دفع تسليم إيران صواريخ بالستية قصيرة المدى لبعض أنصارها فى العراق إسرائيل للتهديد بضرب العراق، والقضاء على هذه القوات التى حصلت من إيران على هذه الصواريخ، وتواصلت ردود الفعل على الساحة السياسية عقب التصريحات التي أدلى بها وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وهي التصريحات التي حذر فيها كاتس من خطورة التحركات الإيرانية في عدد من دول الشرق الأوسط خصوصا في سورياوالعراق، واعترف كاتس ومعه عدد من كبار المسئولين العسكريين في تل أبيب بأن إسرائيل نفذت عددا من الضربات الجوية المركزة في سوريا، وأكد أن الضربات الإسرائيلية على سوريا وصلت إلى 200 ضربة ، وهو رقم يعكس خطورة هذه القضية. وأشار كاتس إلى أن هذه التحركات تهدد إسرائيل ويمكنها أن تصطدم بالكثير من مصالحها الإستراتيجية. ما قاله كاتس أخيرا يعكس قضية في منتهى الدقة، وهي اشتعال المواجهات بين إسرائيل وإيران في الكثير من الساحات الإقليمية الخارجية، وهو أمر بات واضحا على مدار سنوات طويلة، لاسيما بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث يمثل حزب الله الذراع الأبرز والأهم لإيران في المنطقة، وخاض حربا شرسة مع إسرائيل امتدت لسنوات عديدة سقط خلالها الكثير من القتلى بين الطرفين. بالإضافة إلى عدد من المواقع والأماكن المختلفة أو المتعددة الأخرى التي شهدت بدورها أيضا مواجهات شرسة بين إسرائيل وإيران، مثل الأراضي الفلسطينية أو قطاع غزة. ويشير المعهد القومي للدراسات الإسرئيلية INSS في دراسة سابقة له إلى خطورة ودقة هذه القضية، خصوصا إن وضعنا في الاعتبار بعضا من النقاط أهمها، أن إيران تسعى إلى توسيع نطاق وجودها في المنطقة، وهو ما يظهر في الكثير من الدول بالشرق الأوسط، سواء بسوريا وأيضا الخليج أو المغرب العربي أو العراقولبنان أيضا. وتشعر إسرائيل بالقلق الشديد جراء ذلك خصوصا أنها تشير إلى أن جميع هذه التحركات تكون موجهة وبالأساس ضدها، وتوقع السفير الدكتور عوديد عيران دقة الموقف السياسي، بل ربما التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو التوقع الذي يأتي في ظل ما سماه بتواصل التحركات الإيرانية بالمنطقة والأهم توجس إسرئيل منها. وقال عيران، الذي شغل في السابق منصب رئيس المعهد القومي للدراسات الإسرئيلية: إن دقة الفترة الحالية التي تعيشها المنطقة، خصوصا في ظل التطورات شبه اليومية التي يتعرض لها ويواجهها الشرق الأوسط، هي التطورات التي لا تتوقف حتى الآن.
تحركات إسرائيلية وما قاله عوديد عيران يعكس التوجهات أو السياسات التي ستنتهجها إسرائيل من أجل مواجهة إيران، خصوصا أن الأخيرة تسعى إلى إعادة تمركزها وانتشارها ليس فقط في سوريا، لكن أيضا عبر المناطق الحدودية بسوريا، وهو أمر سيجعل إسرائيل في حالة استنفار دائم والأهم قلق وخوف دائمين من أي تطورات إستراتيجية سلبية يمكن أن تحصل لها. والمتابع للساحة الإسرائيلية سيكتشف أن هناك بالفعل قلقا بالغا بسبب هذه التطورات، وهو القلق الذي يتزايد في ظل التحركات الإيرانية الواضحة الآن.
حلف جديد وفي هذا الإطار أعلنت إسرائيل عن بعض من السياسات الخاصة لمواجهة هذه التحركات الإيرانية، وهي السياسات التي جاء بعضها علنيا، ولعل تصريح كاتس من أن إسرائيل يمكنها أن تنشئ حلفا لمواجهة إيران هو خير دليل على ذلك. وقال كاتس: إن هذا الحلف سيتكون إن لم ترضخ طهران للمطالب المتعلقة ببرنامجها النووي. اللافت للنظر أن الأخبار المتعلقة بهذا الحلف لم يتم الكشف عن تفاصيلها بالمرة، لكن كانت مجرد كلمة عابرة في تصريحات كاتس، وهو ما يزيد من دقة وغموض هذه القضية السياسية خصوصا مع تأكيد كاتس بأن إعلان إيران نيتها تسريع عملية تخصيب اليورانيوم يدل على أن صناع القرار هناك لا يرغبون في التهدئة، وأنهم سيواصلون سياساتهم من أجل زرع حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة نتيجة لسياساتهم.
الناتو الجديد وأطلق بعض من التقارير الصحفية الإسرائيلية مصطلح "ناتو" جديد للإشارة إلى هذا التحالف العسكري، وهو المصطلح الذي تستخدمه الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الآن. المثير للانتباه هنا أن بعضا من الصحف ووسائل الإعلام أشارت إلى دقة هذه القضية، وهي الدقة التي دفعت بالبعض إلى الحديث وإلقاء الضوء على إمكانية تشكيل ما يمكن تسميته بالناتو العربي، بحسب التقارير الصحفية الإسرائيلية.
ولذا فإن الكثير من التصريحات الرسمية الإسرائيلية حذرت صراحة من هذا الوجود الإيراني في سوريا، حتى إن رئيس الوزراء تحدث صراحة في مايو الماضي عن هذه القضية عقب القمة التي جمعته مع الرئيس القبرصي والرئيس اليوناني، وقال نيتانياهو آنذاك إن إيران تسعى إلى نصب أسلحة خطيرة في سوريا ضد إسرائيل، مضيفا أن صد الانتشار الإيراني من مصلحة دول العالم كلها. ويشير موقع المصدر الإسرائيلي الصادر باللغة العربية إلى وجود خطة إيرانية تسعى للانتقام من إسرائيل عبر الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وهي الخطوة التي أطلقت عليها الدوائر الإيرانية خطة فيلق القدس، وهي الخطة المعروفة التي يشرف عليها بحسب المواقع الإسرائيلية قاسم سليماني القيادي الإيراني الشهير، الذي تشير بعض من التقارير إلى عزمه الانتقام من الضربة القاضية التي لحقت بإيران عند تفجير «قاعدة تيفور» قبل عدة أشهر، وهي الضربة التي تتوجس إسرائيل من تداعياتها، خصوصا مع تهديدها بالانتقام عقب وقوعها، ويشير التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له إلى أن سليماني يسعى إلى العمل في سوريا وفق «النموذج اليمنى» الذي ستطلق فيه ميليشيات شيعية تطلق من سوريا صواريخ ضد إسرائيل. وسيعمل بمقتضى هذا النموذج بعض العناصر والميليشيات الإيرانية في سوريا على ضرب الأهداف الإسرائيلية، وستحصل هذه المليشيات على مساعدة من الحرس الثوري وعناصر حزب الله في المنطقة.
وقالت مصادر أمنية للتليفزيون، إنه ومنذ الأسابيع الماضية هناك استخدام واسع لقوات حزب الله، ويبدو أن سبب ذلك هو أن المليشيات الشيعية خبرتها أقل ولا يمكن الاعتماد عليها كما يعتمد على قوات حزب الله.
وشرح التليفزيون وبدقة أبرز اللاعبين القائمين على المشاريع الإيرانية في سوريا، ذاكرا تحديدا بعضا من الأسماء التي تعمل في هذه المشاريع، ومن بينها محمود باقري كاظم آبادي، المسئول عن وحدة الصواريخ أرض – أرض في الحرس الثوري الإيراني وهو الذي يهتم بموضوع الصواريخ. وتعمل أيضا هذه الوحدة تحت إشراف ضابط سلاح الجو في الحرس الثوري، وهو الجنرال حاجي زاده الخبير في إطلاق صواريخ على أبعاد مختلفة.