رسالة السعودية نصرزعلوك شعر السعوديون بحالة من الارتياح والرضا لنجاح المصريين في انتخاب شخصية قادرة على تضميد جراح مصر التي نزفت على مدار الثلاث سنوات الماضية، والسير قدما بأكبر دولة عربية سكانا لأخذ مكانها الطبيعي. ووصف عدد من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة ومصر، بالقوية وتجسد عمق العلاقات المشتركة والعلاقات المتميزة بين البلدين ودعم المملكة اللا محدود لمصر لتتجاوز أزمتها وتحدياتها الراهنة وتوقعوا أن يشهد الاقتصاد المصري انطلاقة قوية نحو آفاق أرحب في ظل التطورات والتحديات المتسارعة التي تواجه الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، الذي يتطلع إلى عودة مصر إلى مكانها الطبيعي بالمنطقة وتحقيق الأمان والاستقرار لشعبه ووطنه. وقال مسئولون سعوديون بعد أداء مراسم القسم لتسلم السلطة رسميا، وسط حضور خليجي وعربي وإسلامي وعالمي رفيع وكثيف، تدخل مصر مرحلة جديدة من العمل الشاق والجهد المضني والأعباء الثقيلة التي سيتحملها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وما ننتظره في ظل هذا الحضور الدولي الكثيف حفل التنصيب هو استعداد كل دول العالم ومجتمعاته للمساهمة بأشكال مختلفة في دعم السيسي وتبني خططه وبرامجه تحقيقا لتطلعات المصريين، وتجاوبا مع الجهود السعودية المخلصة لمواجهة الإرهاب وصنع الاستقرار في المنطقة بكاملها. وأشاد المصريون هنا بمواقف خادم الحرمين الشريفين الداعمة لمصر منذ ثورة 30 يونيو المجيدة، واستقبل الجميع برقية خادم الحرمين للرئيس عبدالفتاح السيسي، بمنتهى الترحاب والامتنان والثقة لدور المملكة قيادة وشعبا في دعم مصر والوقوف بجانبها ومساندتها على مدى التاريخ. الجالية المصرية في السعودية، التي تعتبر الأكبر على مستوى العالم احتفلت في سفارتنا بالرياض وقنصليتنا العامة بجدة، بهذا الإنجاز التاريخي للاستحقاق الثاني من خارطة الطريق، وتزامنت الاحتفالية التي شارك فيها جموع كثيرة من المصريين بعائلاتهم وسط فرحة غامرة وأغان وطنية وأعلام مصر التي ترفرف معهم مع الاحتفال الكبير بتنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر. "الأهرام العربي" استطلعت آراء قنصل مصر العام بجدة السفير عادل الألفي، والعديد من رموز الجالية والعديد من المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين بمصر حول هذا الحدث المهم في تاريخ مصر والذين أكدوا على ازدياد تلك العلاقات قوة ومتانة في المستقبل القريب خصوصاً في المجال الاستثماري بين البلدين الشقيقين. في البداية يقول السفير عادل الألفي: إن برقية خادم الحرمين للرئيس عبدالفتاح السيسي، تأتي تتويجا للموقف السعودي المشرف الذي لم نفاجأ به فهذه الثوابت الأصيلة منذ وضع منهاجها المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، والتي كانت وصيته لأبنائه (أوصيكم بمصر) انعكست من خلال مواقف حقيقية جادة من قادة المملكة. وأضاف الألفي قائلا: إن شعب مصر لن ينسى إطلاقا لأشقائنا السعوديين وقفتهم النبيلة منذ قيام ثورة 30 يونيو، وما قامت به الدبلوماسية السعودية بقيادة عميد وزراء خارجية العالم الأمير سعود الفيصل، في تحويل الرأي العام في الشرق وفي الغرب إلى حقيقة هذه الثورة التي كانت قد أخذت منعطفا خاطئا صححه سموه من خلال نضج سياسي وقيمة دبلوماسية يقف أمامها العالم إجلالا واحتراما، وأعرب عن اعتقاده بأن من يظن أن المساعدات السعودية لشعب مصر هي المحور الذي ترتكز عليه العلاقات بيين البلدين الشقيقين مخطئ، بل هي مبادئ ثابتة ذكرها خادم الحرمين في برقيته للرئيس عبدالفتاح السيسي، حين قال إن المساس بمصر يعد مساسا بالإسلام والعروبة وهو في ذات الوقت مساسا بالمملكة ومبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان. وقال السفير عادل حسن الألفي: إن هذه المناسبة عزيزة على كل مصري داخل أو خارج الوطن، فتولي الرئيس السيسي مهامه الرسمية بعد الفوز الكاسح والكبير يجسد رغبة المصريين في بدء مرحلة جديدة من التنمية والعمل الجاد من أجل استقرار مصر ورفاهية مواطنيه. ويقول الدكتور سعيد يحيى، رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج، فرع المملكة العربية السعودية، لا أملك في هذه اللحظات التاريخية إلا أن أشيد برصيد الحب الذي يكنه كل مصري لخادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) ولن تنسى مصر هذه المواقف النبيلة والرائعة والشجاعة التي تعكس المواقف الجليلة للقائد والرائد رعاه الله التي تظهر وقت الشدائد. وأضاف قائلا: إن المملكة بمواقفها الثابتة العظيمة ليس جديداً عليها، بل أن رسالة خادم الحرمين تعد رداً قويا على محاولات التدخل في الشأن الداخلي المصري وأن المملكة تقف دائماً وابداً إلى جوار شعبنا الحبيب إذ بادرت في أعقاب 30 يونيو في بيان رسمي تأييدها الشامل للمصريين، ولا ننسى الدور الدبلوماسي السعودي في كل المحافل الدولية الذي اقنع العالم بأن ما جرى في 30 يونيو ثورة شعبية. ومن جانبه وجه الوزير المفوض التجاري، ورئيس مكتب التمثيل التجاري المصري في جدة، عبدالستار الصاوي، دعوة إلى رجال الأعمال للاطلاع على أبرز الفرص الاستثمارية في مجال صناعة البتروكيماويات في مصر. ويمثل قطاع صناعة البتروكيماويات في مصر نحو 12 % من إجمالي الإنتاج الصناعي في مصر، ويقدر بنحو 7 مليارات دولار، وهذا الإنتاج يعادل نحو 3 % فقط من إجمالي الناتج القومي لمصر. كما وجه المستشار الثقافي المصري بالرياض الدكتور محمد عثمان الخشت، ورئيس البعثة التعليمية في السعودية، خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على الدور الكبير والفارق في مساندة مصر في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخها. وأكد أن المصرى نضج بسرعة هائلة فى الفترة القصيرة والعصيبة السابقة التى مرت بها مصر؛ وأصبح يختار الآن بمعيار القدرة على «الفعل والتنفيذ» و«الخبرات المتراكمة» و«سابقة الأعمال». وشدد على أن اختيار المصريين للمشير السيسي، يؤكد أن مصر تحتاج فى هذه المرحلة إلى «مدير قوي» يستطيع «إدارة البشر والموارد» برؤية إستراتيجية واضحة، ويشد الجماهير ويقودها إلى هدف كبير من خلال مشاريع قومية تلهب مشاعرهم وتحرك ضمائرهم نحو العمل والبناء والتنمية. وأشاد الأستاذ جمال الجزار، مدير عام مصر للطيران في السعودية، بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الداعم لمصر اقتصاديا، ودعوته لعقد مؤتمر للمانحين لتقديم مساعدات اقتصادية لمصر وقال إنها تعتبر خارطة طريق ستسهم في حل أزمة البلاد. وقال بالغ الشكر والتقدير للموقف التاريخي المشرف لخادم الحرمين في دعمه وتأييده لشعب مصر وأنه ليس غريبا على المملكة التي كانت دائما وستظل شقيقة ووفية. وأضاف الجزار أن هذا الموقف من شيم النبلاء وعنوان الأصالة العربية المعروفة من قديم الأزل وتحقيقا للتكامل بين الأشقاء وتطبيقا لتعاليم الإسلام السمحة ودرسا نتعلم منه كيف تكون الشهامة والمروءة وهذا ليس بغريب على الرجال الكرماء ولي أمر حكيم ومن ذمرة النبلاء أسهم في الخير كثيرا، قلبه كله مروءة، فله كل الحب منا، وكل الثناء وجزاه الله خيرا، حكيم العرب لبعد نظرته الثاقبة. وتحدث عبدالوهاب توفيق، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للمصريين في الخارج (عن السعودية) قائلا: نعم هي لحظات دقيقة وفارقة في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية وفي تاريخ علاقاتنا مع أشقائنا السعوديين التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين وأن مستقبل مصر تفتح فيه صفحة بيضاء وفي أيدينا أن نملأها بما شئنا كما قال الرئيس، فماذا نحن فاعلون لكي نحقق العيش الكريم والحرية والكرامة الإنسانية لأمتنا العزيزة ولأهلنا الكرام حقاً وصدقا ولنا في رجال مصر الكبار ونسائها العظيمات المثل والقدوة في العطاء والبذل وقد ضربوا أروع الأمثلة لتحيا مصر. وأضاف قائلا: علينا أن نستعيد دورنا بالعمل البناء للعناية والرعاية بالمولود الجديد، لكي يكبر وينمو ومن ثم تستعيد أم الدنيا عافيتها وماضيها التليد من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا والأجيال المقبلة، مبروك علينا استعادة واسترداد وتحرير أمنا الغالية، ومسئولياتنا الآن مع القيادة الجديدة كيف نحافظ عليها وكيف نحميها من طمع الطامعين وكيد الكائدين. وتابع عبدالوهاب توفيق يقول: من حقنا أن نفرح ونسعد اليوم، وواجبنا أن نفكر كيف نعمل لكي تستمر هذه السعادة، ألف مليون مبروك لكل من أسهم في التحرير والاستعادة والدعاء بالهداية لكل المارقين والذين ضلوا السبيل فمصر محتاجة لكل السواعد والعقول والقلوب المخلصة. الاستثمارات السعودية وتوقع نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري عصام ناس، أن تشهد مصر حركة استثمارية واسعة، وازدهارا سياحيا خلال الفترة المقبلة بعد تنصيب عبدالفتاح السيسي لرئاسة مصر. وقال إن مصر ستشهد حركة شراء عقاري من جانب المستثمرين العرب وتحسنا في الاستثمارات المختلفة كالغاز: سيتوسع المجال الاستثماري بصورة عامة ونصح السعوديين الراغبين في الاستثمار في مصر بالتوجه إلى هيئة الاستثمار المصرية حتى تكون المسألة أكثر تنظيما، وخاضعة للدراسات. وقال عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية عبد الرحمن الراشد: «إن العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومصر ليست جديدة فهي تعود لعشرات السنين»، مشيرا إلى أن مصر تمثل وجهة واعدة للاستثمار من قبل المستثمرين السعوديين، وأكد أن الاقتصاد المصري من الاقتصادات الواعدة التي تحظى باهتمام كبير من الشركات السعودية. وذكر أن انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي، رئيسا لجمهورية مصر سيعطي دفعة كبيرة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات، خصوصا أن البلد مقبل على مزيد من الاستقرار السياسي و الأمني، الأمر الذي ينعكس على الانتعاش الاقتصادي، مضيفا: أن المملكة كانت و لاتزال تعتمد على الأيدي العاملة المصرية في مختلف المجالات، ولاسيما في ظل وجود الموارد البشرية الكبيرة والمؤهلة، مشيرا إلى أن المملكة استفادت في السنوات الماضية من الكوادر التعليمية في المدارس على اختلافها بالإضافة إلى الجامعات المختلفة، الأمر الذي يؤكد عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين على مدى العقود الماضية. من جهته، أشاد رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، بالعلاقات التاريخية التي تربط المملكة بشقيقتها جمهورية مصر العربية على مر العصور، في مختلف المجالات، ومنها العمل على تنشيط السياحة بين البلدين، داعيا لإبراز الجهود المبذولة من الجميع في سبيل تنشيط وإعادة السياحة في مصر، ممتدحا في الوقت نفسه الجهود التي يبذلها وزير السياحة في مصر هشام زعزوع. وقال رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري السابق (الجانب السعودي) الدكتور عبدالله بن صادق دحلان: إن الاقتصاد المصري سيشهد انطلاقة قوية نحو آفاق أرحب، والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تسعى جاهدة إلى تحقيق الأمن والاستقرار لمصر مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري إلى الأمام خصوصاً أن مصر والسعودية أساس منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. واختتم دحلان، أن 70 % من الاستثمارات السعودية في مصر استثمارات عقارية وتحتل المملكة المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري عربي بالنسبة لمصر. ويؤكد عبدالخالق سعيد، رجل الأعمال أن عودة الاستقرار بالدرجة الأولى لمصر تعطي مؤشرات إيجابية لقوة الاقتصاد المصري ومتانته ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والتجارية إلى الإمام، وقال إن الرئيس السيسي سيضع أولوياته لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المرحلة المقبلة، وقدر حجم الاستثمارات السعودية في مصر بأكثر من 16 مليار جنيه، متوزعة في عدة قطاعات اقتصادية وسياحية وفندقية وهي تشمل مختلف الأنشطة الاقتصادية والصناعية بنسبة 36% من إجمالي حجم الاستثمارات وخدمات التمويل بنسبة 28 % إلى جانب 16 % لقطاع السياحة، مشيرا إلى أن عدد الشركات السعودية في مصر بلغ نحو 1015 شركة (977 شركة كاستثمار داخلي، و38 شركة كاستثمار في المناطق الحرة، وتحتل السعودية المركز الأول من حيث الاستثمارات العربية في مصر، في حين بلغت عدد المشروعات السعودية المصرية المشتركة العاملة في المملكة 830 مشروعا منها 216 مشروعا صناعيا، و614 مشروعا خدميا، وبلغت رءوس الأموال المستثمرة في هذه المشاريع 15.5 مليار ريال، تمثل حصة الجانب السعودي فيها 68.2 % وتمثل حصة الشريك المصري 21.92 %.