زينب هاشم تاريخ طويل وتكريمات عديدة حظى بها النجم المغربى عز العرب كغاط، وذلك من خلال مهرجانات دولية داخل المغرب وخارجه، ربما كان آخرها تكريمه من مهرجان الفيلم بفاس ومهرجان الأفلام الروائية للدار البيضاء وعدد من المهرجانات الدولية فى فرنسا وألمانيا وأمريكا وكندا، وهو الملقب بأنطونى كوين المغرب، نظرا للشبه الكبير الذى يجمع بينهما سواء فى الملامح أو الأداء، والآن يعيش أفضل حالاته بسبب عرض عمله الرمضانى أندرو مان على شاشات التليفزيون المغربى. مجلة «الأهرام العربى» التقت به فى حوار طويل تحدث فيه عن تكريماته وتجاربه فى التمثيل بلهجات ولغات أخرى غير مغربية، وكذلك ما يضيق به صدره لوضع الفن فى دولة المغرب وإليكم الحوار .. فى البداية ماذا عن تكريمك الأخير فى مهرجانى فاس والدار البيضاء؟ بالتأكيد سعيد جدا بكل التكريمات التى حظيت وحصلت عليها من مهرجانات عربية أو دولية، وقد يظن البعض بأن هناك مهرجانات أهم من أخرى، فكلها تكريمات توجه للفنان ويشعر أنها التقدير الموجه له من جمهوره وبها شعور يدعو للسعادة والفرح، وندعو الله أن يديم هذا التقدير سواء كان المهرجانات أم حتى الجمهور . وماذا عن تجاربك الفنية ومشوارك الفنى؟ تجربتى فى الفن طويلة، فلقد دخلت المسرح وأنا طفل، ولكن البداية الحقيقية فى عام 1966 فكان أول ظهور لى على خشبة المسرح، وكنت أحفظ دورى باللغة العربية فى العمل المسرحى (كاروه) تأليف رشيد بن شريف إخراج زكى الأمين،وكان عملا ناجحا جدا حظى باهتمام المغاربة وغيرهم الذين حرصوا على مشاهدته مرات عديدة بعدها توالت الأعمال المسرحية إلى عام 1982 دخلت عالم السينما كان أول دور لى بفيلم الكابوس للمخرج المرحوم أحمد ياشفين، وأعتقد أن هذا العمل يحمل البداية الحقيقية بالنسبة لى كفنان بعده توالت الأفلام والمشاركات والتجارب التليفزيونية والسينمائية فى المغرب وخارجه. كانت لك تجارب سينمائية وتليفزيونية متعددة أمريكية وكندية وفرنسية.. ماذا عنها؟ بالفعل أعتز جدا بتجارب فنية أجنبية قدمت من خلالها تجارب مختلفة بالنسبة لتاريخى الفنى وأيضا نوعية الأعمال التى قدمتها ولغتها والمشاركة بشكل عام فهى تجارب استفدت منها الكثير، وكان شرف كبير بالنسبة لى لأننى فى كثير من الأعمال كنت الفنان العربى الوحيد المشارك فى مثل هذه الأعمال الفنية الغربية، ومن هنا كنت سعيدا جدا بذلك وأعتبرها علامات مضيئة فى تاريخى الفني. وما أهم المحطات الفنية فى مشوارك ؟ أعتبر تجربتى فى فيلم ألمانى الجنسية كان يحمل اسم (أبسورديستان) للمخرج الألمانى فايت هلمر، الذى شارك فى تشخيص أدواره ممثلون من 28 دولة، وكنت أنا الفنان العربى الوحيد المشارك فيه، واستغرق تصويره فى جبال أذربيجان نحو خمسة أسابيع، وتدور أحداث العمل عن معاناة سكان إحدى القرى الواقعة فى آسيا الوسطى مع الماء وما يرافق ذلك من أحداث فرعية تتخلل الحياة الأسرية التى تجمع بين أزمة الماء، وتوتر العلاقات الزوجية والأسرية، وهناك أيضا فيلم (كابوس) للمخرج الراحل سعيد تاشفين وأيضا فيلم (ليلة القتل النبيل) لحلو لروجير يونغ، وهو إنتاج إيطالى وهناك فيلم آخر إيطالى لرافائيل ميرتز وهو إنتاج إيطالى للمخرج الإيطالى الشهير جوزيبى طورناطور، وأيضا الفيلم القصير(همسات)، وهناك فيلم لمحمد القرطبى ويحمل اسم القلوب المحترقة . بخلاف عدد من الأفلام الروائية القصيرة من إخراج محمد عهد بن سودة أهمهم يحمل اسم الشريط الوثائقى، وسيد المدينة لمحمد اليونسى، ومسلسل الأخطبوط لمحمد أقصايب، وموسم المشاوشية لمحمد عهد بن سودة . هل تختلف أدوات المخرج من فيلم إلى آخر خصوصا عندما ينتمى كل منهما لجنسيات مختلفة؟ بالتأكيد كل عمل وله طبيعة تختلف تماما عن الآخر، وأعتقد أن تجربتى التى سبق وتحدثت عنها من قبل فى فيلم المخرج الألمانى فايت هلمر كانت عظيمة ولن أنساها أبدا، لأننى استفدت الكثير من هذا المخرج الكبير، لكنه صغير فى السن وكان تجربة مهمة بالنسبة لى. بعد المشاركة فى أفلام غربية كيف ترى الأعمال الفنية المغربية؟ أعتز جدا بأفلام مغربية مثل (القلوب المحترقة) لأحمد المعلونى، كذلك دور المعلم فى فيلم المشاوشة لمحمد عهدى بن سودا، وكثير من الأفلام وآخر ما صورت أندرو بن إيما لعز العرب العلوى، وكلها أفلام سينمائية وهناك استئناف لمحمد نصران وهو عمل تلفزى. هل هناك اختلاف بين العرب والغرب فى تقنية ولغة السينما والصورة؟ الاختلاف كبير وخطير لأن المعاملة بالنسبة للأجانب مختلفة، فالفنانون الغربيون يعطوننا قيمتنا ويحترموننا وعندهم بطبيعة الحال العمل مضبوط وفى الوقت ثم تجربتهم وإمكانياتهم المادية تسمح لهم بذلك هم يستمتعون بدعم كبير وإمكانيات كبيرة. ولكن هناك مشكلة كبيرة يعانيها الفن فى دولة المغرب العربى فهل ترى أنهم يرفضون الفن؟ بالعكس الشعب المغربى يريد الفن خصوصا من الفنانين المغاربة وكلهم سينمائيا أو تليفزيونيا يريدون مشاهدة الأعمال المغربية، ولكن المشكلة الحقيقية التى نعانيها هى قلة دور العرض، فكانت لدينا أكثر من 300 قاعة، الآن لا تتعدى الثلاثين أو الأربعين قاعة. ولكن ما رأيك فى عدم توزيع الأعمال المغربية خارج المغرب؟ الأفلام المغربية لا توزع خارج المغرب فهى لا تخرج إلا فى المهرجانات الدولية وتحصل على جوائز مهمة وهو سؤال يجرنى إلى سؤال: لماذا لا يتم التبادل بين قنوات مصرية؟ نحن نستقبل أفلاما مصرية أو سورية أو أى الدول العربية، ولماذا لا يستقبلون أعمالنا؟ وهى مشكلة كبيرة نعانيها وتعز علينا فى المغرب ونتمنى أن تنتهى ويتغير الوضع فى أقرب وقت ممكن. ترى ذلك بسبب اختلاف اللهجة حيث ينظر البعض للهجة المغربية لكونها لهجة غير مفهومة؟ هذا ليس بالنسبة لكل الأعمال، لأننا لدينا أفلام ومسلسلات باللغة العربية لمخرجته الفنانة ليلى التركى، ومسلسل جميل جدا باللغة العربية فيه فانتازيا وخدع وتصوير سينمائى ولا أعرف لماذا لم يتم استقباله خارج المغرب .