نشرت "نيويورك تايمز" فى تقرير لها على صفحتها الأولى، جاء أن الهجوم الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية سيكون بمثابة "مهمة عظيمة وخطيرة تقتضي استخدام ما لا يقل عن 100 طائرة فوق إيران، وتزود بالوقود في الجو، والهجوم المتزامن على عدة منشآت نووية، ومواجهة الدفاعات الإيرانية. وجاء في التقرير أنه إذا أراد الكيان الصهيونى قصف أربعة منشآت نووية: مفاعلات تخصيب اليورانيوم في نتنز وبوردو قرب مدينة قم، والمفاعلات في آراك وأصفهان، فستكون المشكلة الأولى هي في كيفية الوصول. وفي هذا السياق يتحدث الخبراء العسكريون عن ثلاثة مسارات محتملة: من الشمال عن طريق تركيا، أو من الجنوب عن طريق السعودية، أو المسار المركزي الذي يمر فوق الأردن والعراق. وبحسب تقديرات "نيويورك تايمز" فإن المسار العراقي هو "المنطقي"، باعتبار أن العراق دولة تبني نفسها ولا يوجد لديها دفاعات جوية، كما أن الولاياتالمتحدة غير ملتزمة بحماية أجوائها بعد انسحاب قواتها من العراق. وتضيف أن المشكلة الثانية هي المسافة، حيث أنها تصل إلى نحو 3,200 كيلومتر ذهابا وإيابا، بدون احتساب الزمن اللازم للتحليق فوق الأهداف، وإمكانية القيام بمناورات للتهرب من الصواريخ المضادة للطيران، والطائرات الإيرانية. وبناء عليه فإن هناك حاجة للتزود بالوقود في الجو. وبحسب "نيويورك تايمز" فإنه ليس من المؤكد أنه يوجد للكيان الصهيونى ما يكفي من طائرات التزويد بالوقود في الجو لتنفيذ عملية الهجوم، حيث يوجد لديها 8 طائرات "بوينغ 707" تم تحويلها إلى حاويات جوية، وليس من المؤكد أن هذه الطائرات صالحة جميعها للاستخدام. ولم يستبعد محلل عسكري أن تكون تل ابيب قد قامت بتحويل طائرات أخرى إلى طائرات تزويد بالوقود في الجو. ويقول أحد المحللين العسكريين أن طائرات التزويد بالوقود بحاجة أيضا إلى طائرات قتالية لحمايتها، ما يعني أن عدد الطائرات المطلوبة لتنفيذ المهمة يتصاعد. وبحسبه فإنه يوجد لدى الكيان الصهيونى 125 طائرة قتالية من طراز "أف 15 آي" و"أف 16 آي". وأشار التقرير إلى مشكلة أخرى، وهي حاجة الكيان الصهيونى إلى استخدام طائرات للحرب الألكترونية وذلك لاختراق المجال الجوي الإيراني، وتشويش محطات الرادار. وأضاف أنه بالرغم من أن التكنولوجيا الدفاعية الإيرانية قديمة نسبيا (روسيا رفضت بيعها صواريخ "أس 300")، إلا أنه لا يمكن تجاهلها، وأن بإمكان الصواريخ الإيرانية أن تدفع الطائرات الصهيونية إلى القاء القنابل قبل أن تصل إلى الأهداف. كما يشير التقرير إلى قضية أخرى ذات صلة بمخزون القنابل في تل ابيب والتي تستطيع اختراق مفاعل نتنز، والذي تشير التقديرات إلى أنه محمي بجدران من الإسمنت المسلح يصل سمكها إلى 10 أمتار، وكذلك مفاعل بوردو المقام في جوف جبل. وعلى افتراض أن تل ابيب لن تستخدم أسلحة نووية، فإنه يوجد لديها قنابل أمريكية خارقة للتحصينات من طراز "جي بي يو 28"، والتي تزن أكثر من طنين، ولكن ليس من الواضح إلى أي مدى يمكنها الاختراق. كما يتناول التقرير إمكانية تدخل الولاياتالمتحدة، حيث نقل تقديرات أمريكية مفادها أن الولاياتالمتحدة تستطيع تنفيذ هجوم يشارك فيه قاذفات وطائرات شبح وصواريخ إلى جانب طائرات بدون طيار تصور النتائج وتساعد في توجيه الهجمات. وخلافا لتل ابيب فإن لدى الولاياتالمتحدة قدرات ملموسة في التزود بالوقود في الجو. كما أنه بإمكان القاذفات الأمريكية التحقيق من قواعد عسكرية في قطر أو المحيط الهندي أو من بريطانيا أو من الولاياتالمتحدة نفسها. إلى ذلك، نقل التقرير عن مصادر أمنية أمريكية قولها إنه سيكون من الصعب اختراق المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، ولذلك يجري العمل على تطوير "خارق التحصينات" المتطور والذي يزن نحو 13 طنا، جرى إنتاجه خصيصا لكورية الشمالية وإيران. وعلى صلة، نقل التقرير عن الجنرال ديفيد دبتولا الذي استقال العام الماضي من جهاز الاستخبارات الجوية الأمريكية قوله إن "تل ابيب جيدة لشن هجوم انتقائي هنا أو هناك".