منذ أيام قليلة، احتفل الأمازيغ فى ليبيا بمرور عامين على إنشاء أول مدرسة أمازيغية لتعليم الأبجدية القديمة الخاصة بهم و التى يطلق عليها تيفيناغ. و على الرغم من أن الأمازيغ في ليبيا عانوا لمدة أربعة عقود تحت حكم القذافي إلا أنهم لا يزالون يحافظون على هويتهم. فهناك مجموعات من المتطوعين المتحمسين تمكنوا من إيجاد وسيلة للتعليم بلغتهم الأم الممنوعة، فبثوا البرامج الإذاعية وأصدروا الصحف والمجلات باللغة الأمازيغية. والأمازيغ- ويسمون أيضاً البربر- هم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، التي يمتد سكانها من ساحل المحيط الأطلسي في المغرب إلى الضفة الغربية لنهر النيل في مصر. وتتحدث قبائل الطوارق في المناطق الداخلية من الصحراء نفس اللغة القديمة. وكان وصول العرب لهذه المنطقة في القرن السابع الميلادي قد أدى إلى عملية تعريب تدريجية. وفي العقود الأخيرة تسارعت عملية التعريب بحدة تحت حكم القذافي. و المشكلة الأساسية التى واجهها الأمازيغ تحت حكم القذافى هى إعدام السجناء السياسيين أو سجنهم مدى الحياة بموجب اتهامات مثل" الفتنة والانفصال" أو"التجسس لصالح إسرائيل"، وذلك إذا ما قاموا فقط بكتابة بضعة أسطر باللغة الأمازيغية. فقد ركزت سياسات القذافي على جعل شعب الأمازيغ يساوي صفراً في إطار نظامه العربي. و يعتبر "فتحي بن خليفة" من الشخصيات الأمازيغية التى عانت من حكم القذافى. فهو منشق أمازيغي معروف في ليبيا. وكان قد عاش في المغرب لمدة 16 عاماً حتى غادر إلى هولندا للهروب من ضغط القذافي على الحكومة المغربية لتسليمه. وفي عام 2011 انتخب بن خليفة رئيسا للمؤتمر العالمي الأمازيغي- وهي منظمة دولية مقرها في باريس منذ عام 1995 وتهدف لحماية الهوية الأمازيغية. وكان عضو أيضاً في المجلس الوطني الإنتقالي -وهو حكومة موازية بقيادة زعماء المتمردين- حتى تركه قبل انتهاء الحرب بسبب "خلافات لا يمكن التغلب عليها". والإعتراف الدستوري الذي يتمناه "بن خليفة" يبدو أنه من غير المرجح حدوثه في المدى القصير. و لكن جوهر المسألة هو أن لا أحد لديه فكرة واضحة عن ما هو الدستور الذي يريده الشعب الليبي، وبالتالي فلم توافق اللجنة المكلفة بوضع الدستور عليه حتى الآن. و يؤكد على أن الهدف النهائي للثورة يجب أن يكون دستوراً عصرياً وعلمانياً، لكن النزاعات القبلية المحلية في أنحاء كثيرة من ليبيا لا تزال تشكل عقبة رئيسية نحو التطبيع.