حبيبته الإنجليزية رفضت العيش معه فى مصر وزميلته فى كلية الآداب تزوجت من آخر
فى تصريحات خاصة ل«الأهرام العربى» يقول»أمين هاشم حمدان»: نحن ننتمى إلى قبيلة «بنى حمدان» وهى إحدى القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية، واستقرت بقرية ناى التابعة لمركز قليوب بعد الفتح الإسلامى، وعمى الدكتور جمال هو ابن عم والدى وكان يعتبره شقيقا له، كما كنا نعتبره نحن الصغار أبا لنا، وكنا ننتظر زياراته للقرية بفارغ الصبر، حيث كان يجمعنا البيت الكبير»بيت العائلة» ويحكى لنا قصصا مسلية وينظم لنا مسابقات ويمنحنا جوائز.. لكن مع مرور الزمن تباعدت زياراته للقرية، حيث كان يزورنا كل عامين أو ثلاثة مع أشقائه، أو لرؤية شقيقاته البنات، أو لمناسبة عائلية مهمة، وكانت زيارته تمثل حدثا مهما سواء فى العائلة أم القرية بأسرها، حيث كان يلتف حوله شباب القرية وأعيانها فى «مندرة العائلة» ويستمعون إلى آرائه.
ويضيف أمين حمدان: كان جدى محمود والد جمال وهو مدرس لغة عربية ومن خريجى الأزهر الشريف يطلق عليه اسم «لولو» ليفرق بينه وبين شقيقه الأكبر جمال الدين، وقد علمنا فيما بعد أن جدى سماه «جلال» لكن كاتب الصحة أخطأ وكتبه فى شهادة ميلاده «جمال» ، وقد كان عمى جمال الخامس فى الترتيب بين أشقائه، حيث سبقته سعاد وتوفيت بعد ولادتها بشهور، ثم شكرية، وبعدها محمد، تلاه جمال الدين. ثم عمى جمال وأخيرا عمى عبد الحميد وهو أصغر أفراد الأسرة.. وقد كانت علاقته بأشقائه ممتازة، خصوصا شقيقاته اللاتى كان يوزع عليهن وعلى أبنائهن قيمة الجوائز التى يحصل عليها، منها جائزة الكويت التى كانت تمثل ثروة هائلة لكنه زهد فيها ووزعها على شقيقاته وأبنائهن.
ويواصل قائلا: بعدما ترك الجامعة وتفرغ للبحث والكتابة «كان لا يسمح لأحد بأن يقتحم عليه عزلته دون موعد سابق، حتى أشقاؤه أنفسهم ، وكان من يرد من أشقائه رؤيته أو الحديث معه فى أمر عاجل يقم بالمرور عليه في شقته المتواضعة بالدقى صباحا، ويترك له بطاقة بموعد حضوره وسبب الزيارة ، ثم يعود إليه فى الموعد المحدد ويطرق بابه بطريقة معينة (عبارة عن ثلاث طرقات متقطعة) فإذا فتح الباب كان بها، وإلا انصرف، ولو كان مشغولا في عمل أو يقوم بتمريناته الرياضية، يجلس الزائر في صمت تام فى غرفة استقبال متواضعة حتى ينتهى من عمله أو تمريناته. وحول عزوفه عن الزواج يقول أمين حمدان: كثيرا ما كانت إحدى عماتى ترشح له عروسا جميلة وبنت أصول، لكنه كان دائما يرفض بلطف إلحاح شقيقاته وأشقائه بالزواج والإنجاب، وكان دائما ما يقول لهم «لقد تزوجت الكتابة».. وكان أعمامى وعماتى يرددون دائما قصته مع حبيبته الإنجليزية واسمها (ويليما)، وكانت زميلته فى إنجلترا، وارتبط معها بقصة حب، دفعته ليعرض عليها الزواج لكنها رفضت أن تعيش معه فى مصر ، كما فشلت فى أن تقنعه بالبقاء معها فى إنجلترا، وانتهت القصة بزواجها، بعدهما بسنوات ارتبط عمى جمال بعلاقة حب مع إحدى زميلاته في كلية الآداب وبعد استقالته من الكلية تزوجت من زميل آخر، ليكتفى بمحبوبته الكبرى «مصر» ويرفض فكرة الزواج تماما بعد ذلك حتى رحيله.