ستة وسبعون عاما مرت من عمر الاذاعة كانت خلالها ومازالت الأنيس والجليس وصاحبة الكلمة الحلوة واللحن الشجي والشدو الجميل والحديث الممتع المثقف ومنذ اسبوع كان يوم الحادي والثلاثين من مايو فهو الذي وافق انطلاق الاذاعة المصرية سنة1934 عندما غرد عبر الاثير صوت المذيع الأول أحمد سالم الذي أصبح فيما بعد نجما سينمائيا يردد هنا القاهرة بداية لعصر جديد من التنوير والتثقيف والترفيه لم يكن معهودا أو معروفا من قبل مما شكل منعطفا بالغ التأثير لافي تاريخ مصر فحسب ولكن في مسيرة الأمة العربية جميعا وكان الحدث غاية في الاهمية التف الناس من حوله من الخليج الي المحيط.. حدث تفتحت به الأذهان والعقول حدث دخلت به القلوب والنفوس الي عالم جديد مملوء بالأصوات الجميلة والألحان العذبة يشدو بها ثقاة الغناء وملوك الطرب الي جانب شوامخ القراء يرتلون ويجودون آي الذكر الحكيم اضافة الي سيل منهمر من المعلومات والاخبار يطوف معها المستمع انحاء العالم ويتعرف علي أحداث الكون حدث كان الباب الملكي الذي دخله الجميع الي عوالم الثقافة والفن والادب والترتيل والغناء حدث جاء بعد عناء مع الاذاعات الاهلية التي ازدحم بها الاثير وكانت تذيع الغث من القول والتافه من الغناء إلي جانب فواصل من الردح والكلام البذئ ولاشك ان الناس انبهرت بالحدث فأقبلوا علي شراء أجهزة الاستماع ومن روعة الانبهار كان المذياع في المنزل له مكانة عالية فهو موضوع علي رف عال بعيدا عن أيدي الأطفال ومغطي بمفرش نظيف وعندما يبدأ الارسال كان جميع من في المنزل يستمعون الي ماتقدمه الاذاعة بشغف وترقب كبيرين المذياع كان اشبه بجامعة أثيرية تعلم منها الأمي ويثقف وعرف أحوال دينه ودنياه وتثقف من خلالها الطفل الصغير وعرفت المرأة واجباتها المنزلية وكيف تجيدها وتحسن من حياتها الأسرية, واستمتع الشباب والأباء باحاديث العمالقةوتهدهدت قلوبهم بغناء القمم واشعلت الاذاعة الحواس جميعا وكانت المعلم والمثقف والدال علي طريق الخير وأجج الميكروفون حماس المواطنين وقادهم الي محاربة المستعمر الذي لم يجد بدا من الرحيل لاعن مصر فحسب ولكن عن كل مناحي العالم الذي كان يقبع فيها وتعود بي الذكريات الي ماض جميل للاذاعة المصرية وأخص بالذكر جيل الاساتذة من الرواد من مذيعين ومخرجين ومقدمي برامج الذين رسخوا البنيان ونحتوا الصخر وقدموا للمستمع فنا اذاعيا غاية في الرقي وصنعوا مايشبه اللغة الاذاعية من دراما وبرامج غنائية, حقيقية كان ذاك الجيل متفوقا علي نفسه واذكر منهم عبد الوهاب يوسف وحافظ عبد الوهاب وبابا شارو والمشري والحديدي وعلي خليل وصفية المهندس والسيد بدير والصالح ومحمد توفيق وغيرهم وعلي دربهم سار جيل الخمسينيات, عباس أحمد وجلال معوض والمأمون أبوشوشة وسعد لبيب وغيرهم يرحمهم الله واذكر طاهر ابو زيد أمد الله في عمره فهو لايزال يحرك وجداننا بعطائه الجميل لقد أعطت هذه الاجيال فنا اذاعيا راقيا رغم بدائية تكنولوجيا الهندسة الاذاعية من أجهزة تسجيل واجهزة مونتاج ومكروفونات من منا ينسي برنامجا مثل علي بابا وقسم والراعي الاسمر وعوف الاصيل, من منا ينسي برامج جرب حظك وأوائل الطلبة وصواريخ ومن ينسي السهرات الدرامية والمسلسلات الرائعة التي أخرجها العمالقة ومن ينسي ان الاذاعة هي التي كتبت نجومية الكثيرين من محدثين ومطربين وملحنين وكتاب دراما وممثلين وأخيرا كانت الاذاعة في زمن ما وستظل باذن الله صاحبة الريادة الاعلامية ومع ذلك أصبحت في مقام الزوجة الاولي التي جاءت الزوجة الثانية فاستأثرت بحب الزوج فأهملها بعض الشيء فهل من نظرة للاذاعة وهل من دعم لها يعيدها سيرتها الاولي وياسيدي وزير الاعلام الاذاعة تطلب المدد. أصبحت في مقام الزوجة الاولي التي جاءت الزوجة الثانية فاستأثرت بحب الزوج فأهملها بعض الشيء فهل من نظرة للاذاعة وهل من دعم لها يعيدها سيرتها الاولي وياسيدي وزير الاعلام الاذاعة تطلب المدد. كيف تجيدها وتحسن من حياتها الأسرية, واستمتع الشباب والأباء باحاديث العمالقة