علاء عزت كل الطيور بتهاجر وبترجع أرضها..كل القلوب العاشقة مسيرها لبعضها.. مصر اللي بتضمنا نبض الحياة فى دمنا.. نوهب عشانها حياتنا لو كنا بنحبها.. علي أنغام مقدمة تلك الأغنية الوطنية، بدأت أسراب الطيور المهاجرة من الملاعب المصرية رحلة العودة، بعد هجرة إجبارية فرضتها ظروف سياسية قهرية. حسام البدري، المدير الفني السابق للأهلي، مهد الطريق أمام السرب للعودة بعدما رحب بتولي مهمة المدير الفني للمنتخب الأوليمبي، وترك منصبه في نادي أهلي طرابلس الليبي، وكذا اللاعب أحمد رءوف، الذي عاد سريعا من رحلة احترافية قصيرة في الدوري الليبي، من أجل الانضمام للأهلي، في الوقت الذي رحب فيه عدد كبير من لاعبي مصر الذين احترفوا خارج البلاد أخيرا، وتحديدا منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، والتي قتلت الرياضة المصرية بالعودة. وبعيدا عن بدء عودة الطيور المهاجرة، فقد دشن فرنسيان لحملة عودة المدربين الأجانب إلي الملاعب المصرية، بعدما تعاقد ناديا الإسماعيلي والاتحاد، وهما من أكبر الأندية الشعبية والجماهيرية في مصر بعد القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك مع مدربين فرنسيين، حيث تعاقد الإسماعيلي مع الفرنسي برناد سيموند، خلفا للمدرب الوطني ابن ونجم النادي السابق أحمد العجوز، فيما تعاقد نادي الاتحاد مع الفرنسي دينيس لافي، خلفا للمدرب الوطني ابن النادي منير عقيله. كان عدد كبير من المدربين واللاعبين الأجانب قد رحلوا عن مصر تباعا منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، والتي خلفت توابعها الدرامية تجميد النشاط الكروي، بل النشاط الرياضي كله في البلاد، حيث رحل البرتغالي مانويل جوزيه عن الأهلي، والبرازيلي جوران فييرا عن الزمالك، والذي يتولي حاليا تدريب المنتخب الكويتي، والإسباني خوان ماكيدا، المدير الفني الحالي للشعلة السعودي، والوحيدان اللذان أصرا علي البقاء برغم أنف الظروف كانا الأمريكي بوب برادلي، مدرب المنتخب الوطني الأول الذي أصر علي البقاء لمواصلة رحلته مع الفراعنة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال البرازيلي، إلا أنه أجبر علي الرحيل بعد إخفاقه في مهتمة، والثاني هو الألماني راينر تسوبيل، المدير الفني الحالي لفريق الجونة، وكان هو المدرب الأجنبي الوحيد مع انطلاق بطولة الدوري قبل أسبوعين. والمؤكد أن موافقة الفرنسيين برناد سيموند، ولافي، علي التدريب في مصر ستكون له ردود أفعال طيبه في الأوساط الكروية العالمية، ومن شأنه موافقة أجانب آخرين علي الحضور إذا ما تلقوا عروضا مغرية، ولولا الأزمات المالية التي تعاني منها الأندية المصرية لزاد عدد المدربين واللاعبين الأجانب في ملاعبنا. وكانت كرة القدم المصرية، قد شهدت علي مدار السنوات الثلاث الماضية، أكبر عملية هروب جماعي للاعبين والمدربين المصريين قبل الأجانب، والذين جسدوا أدوار البطولة في النسخة الجديدة من الفيلم العالمي " الهروب الكبير "، وكان علي رأس قائمة المدربين حسن شحاتة، الذي ترك الزمالك ورحل إلي قطر قبل أن يعود سريعا، ثم تبعه البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للأهلي، الذي مل من البقاء عاطلا في مصر، وكذا عدد من مدربي أندية الدوري في كل الأقسام، الذين هاجروا قبل أن يعودوا سريعا لأرض الوطن علي أمل عودة الحياة والنشاط مثل: طارق يحيي، وحسين عبد اللطيف، وحمزة الجمل، وغيرهم من المدربين الذين هربوا بعد الكارثة والمذبحة لدول الخليج قبل أن يعودوا ليصدموا علي وقع إلغاء بطولة الدوري للموسم الثاني علي التوالي. والحقيقة أن هناك من كان يمتلك بعد نظر، وكان يدرك استحالة عودة النشاط الكروي في البلاد إلي ما كان عليه الأمر بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وليس ثورة 30 يونيو 2013، وأن الأمور ستزداد سوء مع تأزم الأوضاع المالية، مثل حسام البدري مدرب الأهلي، الذي ترك فريقه في عز مجده وانتصاراته وبطولاته، ورحل إلي أهلي طرابلس الليبي، وعمرو زكي مهاجم الزمالك، الذي رحل في هدوء إلي الكويت ليخوض تجربة احترافية مع نادي السالمية، ثم التوأم حسام إبراهيم حسن، اللذان رحلا إلى الأردن لتدريب منتخبها الأول، وكان حسام حتي قبل ساعات من تلقيه العرض الأردني ينتظر العودة لقيادة الزمالك مجددا خلفا للمدرب البرازيلي فييرا، الذي أصر علي الرحيل حتي قبل الإعلان رسميا عن وفاة الدوري، والحقيقة أن فييرا كان واحدا من قلة أجادوا قراءة الطالع الكروي الأسود في مصر، وسار علي درب جوزيه، وإن كان الفارق أن جوزيه رحل بعلم وموافقة إدارة النادي الأهلي. بعد أن تأكد نجما الأهلي الكبيرين حسام غالي قائد الفرسان الحمر، والزئبقي ملك الحركات محمد بركات، من استمرار إلغاء تلك البطولات بفعل الأزمات السياسية، والتي باتت أشد قوة وتأثيرا من القنابل الحربية، قررا أن يكون لهما موقفا، الأول قرر الرحيل الإجباري للاحتراف في ليرس البلجيكي، والثاني قرر الاعتزال، الإجباري أيضا. الأزمات المالية، كبدت الزمالك رحيل مدربه فييرا، وكبدته الاحتفاظ بعدد من لاعبيه الصغار الذين رفضوا تجديد عقودهم، ويضغطون علي النادي للرحيل مثل إبراهيم صلاح، الذي رحل للعروبة السعودي، ومحمد إبراهيم، والحارس أحمد الشناوي وصبري رحيل، وجميعهم انقطعوا عن التدريبات مع الزمالك وهو مقبل علي خوض مباراة قمة مصرية إفريقية أمام غريمه الأهلي، كما فشل النادي في الاحتفاظ بلاعبيه الأفارقة علي خلفية الأزمة المالية.