أحمد سلام كلما تأتي الذكري يأتي الشجن لأن الحديث عن أجمل الذكريات التي تحمل عبق زمان جميل ولي وأدبر..... حديثي عن ذكري إنشاء الإذاعة المصرية في 31 مايو سنة 1934"الثمانين" يوم أن خرجت الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية يومها خرج أول مذيع مصري هو أحمد سالم معلنا ميلاد إذاعة مصر وكان اول مقرئ للقرآن هو قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت في بداية لظهور صرح خالد شكل وجدان امة بل الوطن العربي بأسره وقد كان النداء الأثير "هنا القاهرة" بردا وسلاما علي قلوب توحدت مع "كنوز" ا...لإذاعة المصرية التي لاتقدر بثمن وكان الأروع هو حفلات الإذاعة المصرية في الخميس الأول من كل شهر حيث أم كلثوم وزمانها لنحو أربعين عاما إستطاعت خلالها أن توحد الأمة العربية من المحيط إلي الخليج وهو ماعجزت السياسة أن تفعله. في عيد ميلاد الإذاعة المصرية الحديث ذو شجون لأنها سطرت تاريخا عبر البرامج والصور الغنائية وعبر أصوات ستظل عالقة في وجدان كل من إنتصت إليها ....ومن ينسي عبد الوهاب يوسف وحافظ عبد الوهاب والمأمون ابو شوشة وجلال معوض وفهمي عمر وحسني الحديدي وبابا شارو" محمد محمود شعبان وصفية المهندس ومن ينسي الصور الغنائية مثل قسم وعذراء الربيع وأوبريت الدندرمة ومن ينسي رائعة زمانها ألف ليلةوليلة لمحمد محمود شعبان.....ومن ينسي"المسلسلات مثل"سمارة" التي كانت تُجمع المصريين حولها لدرجة خلو الشوارع وقت الإذاعة , ومن ينسي البيان الأشهر الذي ألقاه " أنور السادات " صباح 23 يوليو 1952 معلنا قيام الثورة في أداء أسطوري تم تكراره بأصوات نجوم الإذاعة ومنهم الإذاعي الرائد فهمي عُمر ...الإذاعة المصرية طبقت المثل الأشهر القائل" الأذن تعشق قبل العين أحيانا" وقد علقت أصوات " أساطين" الإذاعة بوجدان الأجيال ومن ينسي جلال معوض وهو يقدم حفلات أم كلثوم ومن ينسي صوت عبد الوهاب يوسف وهو يقدم اوبريت خوفو ومن ينسي " كروان الإذاعة" محمد فتحي وهو يقدم رائعة"الموسيقار" رياض السنباطي قصيدة فجر بإلقاء يجعل القلب ينتشي ويبكي في آن واحد من روعة الأداء وحسن البيان...... الحديث عن الإذاعة المصرية ذو شجون وفي ذكري ميلاد الإذاعة المصرية في 31 مايو سنة 1934 يؤمل الحفاظ علي " تراث" الإذاعة لأنها بمثابة تاريخ مسموع سيما وقد ولي زمن الإذاعة الجميل وأدبر وقد كثرت" المحطات" تزامنا مع الفضائيات التي لاحصر لها ولسان حال محبي النداء الأثير "هنا القاهرة" ينطق بالقول الخالد " مالحب إلا للحبيب الأولِ" وقد كانت الإذاعة المصرية هي " الحب" الأول لأجيال رحلت ورحل معها حلو الأثر.... هنا القاهرة نداء خالد يحمل عبق ماض جميل ولي وأدبر تاركا مرارة الذكري ووجع البعاد .!