- مصطفى البرغوثى: المصالحة الوطنية الخطوة الأولى لمواجهتها - حسن عصفور: صعوبات فى فك الارتباط بين السلطة وإسرائيل
أعلن جاريد كوشتر، مستشار الرئيس ترامب أن ما يسمى بصفقة القرن ستعلن بعد عيد الفطر المبارك، لكن ثمة مفاجأة كشف عنها الدكتور مصطفى البرغوثى، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية تتمثل فى أن ما يسمى «صفقة القرن» ليست سوى تنفيذ لأفكار بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، التى طرحها فى كتابه « مكان تحت الشمس» قبل خمسة وعشرين عاما، وهدفها قتل فكرة الدولة الفلسطينية، وتكريس ضم وتهويد الضفة الغربية بحجة الأمن الكاذبة. حسب تأكيد البرغوثى ل «الأهرام العربى»، فإن هذه الصفقة ليست مشروعا لحل أو تسوية بل غطاء لتشريع بقاء الاحتلال وتكريس نظام الأبرتهايد العنصرى ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة فرض التطبيع مع هذا الواقع على المحيط العربى والإقليمي. اللافت للنظر أن عراب هذه الصفقة: «جاريد كوشنر» صهر الرئيس الأمريكى –دونالد ترامب - ومستشاره تحدث فى تصريحاته الأخيرة عن فشل المبادرة العربية، لكنه لا يذكر أن إسرائيل هى التى أفشلتها، وأن شارون استقبلها بدباباته التى اجتاحت كل الضفة الغربية بعد أن تبناها القادة العرب فى قمتهم الشهيرة ببيروت فى العام 2002. لكن عندما سألته عن خيارات الفلسطينيين للتصدى لهذه الصفقة، علق بقوله: إن أهم وسيلة لإفشال هذه الصفقة، أو بالأحرى خطة نيتانياهو، هى الإسراع فى توحيد الصف الوطنى الفلسطينى لمواجهتها، وهى المعضلة الرئيسية التى عجز الفلسطينيون عن اختراقها حتى الآن.
ويتحدث حسنى عصفور، الوزير الفلسطينى الأسبق بواقعية عن صعوبات عملية أمام السلطة الوطنية الفلسطينية، لفك الارتباط مع دولة الاحتلال فى ظل ما يبدو ترابطا عميقا، لاسيما أنها - أى السلطة - تحصل على الغاز والكهرباء منها، فضلا عن الارتباط بعملتها – الشيكل- لكنه يؤكد أن البديل الحقيقى، يتمثل فى الاعتماد على القدرات الذاتية المحدودة، مع توفير بديل عربى من خلال دول الجوار التى بوسعها أن تقدم العون للشعب الفلسطينى وغيرها من الدول العربية وفقا لآلية شبكة الضمان المالى التى أقرتها القمم العربية بمائة مليون دولار شهريا، التى للأسف لا يتم تنفيذها إلا بشكل محدود، وحسب منظوره، فإن البديل الأهم هو العودة إلى خيار المقاومة الشعبية السلمية، مثلما حدث فى العام 1988 ثم فى العام 2000، خصوصا أن الاحتلال مدعوما بالإدارة الأمريكية يعمل على التهام القدس موظفا قرار ترامب بالاعتراف بها عاصمة لكيانه، ومن ثم فإنه يتعين الاستعداد للمواجهة المقبلة مع بدء تطبيق صفقة القرن بشكل رسمى، عندما يتم الإعلان عنها فى شهر يونيو المقبل، وإن كنت أرى أن تطبيقها عمليا قد بدأ فى العام 2007 مع ظهور الانقسام الفلسطينى الداخلى، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وهو ما كنت قد تنبأت به مبكرا، لكن دون أن ينتبه إليه أحد، ثم تتالت خطوات التطبيق العملى لهذه الصفقة، وإن لم يكن هذا المسمى قد برز إعلاميا فى ذلك الوقت، ومن بينها - وهو أيضا لم يعره أحد اهتماما – قيام وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد إدارة باراك أوباما - فى بيان رسمى - بالربط بين الحرم والهيكل بحيث يترادفان معا فى وهو ما شكل اعترافا أمريكيا بمسألة الهيكل.