مجدى صابر: نجومية أبطال الإعلانات فرضت نفسها على المشهد الرمضانى سيطرت الإعلانات التى تعرض حاليا فى الشهر الكريم على المشهد الرمضانى بشكل كبير ولافت للأنظار، جعلها تتفوق على الدراما، حيث ظهرت فى أبهى صورها من حيث التنفيذ والديكورات ومواقع التصوير، بالإضافة إلى أفكارها وإخراجها الجيد، والذى حولها إلى عمل فنى صغير له بداية ونهاية وتتخلله أحداث. الأهم من ذلك النجومية الكبيرة لأبطالها فى كل المجالات، والذين يأتى فى مقدمتهم الهضبة والميجا ستار عمرو دياب فى إعلانه لإحدى شركات الاتصالات الذى يستعرض فيه ذكرياته مع أصدقائه وأحبابه فى بداية مشواره الفنى حتى الآن، ويضم الإعلان عددا من المشاهير أيضا منهم منة شلبى، ريهام عبد الغفور، سوسن بدر، عزت أبو عوف ودينا الشربينى، وقد تكلف هذا الإعلان أكثر من 70 مليون جنيه، وتصدر المركز الأول بين إعلانات رمضان من حيث التكلفة ونسبة المشاهدات, وفى المقابل كان الظهور الإعلانى الأول على الشاشات المصرية للنجم العالمى المحبوب فان دام مع النجم محمد رمضان عن إحدى شركات الاتصالات أيضا الذى كان محل جذب قطاع كبير جدا من المشاهدين، وحصل الإعلان على مشاهدات عالية جدا، وتصدر المركز الثانى من حيث التكلفة التى وصلت ل 50 مليون جنيه إلى جانب النجوم كريم عبد العزيز، ماجد الكدوانى، تامر حسنى ونانسى عجرم ظهروا أيضا فى إعلانين تابعين لشركتى اتصالات أخرى، بميزانية وصلت لأكثر من 60 مليون جنيه، بالإضافة إلى الإعلانات الأخرى المختلفة التى بلغت تكلفتها 70 مليون جنيه تقريبا، كل هؤلاء النجوم وهذه الميزانيات الكبيرة نجحت فى سحب البساط من تحت أقدام الدراما هذا العام. تسبب ضعف مستوى الدراما هذا العام فى ظهور الإعلانات بشكل واضح ولافت للأنظار فى شهر رمضان الحالى مقارنة بالأعوام السابقة، حيث إن قوتها لا تكمن فقطفى وجود عدد كبير من نجوم الفن فيها بقدر التراجع الكبير الذى شهدته الدراما، هذا ما أكده الناقد طارق الشناوى، وأضاف: الإعلانات مشروع اقتصادى يبحث أصحابها عن تحقيق الأرباح من خلالها، ولذلك يوفرون لها كل أدوات النجاح من خلال الاستعانة بكبار الفنانين،فقد تمكن صناع الإعلانات خلال السنوات الماضية من تحويل ما يقدمونه من مجرد دعاية لمنتج أو لسلعة إلى عمل فنى ينتظره الناس كل عام، تكون له القدرة على التأثير وجلب ملايين المشاهدات عبر اليوتيوب، وقال: برغم المدة الزمنية القصيرة للإعلانات التى لا تتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين على الأكثر فإنها أصبحت منافسا شرسا لساعات طويلة من الدراما. أما الناقدة ماجدة موريس فقالت: تفوقت الإعلانات هذا العام على المسلسلات الدرامية بشكل ملحوظ، وحصلت على فترة زمنية تعادل الدراما أو تزيد عليها، حتى أصبحت حلقات المسلسلات تذاع كفواصل داخل الإعلانات وليس العكس، مما أهدر حقوق المشاهدين فى متابعة هذه الأعمال الفنية، وأضافت: الإمكانيات الكبيرة والتكاليف الإنتاجية المرتفعة التى توفرت لكثير من الإعلانات سهلت التعاقد مع نجوم السوبر ستار وغيرهم من المشاهير فى كثير من المجالات، حتى إن تكلفة إعلان واحد قد تتساوى أو تزيد على ميزانية مسلسل بالكامل يضم نجوما كبارا، وقالت: كل هذه العوامل أسهمت بشكل كبير فى استحواذ الإعلانات على أعلى نسب مشاهدة بين الأعمال الفنية المختلفة. ويقول المؤلف مجدى صابر: لا أحد يستطيع أن ينكر استحواذ الإعلانات هذا العام بشكل كبير على اهتمام الناس، حيث إن نجومية أبطالها ومحبة الجماهير لهم هى من فرضت ذلك، بالإضافة إلى الظهور القليل لبعضهم والأول لأحدهمكعمرو دياب، منة شلبى، نانسى عجرم والفنان العالمى فان دامجعلهم محل جذب كبيرا لدى المشاهدين. وقالت د. ثريا عبد الجواد، أستاذ علم الاجتماع: الإعلانات ليست وحدها هى التى تكشف عن حجم التجاوزات التى تحدث فى المجتمع، فقد ساد منطق الكذب والخداع من خلال استخدام أساليب الإبهار والتكنولوجيا، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من نجوم الفن للترويج لسلع لا تفيد المجتمع ولا تلبى متطلبات الشرائح الاجتماعية المختلفة باستثناء شريحة واحدة لا تمثل سوى %10 من المجتمع، وأضافت: رغبة المعلنين فى تحقيق أرباح خيالية دفعتهم لعرض إعلاناتهم مئات المرات فى اليوم الواحد على القنوات المختلفة حتى وقع المشاهد فريسة لها، وأصبحت فرضا عليه وبدلا من أن يشاهد الدراما كما اعتاد طوال السنوات الماضية، أصبح يتابع الإعلانات التى تحولت هى الأخرى إلى عمل فنى منفذ على أعلى مستوى من الحرفية، وتضم كبار الفنانين والمطربين ، وهذ النوعية من الإعلانات كان لها تأثير كبير هذا العام فاق كثيرا من الأعمال الدرامية بشكل غير متوقع.