حسناء الجريسي هى آلهة الحكمة عند الفراعنة.. «إيزيس« أسطورة الحب والوفاء والإخلاص.. وحتشبسوت» الجبروت و«كليوباترا» الرومانسية. قال عنها الحكيم المصرى القديم إنها نعمة وتقديس النعمة ما هو إلا إرضاء للآلهة. هى هدى شعراوى وسيزا شبراوى وأمينة السعيد.. وكثيرات، هى صانعة ثورة 1919 ومفجرة ثورة 25 يناير، وقائدة ثورة 30 يونيو. هى من ناضلت دوما من أجل حريتها وحقوقها.. وكانت ولاتزال دوم ا تقول لا فى وجه من قالوا نعم. نظرة فى أحد أسواق شارع شبرا، التقيت بها 40 سنة أتت من شبين القناطر لتبيع «الفراولة» لأهالى المحروسة، ظروف حياتها الصعبة تضطرها للخروج من منزلها بعد صلاة الفجر، لتستقل أول سيارة قادمة إلى القاهرة حتى تبيع بضاعتها، لتفى بالاحتياجات اليومية لأبنائها أسماء 43 سنة بدأت حديثها قائلة: حنا ناس أرزقية على باب الله كل همنا فى الدنيا نتعشى آخر الليل، والحمد لله على كل اللى يجيبه ربنا، عندى ثلاثة صبيان وبنت فى مراحل التعليم المختلفة وزوجى يعمل سائق توك توك، يوم معانا ويوم مفيش نفسى حال البلد تستقر عشان نقدر نعيش وأولادى يكملوا مدارسهم، للأسف لم نعد نعيش فى أمان، أطالب المسئولين بالنظر للناس الغلابة اللى زى حالتنا، يعملوا لنا معاشات ويوفروا لنا العلاج، العيشة أصبحت غالية واللى زينا مش محسوب على الدنيا، وعندما سألتها عن ميرفت التلاوى قالت لا أعرفها. بجانبها تقف كريستين عويضة، خريجة كلية آداب قسم حضارة أوروبية، تقول: أعمل بالتعاقد فى مدرسة خاصة، للأسف راتبى لا يتعدى ال 150 جنيهاً، لكنى مضطرة للعمل، فأنا خريجة 2008، لم أعد أرى مستقبلاً، أتمنى أن توفر لنا الدولة فرص عمل، أصبحنا محبطين ولا نجد ما يدعو للتفاؤل. وتشتكى نورا حسنى 19سنة دبلوم تجارة وتعمل بائعة فى أحد محلات الملابس، أسرتى فقيرة جدا والدى يعمل يوماً وعشرة لا، ووالدتى مريضة لذلك اضطررت للنزول للعمل لأساعد والدي، وبرغم ذلك الراتب لا يكفي، لكن ما باليد حيلة، أتمنى فى العام المقبل أن تتحسن الأحوال، ونشعر بالأمان الذى افتقدناه منذ قيام ثورة 25 يناير، وأن تضع الحكومة الغلابة اللى زينا فى الاعتبار. أما حنان صابر، بائعة خضراوات جاءت من شبين الكوم تحمل مشنات الجزر والكوسة لتبيعها لتفى بمطالب أبنائها، وهى تنادى على بضاعتها ليشترى منها المارة تقول: إحنا ناس على باب الله، عايشين يوم بيوم، كل ما أتمناه أن ربنا يخلى لى عيالى وأعلمهم أحسن تعليم ويديم على الرزق. وتقف لتشترى منها الخضراوات صباح محمود 45 سنة ربة منزل: أتمنى أن تطبق الحكومة الحد الأدنى للأجور وتهتم بالتعليم، فنحن نعانى من الدروس الخصوصية التى تستنزف مرتب الشهر. فى أحد أفران الخبز البلدى تقف نوال رجب 52 سنة أرملة ولديها أربعة أولاد، تأتى كل يوم من المنوفية فى تمام الواحدة ظهرا وتظل تعمل حتى السابعة مساء، ثم تغادر الفرن مهرولة حتى تلحق بأى أتوبيس تستقله لبلدها، وتشتكى ضعف الدخل الذى لا يكفى خصوصا أن أولادها فى مراحل التعليم المختلفة تقول: أعمل منذ عام 2002، بالتعاقد وحتى الآن لم يتم تثبيتي، أو حتى نقلى لمكان قريب من بيتي، فأنا أركب بخمسة جنيهات رايح وخمسة جاى إذن ماذا يتبقى لأكل لأبنائي. احنا مطحونين ومحدش دارى بينا، وتستنكر قائلة من هى ميرفت التلاوي، عمرى ما سمعت عنها لوكانت وقفت جنبنا فى حاجة أكيد كنا عرفناها، أتمنى فى 2014، أن أعمل فى بلدى بدلا من البهدلة فى المواصلات، والله أنا اتبهدلت يوم سقوط الأمطار وصلت بيتى الساعة 11 بالليل، وربنا يعلم وصلت ازاي. وتقول ليلى محمد السيد، مدرسة بالصف الأول الثانوية 58 كلها سنتين وأحال على المعاش، مشكلتى بعد المعاش أن الراتب سيقل كثيرا ومكافأة نهاية الخدمة كلام فارغ، راتبى الآن 3000 جنيه، حال خروجى على المعاش سيصل إلى 600 جنيه يعملوا إيه فى ظل الظروف الصعبة التى نعيشها، هذا فضلا على أن هناك مشكلة صعبة وهى مشكلة العلاج، لم يهتموا فى نقابة المعلمين بالعلاج، ودائما يكون التشخيص للمرض وللعلاج خطأ، أتمنى فى العام 2014، أحج بيت الله وتوفر الحكومة فرص عمل لأولادي. وسط برودة الجو القارسة بالقرب من مسجد السيدة زينب، تجلس العجوز ذات البشرة الداكنة التى توحى للناظر إليها أنها نوبية أو أسوانية، إنها سعدية محمد على 70عاما تجلس لتبيع المناديل يغطى رأسها شال أسود مهترىء، يبدو على ملامحها الفقر والشقاء لا يجف فوهها من كلمة الحمد لله تقول زوجى توفى من زمان وترك لى أربعة أولاد كلهم يعملون على باب الله وهى مستورة جئنا من محافظة بنى سويف حتى نعيش فى مصر، وعندما سألتها «تطالبين المسئولين بإيه»، قالت بقناعة يحسدها عليه الأغنياء أطالبهم بإيه، الشكوى لغير الله مذلة طول مافيه نفس حشتغل وربنا ما يحوجنى لا لوزير ولا لغفير، وبكل تفاؤل، نفسى أستر بناتي، مصر حلوة أيوه حلوة هى أم الفقير كفاية أننا بنتعشى آخر الليل، يارب تعلى كمان وكمان وأدينا عايشين فيها لحد من نموت. ومن الشارع إلى مكاتب المثقفات والناشطات السياسيات ننتقل إلى الكاتبة بهيجة حسين، نتمنى أن تفعل كل القوانين التى تجرم جميع أشكال الاعتداء على النساء أو التمييز خصوصاً أن مصر وقعت على اتفاقية كل أشكال التمييز ضد النساء، وتطالب حسين تفعيل المواثيق الدولية وإدراج النساء جميعا تحت مظلة قانون العمل حتى ولو كان معيباً، والتعامل مع المرأة فى المؤسسات الحكومية بمعيار الكفاءة وليس النوع، أتمنى أن أرى المرأة فى منصب رئيس مجلس إدارة صحف قومية ورئيس لمجلس الوزراء، كما كانت أمينة السعيد، رئيسا لتحرير دار الهلال لمدة 30عاما. أين المجلس القومى للمرأة؟! أما إيمان سمير، منسق حركة «نساء بلا حدود» تتمنى أن تحقق ثورة 25 يناير، أهدافها، وتقول: أبدينا تعاوننا مع المجلس القومى للمرأة، لكن د. ميرفت التلاوى رفضت، أيضا قدمنا مقترح آخر لاستغلال مراكز الشباب لإيواء الغلابة فى الشتاء رفضت، وكذلك مقترح إيواء أطفال الشوارع. تطالب سمير التلاوي، بأن تترك مكانها لشخص لديه القدرة على حل مشاكل الفقراء، فالمجلس منوط به حل مشاكل السيدات أين هى من المشاكل التى تواجههم؟. لم نملك فى نهاية سطورنا سوى أن نسمع د.ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة التى بدأت حديثها قائلة: لابد أن نفرق أولا بين الأجهزة التنفيذية التى تضع السياسات والمجالس القومية، التى تهتم بفئة معينة وهى المرأة والطفل والمعاق، وتضع توصيات للدولة، وتعترف ليس لدينا المال الذى يحل مشاكل التأمين الصحي، فمن يقوم بحل هذه المشاكل هى أجهزة أخري، لكن ما قمنا بعمله هو تعريف الدولة بالمرأة المعيلة وعمل خمسة ملايين بطاقة تأمين صحي، ونبهنا الدولة لعمل البطاقات الصحية للفقراء، أى قمنا بإضاءة لمبة حمراء وتسليط الضوء على الكثير من مشاكل الأسرة المصرية، ووضعناها فى الدستور الجديد، كما قمنا بعمل إحصاءات «للمرأة المسنة والمعيلة والأرملة والمطلقة والأكثر احتياجا «. مشيرة أننا قمنا بعمل قانون العنف وننتظر البرلمان المقبل لإقراره، أيضا وقعنا برتوكول تعاون بين وزارة الداخلية لوضع قواعد للعنف والتحرش فى الإجازات حيث خصص قسم فى الوزارة لمكافحة العنف والتطرف وتم تعيين ضابطات خصيصا لهذا القسم. حاربنا لنضع فى الدستور الجديد بنودا تنص على أن يكون ربع المقاعد فى المحليات للمرأة، ضرورة دخول المرأة لمجال القضاء، منع العنف ضد المرأة وأيضا التمييز ومن حق المرأة مقاضاة رئيس العمل بموجب القانون الجديد، ونحن بصدد عمل مركز للبيانات والإحصاءات، نقوم بتوعية المرأة بحقوقها حيث قمنا بفتح مكتب لتلقى الشكاوى من السيدات، وأيضا يساعد المكتب السيدات فى مقاضاة من يجور على حقها بواسطة محام من المكتب التابع لنا دون الحصول على مقابل مادى من هؤلاء السيدات. وتضيف د. التلاوى الآن ينصب اهتمامنا على المرأة فى الصعيد، ونحاول وضع خطة وبرتوكول تعاون مع وزارة الصحة لعمل مستشفى يعالج المرأة فى الصعيد التى تعانى من سرطان الثدي، ونتمنى معالجة الأدمغة التى خربت خلال حكم الإخوان والقضاء على عودة الختان ثانية وزواج القاصرات.