أرفض الأدوار التقليدية.. وأتمرد على شخصية المرأة الطيبة المجاملات تصنع نجومية «مزيفة» والمسلسلات المدبلجة تتنافى مع قضايانا
تستعد الفنانة داليا مصطفي لتصوير الجزء الثاني من مسلسلها «الكبريت الأحمر» الذي عرض الجزء الأول منه خلال الفترة الماضية، وحقق ردود فعل قوية، وبرغم غيابها عن الوجود في سباق دراما رمضان الماضي، فإنها أكدت في حوارها مع «الأهرام العربي» أنها غير حزينة ولا تبحث عن مجرد الظهور بقدر البحث عن عمل يقدمها بشكل مختلف، وهي تري أن مسلسلها «أنا عشقت» كان عملا مختلفا عما يقدم في الدراما التليفزيونية المصرية ، كما تفسر داليا سبب غيابها عن السينما وإمكانية تقديمها لبرنامج مقالب، المزيد من التفاصيل نتابعها من خلال الحوار التالي.
حدثينا عن جديدك الفني؟
مشغولة حاليا بالتحضير لتصوير الجزء الثاني من المسلسل التليفزيوني «الكبريت الأحمر» الذي سيعرض بداية عام 2018 وأنا أرى أن الجزء الجديد يمثل تحديا خاصا لفريق عمل المسلسل، بعد ردود الفعل الإيجابية التي تحققت للجزء الأول.
لماذا وافقت على قبول دور «جيرمين» في مسلسل «الكبريت الأحمر»؟
شخصية «جيرمين» من أهم الأدوار التي قدمتها في مشواري الفني وهي تختلف تماما عن أدواري السابقة، فهي تحمل تركيبة نفسية مختلفة وتشجع أي ممثلة لتقديمها، وبها ملامح متعددة نجدها، عنيفة وعصبية ولها علاقات متعددة وغير سوية ولا يمكن توقع تصرفاتها، كذلك أسعدني التعاون مع طاقم العمل حيث جمعتني علاقة صداقة بمعظمهم.
لكن الشخصية تتميز بوجود مساحة من الشر، عكس شخصيتك الحقيقية.. فكيف تملكت خيوطها؟ معك حق شخصية «جيرمين» قوية للغاية وملامح تركيبتها النفسية غريبة، وهي جديدة علي مشواري الفني حيث إن بها نسبة إغراء ولكن ليس علي مستوي الملابس، ولكن علي مستوي الكلام والحركات وهي بالفعل بعيدة تماما عن شخصيتي الحقيقية.
يقال إنك ذهبت إلى دكتور نفسى من أجل التمكن بشكل أكبر من أدوات هذه الشخصية؟
لم يحدث، لأن مؤلف العمل هو الدكتور عصام الشماع، هو متخصص في الطب النفسي، فلماذا أذهب إلى دكتور آخر لتحضير الشخصية، وأنا تحدثت معه كثيرا للوصول إلى الشخصية كما كتبها، وكنت أعتذر إليه لكثرة الأسئلة التي كنت أوجهها إليه ، لكنه كان دائما مرحبا ومتعاونا، وهذه هي طبيعة عصام الشماع الذي يخلص كثيرا في عمله.
هل تريدين التأكيد من خلال هذا الدور علي أنك ممثلة محترفة قادرة علي لعب كل الأدوار؟
هناك تطور كبير في نوعية الأدوار التي ألعبها خصوصا أنني تمردت على الأدوار التقليدية أو تقديم شخصية المرأة الطيبة الرومانسية الحالمة بواقع أفضل دائما ومسلسل «الكبريت الأحمر» يقدمني للجمهور بشكل مختلف.
مسلسل «الكبريت الأحمر» ناقش موضوعات السحر والشعوذة ..هل ترين أن هذه النوعية من الموضوعات تهم الناس؟
المسلسل لا يندرج تحت قائمة أعمال الإثارة والتشويق، فالعمل برغم أنه يدخل نوعا ما في مناقشة ثقافة أعمال الجن والسحر والشعوذة، فإنه يوجد به العديد من الموضوعات الاجتماعية المهمة.
وكيف ترين عرض مسلسل «الكبريت الأحمر» خارج الموسم الرمضاني؟
هذا الأمر حدث مع مسلسلات عديدة مثل «ساحرة الجنوب» و»سلسال الدم» و»أنا عشقت،»ألوان الطيف» و»ستات قادرة» و»الأب الروحي» و»اختيار إجباري» و«حجر جهنم» و«ليلة» وغيرها، والمسلسل المتميز يفرض نفسه أيا كان توقيت عرضه.
وهل ترين أن وجود مواسم عرض جديدة في صالح صناعة الدراما التليفزيونية المصرية؟
أري أن وجود أكثر من موسم عرض للمسلسلات يعد فرصة لعودة الدراما المصرية إلى سابق عهدها، وأن تكون موجودة طوال العام على الشاشات، بدلا من شراء أعمال من الخارج لا تتناسب مع ثقافتنا وتقاليدنا الشرقية.
كيف وجدت ردود الفعل نحو مسلسلك التليفزيوني قبل الأخير «أنا عشقت» المأخوذ عن رواية محمد المنسي قنديل التي تحمل نفس الاسم؟
العمل حقق نجاحا وقام ببطولته أمير كرارة الذي أبارك له نجاح مسلسله الأخير «كلبش» بالإضافة لمنذر رياحنة ونجلاء بدر وأحمد زاهر وهالة فاخر وسيناريو وحوار هشام هلال وإخراج مريم أحمدى والجمهور تفاعل بشكل إيجابى مع شخصية «ورد» التي جسدتها فهي فتاة رومانسية وحالمة وتحب «حسن» وتعمل كل شيء في الحياة من أجله، وتحاول إسعاده بكل الطرق الممكنة، ولكن بمرور الأحداث تكتشف أنه لا يستحق حبها، وتوالت الصراعات والأحداث بشكل رائع.
بعض الأعمال الدرامية المأخوذة عن الروايات لا تنجح فى تجسيد الرواية بشكل صحيح.. هل تتفقين مع هذا الرأي ، وهل تكرر في مسلسل «أنا عشقت»؟
يجب أن نفرق بين الرواية والعمل، حيث إن الرواية يمكن أن ننتهى منها فى يومين، بينما المسلسل ثلاثين حلقة أو أكثر، لذا يقع على المؤلف عبء كبير فى الخروج بالرواية بشكل جيد.
ماذا عن جديدك السينمائي خصوصا أن أفلامك قليلة للغاية؟
أنا لست بعيدة عن السينما، ولكن كل الفكرة أننى أسعى لتقديم عمل سينمائى يفرض نفسه، ويكون ذا قيمة وتأثير ويقدم جديدا للجمهور، ولكنى حتى الآن لم أجد هذا العمل، فأنا لا يمكن أن أقبل بالمشاركة في عمل سينمائي ضعيف.
هل أزعجك الغياب عن موسم دراما رمضان الماضي؟
بالطبع لا لأنني لا أبحث عن الوجود فقط، وأريد تقديم أدوار مهمة تضيف لرصيدي الفني، وطوال مشواري حياتي وأنا أنتقي أدواري وأبحث عن إرضاء ذاتي وإرضاء جمهوري.
ما رأيك في الكلام الذي يقول إن «الوسط الفني قائم الآن على المجاملات»، ولا مكان فيه للمواهب الحقيقية؟
لا يمكن تعميم هذا الكلام، فالفن قائم أساسا على الموهبة والمجاملات تصنع نجومية مزيفة، والجمهور يمنح كل فنان المكانة التي يستحقها.
ماذا لو عرض عليك تقديم برنامج مقالب؟
بالطبع سأرفض لأنني أرفض خداع زملائي أو إرهاب الناس، وقديما كانت برامج المقالب تجلب الابتسامة، والآن تجلب العنف والخف وهذا الأمر غير مقبول.
ولماذا لم تكرري تجربة تقديم البرامج بعد برنامج»جدودنا» الذي عرض قبل سنوات؟
أتمنى الجلوس مجددا على كرسي المذيعة من خلال برنامج اجتماعي قوي يخدم المشاهد المصري والعربي، وأتمنى التواصل مع القضايا الأسرية المهمة والمساهمة في حلها.
هل يمكن أن تقبلين دخول ابنتك «سلمى» الوسط الفني؟
دخول «سلمى» الفن يتوقف على مدى موهبتها وهي ما زالت صغيرة للحكم على قدراتها وإمكاناتها كممثلة.