إيهاب عطا في أجواء سياسية ملتهبة تعيشها مصر، وفي ظل اتهامات توجه للإعلام المصري منذ ثورة 25 يناير وحتى اللحظة التي نعيشها الآن بأنه المحرك للشارع والمثير للفتن، طرحنا العديد من علامات الاستفهام على واحد من ألمع نجوم الإعلام في مصر والوطن العربي، التقينا الإعلامي المصري محمود الورواري المذيع بقناة العربية الإخبارية، طرحنا عليه تلك الاتهامات وكانت ردوده عليها في هذا الحوار. لو قيمنا الإعلام المصري ما بعد 25 يناير 2011 حتى اللحظة الحالية ..ماذا يمكن أن يقال؟ دعنا نتفق فى البداية على أن الشعب المصري العظيم ابتلي مرتين، وانتصر مرتين الأولى عندما ابتلي بنظام حكمه فنصره بوقوف الجيش العظيم إلى جانبه وأيد مطالبه حتى انتصرت ارادته، وابتلي أيضا في معارضته لأنها معارضة ضعيفة كرتونية ومتهالكة، فربنا أكرمه بإعلام قوي لسانه طويل وله أنياب فعوض ضعف المعارضة وكان رأس الحربة في الفترة الماضية. وهذا يأخذنا إلى ما قام به الإعلام المصري خلال عامين ونصف العام؟ أستطيع القول إن الإعلام المصري والإعلاميين استفادوا جيدا من تخبطهم أيام مبارك، وأن العلاقة الملتبسة التي كانت تحكم العلاقة ما بين مبارك وبعض الإعلاميين تم تلافيها تماما في ثورة 30 يونيو فأصبح الإعلاميون يدركون جيدا أن الانحياز يجب أن يكون للشعب، ومن ثم أصبح هناك فرق كما بين السماء والأرض بين أداء الإعلام قبل وبعد 25 يناير وبين أدائه في 30 يونيو قبله وبعده، فطول الوقت منحازا إلى الشعب وكان طول الوقت يعمل على تصيد أخطاء نظام احترف أن يخطئ، فلم يتعبنا كثيرا كإعلاميين في أن نظهر انحيازنا للشعب أو نظهر ثوريتنا، وأنت في سؤالك تريد أن تصل إلى نقطة ما إذا كان هناك تجاوزات في التناول الإعلامي. بالضبط هذا ما أعنيه وأسألك عنه؟ نعم .. كانت هناك تجاوزات في الممارسة الإعلامية، لكنها كانت رد فعل طبيعيا ومنطقيا لتجاوزات النظام الحاكم الظالم الذي كان في السلطة ، تجاوز فتجاوزنا. لكن وصل الأمر في بعض القنوات والحالات مع مقدمي بعض البرامج لما يمكن أن نأسف ونحن نصفه بأنه " وصلات ردح وشرشحة"؟ كل هذا صحيح، كان لدينا ردح وكانت لدينا شرشحة، لكنه كان ردحاً إعلامياً ردا على ردح سياسي، هل يمكن أن نصف خطاب مرسي الأخير بشىء غير أنه خطاب ردح، وهناك أوصاف أخرى يعف لساني أن أصفه بها، ردح السياسيون فردح الإعلاميون، وإن كان من حق الإعلامي أن يردح فليس من حق السياسي أن يردح. في بعض برامج التوك شو كان واضحا أن وجهة نظر مقدم البرنامج هي التي توجه الضيوف في الحلقة وبرامج أخرى كان المعلق فيها يقوم بكل شىء ورأيه يفرضه على الجمهور؟ الإعلامي حشر في زاوية ضيقة من حصار لمدينة الإنتاج الإعلامي وتهديدات وتضييق ثم تقول لي مارس المهنية وكيف ونحن كنا في معركة خبيثة وسخيفة. رجل الشارع العادي يظن دائما أن تلك البرامج يجب أن تكون موضوعية وحيادية؟ ما نطمح إليه في الفترة المقلبة بعد أن تستقر الأمور أن نؤسس حالة إعلامية صحيحة، نلغي وزارة الإعلام ونؤسس المجلس القومي للإعلام ونؤسس لأن يكون للإعلاميين قرارهم في الممارسة وقرارهم في العقاب عند التجاوز والخطأ هم الذين يحددون كيف يعاقبون، ثم نطرح بعد ذلك المعايير لممارسات القنوات وممارسات المذيعين. هل هذا من خلال ميثاق الشرف الإعلامي؟ لا لا .. ليس ميثاق الشرف لكن من خلال تطبيق القانون. بخبرتك في الإعلام هل ترى أن مقدم البرامج قد يكون موجها من مالك القناة أو من قبل معد الحلقة والمخرج أم أنه يكون موجها بانتماءاته وفكره الخاص؟ أنا ليس عندي تصور واضح لهذا الآن عن زملائي المذيعين المصريين وما إذا كانوا موجهين أم لا لكن ما أقوله لك هو أن كل قناة لها ما يسمى بالاستايل بوكس من مفردات أو أساليب نتفق عليها مثل بعض الكلمات نذكر بعضها ولا نذكر البعض الآخر، ودعني هنا أؤكد على شىء وهو أنه لا يوجد شىء اسمه الحياد أو الحيادية في الإعلام، لكن هناك شىء اسمه مهنية التى تعنى تطبيق الأخلاق، بمعنى أنك كإعلامي ينبغى ألا تقصي أحدا وأن يكون حق الرد لأى شخص تم انتقاده فى الحلقة فى غيابه. معنى هذا أن من حق المذيع أن يظهر أو يفرض وجهة نظره الخاصة على الضيوف أو الجمهور أو يجد النقاش لوهة محددة؟ بالطبع لا .. ليس من حقه ذلك، هناك شىء اسمه زاوية النقاش، فمثلا ليس من حقه أن ينادي في الجمهور ويقول له " أنا أريد أن الناس تنزل الشارع دلوقتي" أو أن يقول "أريد أن أعضاء جماعة الإخوان يقتلوا" ولكن من حقك أن تعرض القضية وتناقشها من كل الجوانب، وآخر شىء سأقوله لك إنك كلما كنت مهنيا استطعت أن تفعل ما تشاء، ودائما نقول إن سلطة السؤال أقوى من سلطة الجواب، أجمع مليون ضيف ليتحدثوا معا مع مذيع واحد يسأل سؤالا يغرسه مثل السكين فينهي القضية.