنطقة.. وخلال مرحلة التحضيرات الصيفية للموسم الحالي، حذا حذوه نادي لوجو، من الدرجة الثانية، حيث أضفى لمسة جديدة بتصميم قمصان لاعبي الميدان بشكل يحيل على انتعاشة مشروب البيرة بينما ارتدى الحارس زياً غريباً على شكل الأخطبوط الجاليسي.