أ ش أ أظهر الترتيب العالمي لحرية الصحافة لعام 2014, الذي نشرته "مراسلون بلا حدود" اليوم الأربعاء تدهورا كبيرا في بلدان مختلفة مثل الولاياتالمتحدة وجمهورية أفريقيا الوسطى وجواتيمالا, في حين حققت الإكوادور وبوليفيا وجنوب أفريقيا تقدما ملحوظا. وأضافت المنظمة ومقرها باريس أنه بينما ظلت فنلندا وهولندا والنرويج تحتل ثلاثي الصدارة, تأتي تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا في مؤخرة الجدول, حيث لا تزال تمثل وصمة عار في مجال الإعلام. وإستعرض المؤشر السنوي للترتيب العالمي انتهاكات حرية الإعلام في 180 بلدا خلال العام المنصرم, الذي شهد فيه الوضع تفاقما طفيفا, حيث ارتفع المؤشر من 3395 إلى 3456 نقطة, أي بزيادة إجمالية قدرها 8ر1%, إذ بينما ظل الوضع مستقرا في منطقة آسيا-المحيط الهادئ, فإنه ازداد سوءافي أفريقيا. ويشمل ترتيب هذا العام 180 دولة مقابل 179 في الطبعة السابقة 2013، وبحسب الترتيب الجديد ل"مراسلون بلا حدود" تقف سوريا (177) على عتبة "الثلاثي الجهنمي" حيث قتل فيها نحو 130 إعلاميا أثناء تأدية مهامهم الإخبارية بين مارس/آذار 2011 وديسمبر/كانون الأول 2013, علماً أن الصحفيين في هذا البلد باتوا مستهدفين من نظام بشار الأسد وميليشيات المتمردين المتطرفين على حد سواء.. وتمتد التداعيات المأساوية للأزمة السورية إلى جميع أنحاء المنطقة. وفي أفريقيا, تواصل مالي خطها التنازلي في التصنيف حيث تراجعت إلى المرتبة 122 بسبب الصراع الدائر في شمال البلاد الذي يزداد تعقيدا ويحول دون عودة وسائل الإعلام إلى وضعها الطبيعي.. أما جمهورية أفريقيا الوسطى فقد تقهقرت 43 خطوة إلى الوراء لتقبع الآن في المركز 109. وفي المقابل, شهدت مصر (التى تحتل المرتبة ال159 دون تغيير) بالتزامن مع وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة فى عام 2012 تصاعد لموجة من الاعتداءات ضد الصحفيين وإخضاع وسائل الإعلام لسلطة الجماعة بشكل منهجى إلى أن توقف ذلك بعد عام عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي حيث أن هناك "حالة من الانفراج بالنسبة لبعض وسائل الإعلام التي كانت مقموعة في عهد الإخوان المسلمين, ولكن الوضع تحول لاحقا إلى مطاردة للصحفيين المقربين من الجماعة". وفى سياق آخر يوجد سوء استخدام الحجة الأمنية لتقييد حرية الإعلام حتى في دول الحق والقانون, حيث سرعان ما تلجأ بعض السلطات إلى ذريعة حماية الأمن القومي لتضرب بالمكاسب الديمقراطية عرض الحائط، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية, القوة العالمية الأولى, تبدو ملاحقة مصادر المعلومات ومتابعة كاشفي الفساد بمثابة ناقوس إنذار وتحذير شديد اللهجة لكل من ينوي تسريب ونشر معلومات حساسة تستأثر بالاهتمام العام. وبدورها, أصبحت المملكة المتحدة تسير على خطى الولاياتالمتحدة, بعد الضغوط الممارسة على صحيفة الجارديان. كما تتعدد الأمثلة وتختلف بشأن الحكومات التي تستخدم حجة "مكافحة الإرهاب".. ففي تركيا (154), يسجن عشرات الصحفيين تحت هذه الذريعة, ولاسيما في علاقة بتغطية المسألة الكردية. ومن جهتها, استعادت إسرائيل بعض الدرجات التي فقدتها في تصنيف العام الماضي الذي انعكس فيه تأثير عملية "عامود السحاب" على حرية الإعلام. ومع ذلك, فإن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي الدولة غالبا ما تقوض حرية الإخبار بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة ففي سريلانكا يفبرك الجيش الأخبار كما يشاء من خلال إقصاء الآراء البعيدة عن الرواية الرسمية فيما يتعلق بقضية تهدئة معاقل الانفصاليين التاميل السابقة. وإستعرضت منظمة "مراسلون بلا حدود" التطورات البارزة فى مجال "حرية الصحافة", حيث أشارت إلى أن جمهورية إفريقيا الوسطى, وباعتبارها مسرحا لصراع طاحن, سجلت أكبر تراجع في التصنيف, حيث تقهقرت 43 مرتبة في سنة تميزت بدوامة عنف شديدة تخللتها تهديدات واعتداءات متكررة ضد الصحفيين.