- نحاول أن يكون لنا دور في نشر الوعي الثقافي حول فن التصوير - نركز على دعم التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط
- التصوير جزء من مسيرتي الفنية
- أعجبني في شمال أفريقيا المباني ودورها في توظيف الحياة وتيسرها
دائما ينظر للمصورين الفوتوغرافيين إلي ما بعد عدسة التصوير، ليتمكنوا من سرد قصصهم بشفافية أكبر، كما يهتم برعاية الموهوبين لذلك أنشأ مؤسسة خاصة بتطوير المواهب، فقد بدأ حياته في هذا الفن في فترة مبكرة من عمره.. إنه الفنان محمد السمجى رئيس منظمة «جلف فوتو بلس» بدبي لرعاية وتطوير مواهب فن التصوير الفوتوغرافي بالمنطقة.
ولد السمجى في تنزانيا عام 1976وانتقلت عائلته إلى دبي في نفس السنة وعاش هناك منذ ذلك الحين، مع فترة فاصلة في الولاياتالمتحدة حيث حصل على شهادة في إدارة الأعمال والتسويق، ولكنه اعتزل مسيرته المهنية في الشركات عام 2006 لاحتراف فن التصوير الفوتوغرافي، وتركز ممارسته الحالية على توثيق العمارة في وحول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يبحث عمله في نقد المواضيع الاجتماعية والتحديات التي تبدو في صور الأشخاص والأماكن.. وكان ل«الأهرام العربي» هذا الحوار معه:
- هل للتنشئة الاجتماعية خصوصا وأنك ولدت في تنزانيا دور وراء شغفك وحبك لفن التصوير الفوتوغرافي؟ لقد ولدت في تنزانيا، وكنت أقضي أشهر الصيف هناك باللعب مع الأطفال وكان من بينهم طفل أمهق ، أتذكره كثيراً لمرحه وطاقته المليئة بالحياة لكنني اكتشفت لاحقاً أنهم يعاملون كضحايا، عندها قررت أن أظهر الجانب الإيجابي لهؤلاء الأطفال من خلال التقاط صور لهم. ولا أنكر أنني أود قضاء المزيد من الوقت في تنزانيا لاستكشاف المزيد من القضايا الاجتماعية من خلال عدسة الكاميرا وربما من خلال الكتابة والبحث أيضاً.
أعمال محمد السمجي - ركزت في أعمالك على توثيق فن العمارة خصوصاً في شمال أفريقيا لماذا؟ تم ذلك بمحض الصدفة عندما طلب مني أحد العملاء التقاط صور لمجموعة من البوتيكات، كان علي أن أبذل مجهوداً مضاعفاً لتعلم أسس تصوير العمارة لكنني وجدت في ذلك الكثير من المتعة. بدأت بالاهتمام أكثر بالمباني وأعجبني دورها في توظيف الحياة وتيسيرها. ويعّد عمل "محطات فرعية" الذي تناولت فيه موضوع العمارة توثيقاً للمساحات. - ما الذي لفت انتباهك في شمال أفريقيا؟ وهل كانت بيئة خصبة لأعمالك؟ بالتأكيد، أسرَّني جداً أن أرى مستوى الالتزام بالتصوير الفني وكذلك التصوير التجاري من قبل المصورين في مصر وشمال أفريقيا، هناك الكثير من المواهب في المنطقة، وعلينا جميعا أن نعمل بجد لتوفير منصات تمكنهم من مشاركة أعمالهم في داخل وخارج المنطقة ،هناك الكثير من التحديات التي تعيق المصورين منها الوصول إلى الموارد، والتعليم، والقيود المفروضة من الرقابة، والخوف من الاتهامات، وعدم توفير التصوير لدخل ثابت، ولكن علينا الاستمرار لأن هناك مصورين يعملون بجد لنشر قصصهم على الرغم من كل تلك التحديات، وهو ما يجعلني متفائلًا بالمستقبل. أعمال محمد السمجي - ركزت على المواضيع الاجتماعية في أعمالك.. فمن أي زاوية تناولتها؟ هناك العديد إن أمكنني القول، لكني أحاول في مشروعي الحالي أن أبحث وأشارك قصص للناس المنسية هنا في الإمارات، أشعر بالفضول لسماع قصص الأشخاص الذين يغادرون بلدانهم الأصلية لينتقلوا إلى هنا، لماذا يأتون، وماذا يفعلون هنا، وكيف يتكيفون مع كونهم بعيدون عن ديارهم. - لديك مؤسسة خاصة لرعاية المواهب، فماذا عنها؟ وهل دورها يقتصر على رعاية المواهب فقط؟ بالتأكيد، علينا أن نفعل الكثير لإثبات وجودنا، إن تقديم الدعم للمصورين هو أحد أهدافنا الرئيسية ، ولكننا أيضا نعمل على مساعدة الشركات والمنظمات التي ترغب في استخدام التصوير الفوتوغرافي للترويج لسلعها وخدماتها من خلال تنظيم المعارض، وتوفير مصورين متخصصين، وتوفير التدريب للشركات وأكثر من ذلك بكثير. - هل تهتم دائما بتطوير هذا الفن ؟ التصوير هو جزء من مسيرتي الفنية، حيث أنني بدأت أولي اهتماماٍ كبيراً بالكتابة والبحوث والمونتاج ووجدت أن جميع هذه الأعمال تساهم في تفعيل الموضوع المراد طرحه، يتكون التصوير الفوتوغرافي من أجزاء غالبا ما تكون غير متصلة، و نحن نحيي دائمًا فكرة أن ينظر المصورون إلى ما بعد عدسة التصوير ليتمكنوا من سرد قصصهم بشفافية أكبر. أعمال محمد السمجي - ماذا عن فن التصوير الفوتوغرافي بالدول العربية مقارنة بالدول الغربية؟ من الواضح أننا متأخرين جداً في فهمنا وإنتاجنا واستخدامنا للتصوير الفوتوغرافي لأسباب عديدة يطول شرحها، ولكنني أعتقد أننا في طريقنا لسد الفجوة لإيماني بوجود مصورين موهوبين قادرين على على ترك بصمتهم عالمياً من خلال أعمالهم التي تلفت الانتباه إلى مشهد التصوير الفوتوغرافي في المنطقة. ويتسارع هذا التقدم بفضل توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسوف يستمر بالتأكيد رغم قلة الدعم المؤسسي والحكومي. - هل شاركت في مهرجانات دولية ؟ نحن نركز بشكل أساسي على دعم التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط وإفريقيا لذلك نحن نسعى دائمًا للمشاركة في أي مناسبات تساهم في تحقيق هذا الهدف، لقد شاركت مؤخراً في "أسبوع القاهرة للتصوير الفوتوغرافي". وفي الربيع الماضي كنت أحد منسقي مهرجان بريدا للصور الدولية في هولندا حيث عرضنا أعمالاً لخمسة مصورين من الشرق الأوسط، كما تعاونا في الماضي مع مؤسسة فن جميل من المملكة العربية السعودية ، ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في البحرين، والصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق في بيروت والكثير غيرها. - ماذا عن فن التصوير الفوتوغرافي في دولة الإمارات؟ في نمو مستمر، لكن ينتظرنا الكثير من العمل، نحن نحاول أن يكون لنا دور أساسي في نشر الوعي الثقافي حول فن التصوير الفوتوغرافي وتغيير فهمنا له على أنه أداة توظف من ناحية جمالية فقط. أعمال محمد السمجي - حدثنا عن أسبوع التصوير الفوتوغرافي 2019؟ والدول المشاركة، وما الهدف منه؟ يعد أسبوع التصوير أطول حدث دولي للتصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط، وهو حدث يستقطب زواره من جميع أنحاء العالم. سيتضمن الحدث معارض وورش عمل يديرها مجموعة من المصورين الدوليين الرائدين، بالإضافة إلى تمكن الجمهور من حضور محادثات مجانية حول مهارات التصوير وعروض للأفلام وغيرها الكثير. نضع هدفنا تصب أعيننا والذي يتمحور حول توفير الموارد والمهارات للمصورين لتمكينهم من تطوير مهاراتهم سواء كان ذلك من أجل عملهم المهني، أو من خلال تطوير حسهم الفني ليصبحوا أفضل كمشاهدين أو صانعين للصور الفوتوغرافية.