نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، محاضرة عن "سيناريوهات الكوارث الطبيعية والأنشطة الزلزالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" ألقاها الدكتور لوط بوناطيرو، العضو في لجنة الخبراء لمراقبة جهاز محاكاة الزلازل، مدير أبحاث في معهد الفضاء والهندسة المدنية، جامعة سعد دحلب في البليدة، الجزائر. ودعا فيها إلى ضرورة اتخاذ الاستعدادات والتدابير اللازمة المبكرة قبل وقوع الزلازل والكوارث الأخرى؛ لتجنب الخسائر البشرية والمادية قدر الإمكان. واستعرض المحاضر في مستهل محاضرته بقاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -بمبنى المركز في أبوظبي أنواع الكوارث والتوقعات بمكان وقوعها وزمانه في بعض مناطق العالم، حيث قسم مناطق الزلازل من حيث نشاطها الزلزالي إلى ساخنة جداً كمناطق في آسيا: اليابان وإندونيسيا، وتليها بدرجات أقل منطقة البحر الأبيض المتوسط وإيران وتركيا، ثم منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي، لافتاً إلى أن منطقة دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من المناطق الثالثة من حيث نشاطها الزلزالي بحكم قربها من المملكة العربية السعودية وإيران اللتين تمتلكان مناطق نشيطة في مجاليهما الزلزاليين وقال الباحث: إن إدارة الزلازل تتطلب فهم الآليات التي تتحكم في حركة الصفائح الأرضية؛ وهذه الحركات هي نتيجة لتأثيرات قوى متعددة على كوكبنا، بعضها قوى خارجية (مثل: القوى الفلكية، والقمرية-الشمسية، واضطرابات الكواكب الأخرى)، وبعضها قوى داخلية (عمليات جيوكيميائية وجيوفيزيائية)، وهناك عامل مهم آخر في هذا المجال، وهو تداخل الحقل المغناطيسي للأرض مع الحقل المغناطيسي للشمس، مشيراً إلى أن حماية الأرض ضد الأخطار الكبرى في المستقبل ستتطلب استخدام تكنولوجيات الفضاء، وسيتم استخدام مقاربة جديدة لدراسة الأرض وفق منظور أوسع. ومن خلال الدراسات المفصلة لهذه الظواهر، قال بوناطيرو: يمكن أن نجد علاقة بين الظواهر الزلزالية والمناخية والبركانية، وهذه العلاقة يمكن أن تفسر طبيعة الحركات الزلزالية العالمية، وعلى وجه الخصوص حركة الزلازل في المغرب العربي والشرق الأوسط. وفي نهاية المطاف، يمكن أن تؤدي هذه الدراسات إلى وضع خطة شاملة لإدارة الكوارث للتعامل مع الأخطار الطبيعية الكبرى، وهذه الخطة قد تقلل الخسائر البشرية والمادية التي تسببها تلك الكوارث حول العالم؛ حيث ساعدنا هذا السيناريو منذ عام 2003 على إعداد تنبؤات بشأن التغيرات الزلزالية والمناخية، ووضع نموذج/خطة يمكن استخدامها في إدارة المخاطر. وأعرب المحاضر عن أسفه لعدم توافر مراكز رصد للكوارث والزلازل متطورة، من حيث الأجهزة التكنولوجية في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الاكتشافات الحديثة ساعدت على التوقع بأن دورة المجال الزلزالي تبلغ ذروتها كل أحد عشر عاماً ثم تبدأ بالخمول تدريجياً، مبيناً أن ما شهده العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا عام 2013، يشابه على سبيل المثال ما شهدناه في عام 2003 وهكذا، يشير إلى أنه في المقابل، تحدث التغيرات الأرضية والزلازل، كل خمسين عاماً هجرياً وفق التقويم القمري، لدى اقتراب القمر من الشمس. ويذكر أن الدكتور بوناطيرو انضم إلى مركز أبحاث علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء في عام 1986، وظل يعمل به حتى عام 2003. ثم أصبح رئيس قسم الأبحاث ومدير مشروع "عملية تصوير منطقة الجزائر بتقنية صفائح التصوير". ومنذ عام 2001 يعمل بروفيسوراً ومدير أبحاث في معهد الفضاء والهندسة المدنية في جامعة سعد دحلب في البليدة؛ حيث يدرّس المواد التالية: علم القياس والملاحة الفضائية؛ وإدارة المخاطر الكبرى؛ والأرصاد الجوية؛ وتاريخ العلوم. ويعمل الدكتور بوناطيرو مديراً مساعداً أيضاً لقسم الأبحاث في مركز تطوير التكنولوجيات المتقدمة منذ عام 2002.وهو عضو في المجلس العلمي لوزارة البيئة، ولجنة التخطيط الفضائي والمخاطر الكبرى؛ وهو ممثل وزارة التعليم العالي في ملف التغير المناخي؛ وعضو في لجنة الخبراء لمراقبة جهاز محاكاة الزلازل في الجزائر؛ ورئيس مجلس إدارة جمعية المخترعين والبحث العلمي في الجزائر