في ليلة حالكة السواد وأجواء ممطرة جرت منذ عقدين من الزمان، واحدة من أبشع جرائم الخداع والخطف من قبل النظام التركي المجرم ، لشخص قلما يجود الزمان بمثله ، فهو مناضل من نسيج خاص، يتميز بصلابة لا نظير لها، وعمق فكري يضعه في مصاف المفكرين العظام، وكاريزما نادرة جعلت منه بطلا أسطوريا.. أنه المناضل والمفكر والزعيم عبد الله أوجلان. وما يؤلم أن الجريمة حدثت كما يقال على الهواء مباشرة ، في ظل مشاركة وتواطؤ مريب من عديد من حكام العالم ، وصمت مخزي للضمير العالمي ، وغياب مخجل للتفاعل الشعبي الدولي لفضح تلك الجريمة البشعه ، بالرغم من قيام العشرات من خيرة شباب الكورد بحرق أنفسهم فضحا للمؤامرة واحتجاجا ورفضا لتلك الجريمة النكراء .
وعقدت السلطات التركية الغاشمة محاكمة هزلية للقائد الفذ أسفرت عن الحكم عليه بالاعدام وخفف بعدها إلى السجن مدى الحياة.
ولأن السجن لم يقتل يوما فكرة، خاصة إذا كانت الأفكار تتعلق بشعب صاحب قضية عادلة ، فقد ازدادت أفكار القائد أوجلان انتشارا في أوساط الشعب الكردستاني وشعوب المنطقة ، وارتفعت وتيرة نضال المؤمنين بأفكاره ، ما أسهم في تعميق أزمة معتقليه .
وأصبح اوجلان رمزا حيا لنضالات هذا الشعب البطل الذي لن تلن عزيمته حتى يحقق طموحاته التي ضمنها في موسوعة مهمة أنجزها داخل معتقله ونشرت تحت عنوان «مانفيستو الحضارة الديمقراطية» جاءت في خمسة أجزاء (المدنية /المدنية الرأسمالية / سوسيولوجيا الحرية / الشرق الأوسط / القضية الكردية ) واتمنى ان انتهي من كتابة قراءة معمقة لتلك الموسوعة ونشرها في اقرب وقت.
لقد رمى المفكر أوجلان النزعات الانفصالية خلف ظهرة إيمانا منه بأنها ستسهم في إضعاف دول المنطقة ، وربط بين قضايا شعبه وشعوب المنطقة ، وموجها بوصلة النضال صوب تحقيق شرق أوسط ديمقراطي تسوده العدالة بين جميع مكوناته الاثنية والعرقية ، وينال الجميع حقوقه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية على قدم المساواة .
وهكذا نجد أن القائد الفذ والمفكر العميق جعل من اعتقاله فرصة لمزيد من البحث والعصف الذهني للوصول إلى وضع أفكار خرجت إلى فضاءات أوسع من شعبه ، وأضحت تلقى قبولا واسعا في صفوف شعوب المنطقة بأسرها.
ما جعل طيف واسع من شعوب المنطقة يطالب بالحرية للمناضل الفذ القائد عبد الله اوجلان الذي يمثل اعتقاله وصمة عار في جبين النظام التركي الفاشي العنصري.