زار رئيس الوزراء الإسرائيلى خلال الأسبوع الماضى واشنطن، واجتمع هناك مع الرئيس الأمريكى وبعدها حضر مؤتمر الإيباك، وهو واحد من أهم المؤتمرات السياسية التى ينظمها اللوبى اليهودى الأمريكى الداعم لإسرائيل. غير أن هناك الكثير من التساؤلات المطروحة حول هذه الزيارة والهدف منها؟ وهل ستكون الأخيرة قبل قيام تل أبيب بمغامرة عسكرية مجنونة ضد إيران؟ وما الذى نجح نيتانياهو فى الفوز به أثناء هذه الزيارة؟ السؤال الأخير كان محورا لاهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث أشار التليفزيون الإسرائيلى فى تقرير له بأنه فى الوقت الذى تؤكد فيه إدارة أوباما معارضتها لهجوم عسكرى فى إيران، يواصل المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون حواراتهم ومناقشاتهم حول تزويد تل أبيب بأحدث الأسلحة الأمريكيةالجديدة، كاشفا عن أن نيتانياهو زار الولاياتالمتحدة الآن خصيصا للتباحث فى هذا الغرض، خصوصاً بعد نجاح الأمريكيين أخيرا فى ابتكار نوعية جديدة من القنابل، وهى القنبلة (جى بى يو 57 ) والتى يمكنها ولأول مرة أن تخترق حتى المنشأة النووية الأكثر تحصينا، والتى بناها الإيرانيون فى المنطقة المجاورة لمدينة قم الإيرانية. الغريب أن التليفزيون أشار صراحة إلى أن هذه القنبلة، التى من المنتظر أن تصل إلى إسرائيل، من شأنها اختراق التحصينات الدفاعية والنووية فى مفاعل قم، وبالتحديد مدينة بوردو والتى وصفت بأنها واحدة من أهم المواقع المركزية فى عملية تخصيب اليورانيوم الإيرانى. ويزعم التليفزيون بأن هناك المئات من أجهزة الطرد المركزى مدفونة فى هذه المنشأة عميقا داخل الجبل، وهى الأجهزة المحصنة بطبقات فوق طبقات من الأسمنت المسلح..ويقول التليفزيون إن بعضاً من التقديرات تشير صراحة إلى قيام تل أبيب بعمليات نوعية ومركزة فى العمق الإيرانى، وستبدأ بضرب بعض من المفاعلات المتميزة وعلى رأسها مفاعل قم المدفون بعمق مائة متر من الطبقات الدفاعية، وهى الطبقات التى لا تقدر أن تدمرها إلا قنبلة (جى بى يو 57 ). ويضيف أن المؤكد هو أنهم فى إيران فعلوا كل ما فى وسعهم كى يحصنوا المنشأة من مغبة هجوم جوي. وتفاخرت محافل فى الدولة بأن الحديث يدور عن منشأة “غير قابلة للاختراق ، غير أن القنبلة الأمريكيةالجديدة والتى ينوى الكونجرس منحها إلى إسرائيل كفيلة بهذا. من جانبها تشير صحيفة معاريف إلى أهمية تسليح إسرائيل فى هذه المرحلة سواء بالأسلحة التقليدية أم بهذه القنبلة بالتحديد، موضحة أن بمقدور هذه القنبلة “الضرر" بمنشأة بوردو النووية أو غيرها من بقية المنشآت وما فيها من معدات. وتشرح الصحيفة خصائص هذه القنبلة والتى تزن ما يقرب من 13.6 طن، وحسب التقديرات يمكنها أن تخترق إلى عمق 60 مترا تحت الأرض قبل أن تنفجر. هذه القنبلة يمكنها أن تخترق إسمنتا مسلحا بكثافة منخفضة فى عمق ما لا يقل عن 60 مترا، وإسمنت بكثافة عالية بعمق أكثر من ثمانية أمتار ، وهذه هى القنبلة الأكبر المعروفة حتى اليوم. وهى موجهة بواسطة جي.بي. إس وحسب المنشورات فإنها لا توجد لدى إسرائيل. ومن المنتظر أن يتفاوض نيتانياهو أيضا على قنبلة جديدة ومن طراز آخر، وهى القنبلة القادرة على أختراق التحصينات الأصغر، وهى جى بى يو 28 والموجهة بالليزر، وسبق أن كانت تحت تصرف الجيش الأمريكى، وحسب التقرير فإن لإسرائيل أيضا ترسانة منها. والطائرات التى ستلقى بهذه القنابل حسب التقارير هى قاذفات من طراز بى -2 وبى 52.. وبتقدير محافل الجيش الأمريكى فإنهم يصفون الضرر الجسيم الذى سيلحق بالموقع فى قم نتيجة لهجوم جوى متواصل يمتد إلى مدى بضعة أيام: على حد قولهم، القنبلة الجديدة ستؤدى إلى انهيار الأنفاق تحت أرضية، وكذا الأنابيب والكوابل اللازمة لتشغيل المنشأة الحساسة، التى حسب التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت أوائل السنة فى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 فى المائة.. عموما فإن زيارة نيتانياهو الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة تحمل بالفعل الكثير من الرسائل المهمة، وهى الرسائل التى تعلن عدد من الجهات فى تل أبيب أن ضرب إيران والقيام بعمليات عسكرية نوعية بها هو الهدف الذى سافر نيتانياهو من أجله إلى واشنطن.