انطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات "ملتقى العرب للابتكار 2018"، الذي تنظِّمه مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بدورته الأولى في مركز دبي التجاري العالمي، خلال الفترة من 26 وحتى 28 فبراير الجاري، بهدف توفير منصة شاملة للخبراء والمؤسَّسات وروَّاد الأعمال، لاستعراض ابتكاراتهم وتجاربهم الملهمة بالتزامن مع "شهر الإمارات للابتكار"، وطرح الرؤى والتجارب في مجالات الابتكار المختلفة، وذلك تحت رعاية الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. وحضر الافتتاح كلٌّ من الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عبدالله البسطي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وجمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أحمد محبوب مصبح، مدير جمارك دبي، و خليفة بن دراي، المدير التنفيذي لمؤسَّسة دبي لخدمات الإسعاف، والدكتور أحمد النصيرات مُنسِّق عام برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وسعادة أحمد المطروشي، العضو المنتدب لمجموعة إعمار. وفى كلمته قال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة: إنَّ"ملتقى العرب للابتكار" ينطلق بالتَّزامُنِ مَعَ "شهر الإمارات للابتكار"، ليواكبَ توجُّهاتِ وخططَ دولتِنا في مسيرتِها نحوَ التنميةِ المستدامة،ِ وأهدافِ مئويتها 2071، مِن خلالِ تعزيزِ مفهومِ الابتكارِ وتوظيفِهِ في تقديمِ حلولٍ ومشاريعَ مُبْتَكَرَةٍ، تدعمُ بناءَ مجتمعٍ متكاملٍ ومزدَهرٍ من الجوانبِ كافَّةً، كما يسعى الملتقى إلى توفيرِ قنواتٍ متخصِّصَةٍ تسلِّطُ الضَّوءَ على مفهومِ الابتكارِ من منظورٍ شاملٍ، وتناقشُ متطلباتِهِ وقضاياه، بحضورِ نخبةٍ من المبتكرينَ والمتخصِّصينَ مِن جميعِ أنحاءِ العالم. وأضاف : "لقد حرصت مؤسَّسةُ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على تفعيلِ دَوْرِهَا في تحقيقِ أهدافِ استراتيجيَّةِ الدَّوْلةِ لدعمِ الابتكارِ، سعياً منها إلى بناء اقتصادِ المعرفة، فجاءَ إطلاقُ الملتقى ليمثِّلَ خُطوةً جديدةً ضمنَ خططِ المؤسَّسةِ لدعمِ الابتكارِ، وتمكينِ المبتكرينَ على مستوى الدولةِ والمِنْطَقَةِ، مِنْ خلالِ تقديمِ مِنَصَّةٍ شَامِلَةٍ لَهُم، للحوارِ والتَّباحثِ في جوانبِ الابتكارِ كافَّةً، وتقديمِ الفرصةِ للاطِّلاعِ على التَّجاربِ النَّاجحةِ في ذاتِ الإطارِ والاستلهامِ منها". وأوضح أنَّ الملتقى يغطِّي أهمَّ قطاعاتِ الابتكارِ التي تشملُ: الحكومةَ الذكيَّةَ، والتكنولوجيا والاتصالاتِ، والرعايةَ الصِّحيةَ، والطاقةَ المستدامةَ، والنَّقل، والخدماتِ الماليَّةَ، حيث يقدِّمَ فرصة مناسبة لتقديم نقاشاتٍ مُستفيضةً تستعرض أفضلَ الممارساتِ والمبادراتِ التي أطلقها مبتكرونَ مِن جميعِ أنحاءِ العالم، إلى جانبِ ابتكاراتِ الجهاتِ الحكوميَّةِ والخاصَّةِ في الدَّولةِ. بدوره قال أحمد محبوب مصبح، مدير عام جمارك دبي خلال كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية: "إنَّ الملتقى يمثِّل فرصة ذهبية لتفاعل أفكار المبدعين والمبتكرين من القطاعين الحكومي والخاص، وضمن فعاليات "شهر الإمارات للابتكار"، موضحاً أنه منذ انطلاق الأنظمة المؤسَّسية لتلقي الأفكار في جمارك دبي عام 2004 وحتى عام 2017، بلغ عدد الأفكار 26 ألف فكرة، في الوقت الذي بلغ فيه مجموع الإيرادات المتراكمة وترشيد الإنفاق المحقَّق من تطبيق الأفكار والابتكارات التي تمَّ تنفيذها خلال ذات الفترة نحو 1.7 مليار درهم". وأضاف حصلت جمارك دبي على أكثر من 120 جائزة في مجال الإبداع والابتكار، وبلغ عدد جوائز التميُّز المؤسَّسي التي حصلت عليها جمارك دبي 35 جائزة، على رأسها جائزة "الجهة الحكومية المتوسطة المتميزة"، والجهة الحكومية الحاصلة على مستويات عالمية من التميز ب 614 نقطة. وأشار إلى مساهمة جمارك دبي المؤثرة في حصول دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشر فعالية هيئات الجمارك، وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية من المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا، مشيراً إلى تقديم موظفي جمارك دبي ابتكارات نوعية بهدف تقديم الخدمات الجمركية المتطورة، ورفع مستويات الأداء، وتسهيل التجارة وحركة المسافرين. وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرض ة الدكتورة أحمد النصيرات، منسِّق عام برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، مسيرة الإبداع الحكومي في دبي منذ عام 1997، عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" أوَّل برنامج للتميز الحكومي، والذي شكَّل رؤيةً ونهجاً لتطوير العمل الحكومي بشكل مستمر، وأسهم في رفع روح التنافسية بين الجهات الحكومية. وأوضح النصيرات أنَّ البرنامح وضع معيار الإبداع في التميز الحكومي للمرة الأولى، مما أسهم في تغيير طريقة تفكير الإدارات الحكومية التي بدأت بالانتقال من التفكير التقليدي إلى التطوير والتحسين المستمر. كما خلق بيئةً محفِّزةً للإبداع في العمل الحكومي، وقدَّم بوابة لمبتكري حكومة دبي، مؤكداً أنَّ الابتكار في العمل الحكومي أصبح أسلوب عملٍ نتج عنه مبادرات ومشاريع مبتكرة في منظومة العمل الحكومي. مؤشر دبي للابتكار وسلَّطت غرفة تجارة وصناعة دبي خلال الجلسة الافتتاحية الضوء على "مؤشر دبي للابتكار"، حيث قالت أميرة حداد، محلل أول استراتيجية الأعمال بالغرفة: "إنَّ فكرة المؤشر جاءت بهدف دعم النمو الاقتصادي لإمارة دبي، والانتقال بالاقتصاد من تقديم الخدمات إلى بناء اقتصاد المعرفة، وخلق أداة لقياس مستوى الابتكار ومعرفة نتائجه وانعكاساته على اقتصاد دبي، إلى جانب دعم تحول دبي إلى مركز للإبداع والابتكار في المنطقة والعالم". مضيفة أنَّ المؤشر أسهم في تحديد نقاط القوة والضعف في المؤسَّسات، وإمكانية إجراء مقارنة معيارية، والحصول على مؤشرات الاقتصاد الجزئي والكلي، ولا يساعد دبي فقط، بل المدن الأخرى، حيث يدعم القطاع الحكومي في وضع المعايير والنظم الرقابية التي تسهم بدورها في تحسين الأعمال، وقيادة الروَّاد لطرح أفكار مبتكرة وتعزيز الشراكات. وأوضحت أنَّ دبي احتلت المرتبة ال 14 على مؤشر دبي للابتكار في 2017، لتواصل بذلك تقدمها للعام الثالث على التوالي، بين أهم 30 مدينة عالمية رائدة في مجال الابتكار، مقارنة بالمركز 15 في العام الماضي، متفوقةً بذلك على مدن كبرى منها مدريد وميلانو وشنغهاي وموسكو وجوهانسبيرغ وساوباولو وكوالالمبور وبكين. وتصدرت نتائج المؤشر مدينة هونغ كونغ، متفوقة على نيويورك التي تراجعت إلى المرتبة الثانية، ولتحتل مدينة لندن المرتبة الثالثة، كما أظهرت النتائج تقدم دبي بشكل متواصل، إلى جانب سان فرانسيسكو، منذ العام 2015. وأفادت أنَّ غرفة دبي أطلقت من جهة أخرى "منصة مؤشر دبي للابتكار" لمساعدة مستخدميها على تقييم أدائهم والحصول على نتائجهم في الابتكار ضمن مجال محدد، إلى جانب تعرُّف أداء الابتكار في مدن مختلفة حول العالم أوالقطاعات الاقتصادية المختلفة، وإجراء المقارنات والتحليلات، إلى جانب عرض معلومات دقيقة وشاملة تستند إلى ما تمَّ حصره من بيانات عبر السنوات السابقة من خلال إطلاق مؤشر دبي للابتكار، مشيرة إلى أنَّ المنصة تتضمن كذلك استعراض جميع البيانات بطرق تفاعلية مبتكرة ومتنوعة، مما يجعلها منصة مبتكرة لتحفيز الابتكار وممارساته في القطاع الخاص وإمارة دبي. الابتكار في الحكومات وسلَّطت جلسات اليوم الأول ل "ملتقى العرب للابتكار" الضوء على عدة محاور تناولت الابتكار في الحكومات الذكية، والطاقة المستدامة، والرعاية الصحية، حيث ناقشت الجلسة الأولى العبرة السياسية لنموذج النمو الحديث، والخدمات المبتكرة في الجهات الحكومية. وتناولت الجلسة الثانية محور الابتكار في القيادة ومستقبل الطاقة، وحلول احتياجات الطاقة العالمية. فيما ناقشت الجلسة الثالثة والأخيرة الذكاء الاصطناعي ودوره في الرعاية الصحية، ومستقبل التحولات في مجال الرعاية الصحية. ويستضيف "ملتقى العرب للابتكار" على هامشه، معرضاً متخصِّصاً بمشاركةِ أكثرَ مِن 100 شركةٍ عالميَّةٍ وعربيَّةٍ ومحليَّةٍ، لاستعراضِ ابتكاراتِهم في شتَّى القطاعات، إلى جانبِ طَرْحِ مواضيعَ تهمُّ الشَّركاتِ النَّاشئةَ، مِن حيثُ جذبِ الاستثماراتِ، والنموِّ المطَّردِ والتوسُّعِ عالميّاً. كذلك سيشهدُ الحدثُ تكريمَ الابتكاراتِ المتميِّزةِ من القطاعاتِ السِّتَّةِ التي يغطِّيها الحدثُ مِنْ خلالِ جوائزِ الملتقَى، إلى جانبِ تقديمِ جوائزَ للشَّركاتِ النَّاشئةِ وروَّادِ الأعمال. كما يشمل المعرض تنظيم سلسلة من ورش العمل في مجال الابتكار، إضافة إلى طرح مواضيع تهم الشركات الناشئة من حيث جذب الاستثمارات والنمو المضطرد والتوسُّع عالمياً. كذلك سيشهد الحدث تكريم الابتكارات المتميزة من القطاعات الستة التي يغطيها الحدث، إضافة إلى تخصيص جائزتين للشركات الناشئة وروَّاد الأعمال.