مهدى مصطفى العرب ساميون فى الأصل، والسامية تعود إلى جزيرة العرب، ونحن بالطبع لا نعادى أنفسنا، ومعاداة السامية تهمة كانت موجهة فى الأساس إلى يهود أوروبا، فكيف تحولت إلى سيف صهيونى يقطع رقاب المنتقدين للسلوك اليهودى الفادح؟ الاتهام بالعداء للسامية، وتبنى نظرية المؤامرة، لعبة صهيونية مكشوفة، لاحقت كل شجاع قال (لا) لهذه الخرافات، خذ مثلا الكاتب الفرنسى روجيه جاروديه، المؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينج، الكاتب الأمريكى الشجاع ديفيد ديوك الذى قال :»عندما يُتهم شخص باللاسامية, فإنه سيلاحق من قبل عدو منظم فى جميع أنحاء العالم, عدو لا يتورع عن فعل أى شىء مهما كان، لتشويه صورته أو سمعته وتخويفه وتدميره". وعيون الصهيونية لا تنام عن حراسة الخرافات، لكنها تتعامى عن الوثائق والمعلومات، تطارد كل من يقترب من بساتينها المسمومة والمعجونة بثقافة الحارات والجيتوهات المعزولة، تخشى كشف الحقيقة، ولها جيوش إعلامية جرارة، من يهود وغير يهود، تحارب بالنيابة عنها فى كل وسائل الإعلام، وتتحكم فيها بالإعلانات المدفوعة بسخاء! الباحث عمرو عمار مؤلف كتاب( الاحتلال المدنى- أسرار 25 يناير والمارينز الأمريكى- حروب الجيل الرابع من الثورات الملونة إلى الربيع العربى) لاحقته تهمة العداء للسامية واستلهام النازية وتبنى نظرية المؤامرة، بسبب إشارة عابرة إلى المذيع الساخر جون ستيوارد ذى الأصل اليهودى!. والباحث لا يعادى السامية باعتباره عربيا، فالعرب ساميون، ويهود أوروبا ليسوا ساميين منذ عام 70 ميلادية حين طاردهم الرومان وشتتوهم، ومشكلتهم غربية، وهناك ما يسمى بالمشكلة اليهودية فى الغرب. المؤسسة الصهيونية تتعامى عن هذه الحقيقة، وتفتش عن قصة عابرة لتقوم بتحويلها إلى دراما وملطمة فى جنازة، حدث ذلك الأسبوع الماضى حين نشرت مجلة «المصالح الأمريكية» تقريراً طويلاً عن كاتب (أسرار المارينز) تحت عنوان «نظرية المؤامرة الشرسة» بقيادة (جون ستيوارد و بريجنيسكى) تغزو مصر! يتهمه فيه بالعداء للسامية، ويرميه بالنازية، والإغراق فى نظرية المؤامرة، ورمى الشعب المصرى كله بداء التحجر العقلى، مع مطالبة أمريكية بالتحرك لتغيير هذه الحالة، وطبعا هنا لا يتآمرون علينا! هذه الاتهامات المجنونة طالت الباحث بعد ظهوره فى قناة التحرير شارحا أطراف المؤامرة بالوثائق، مشيراً إلى كلام المذيع الساخر جون ستيوارد فى برنامج المذيع باسم يوسف( البرنامج) والذى قال فيه ستيوارد بوضوح (كنت تائها فى الصحراء 40 عاما، وعدت أخيرا إلى وطنى)، وحتى لو كانت نكتة يهودية ألا تستعيد ذاكرة التيه اليهودى فى سيناء، فمن المتآمر، ومن النازى، ومن عدو البشر، أليست الحركة الصهيونية العالمية!