دخلت الأزمة القطرية العربية منعطفا خطيرا ربما ينذر باحتمالات عديده دارت حولها رؤى المتابعين والمراقبين خلال الفترة التالية لاندلاعها مباشرة لكنها قد تتمحور فى أغلبها حول السيناريو الأسوأ. وباتت الساحة مفتوحة على تطورات عديدة ربما تشهدها منطقة الخليج العربى خلال الشهور القليلة المقبلة لتجعل منها واحدة من أخطر الأزمات التى يشهدها الخليج على الإطلاق بعد حربى الخليج الأولى والثانية..
وجاء الرد القطرى ليحسم الجدل الذى طالما تصاعد حول جهود وساطة لم تكتمل، وربما جاءت بعكس ما كان متوقعا وبددت كل احتمالات التفاؤل التى عكستها تصريحات المسئولين الكويتيينوالعمانيين بقرب انفراج الأزمة ، كما ترددت تسريبات تلمح إلى أن جهود الوساطة العمانيةوالكويتية تشكلت على خلفية أن كلتيهما أدركت أنها قد تواجهان مواقف صعبة، خصوصا بعد وقوفهما اقتصاديا ومعنويا إلى جوار قطر فى الأزمة.
وجاء رد دول المقاطعة فى مؤتمرها الذى شهدته القاهرة الأربعاء الماضى، ليؤكد أن السيناريو القادم أسوأ.
مصدر خليجى مطلع قال ل «الأهرام العربى» ليس هناك شك فى أن الكويتوعمان راقبتا الأزمة منذ البداية عن كثب وبقدر كبير من القلق، فتحركت الكويت بصورة سريعة للتوسط، وحاولت عمان لعب الدور نفسه؛ لكن دون جدوى.. وهو ما يرجح بوادر السيناريو الأكثر احتمالا، خصوصا أن مجلس التعاون بات منقسما إلى كتلتين، السعودية والإمارات والبحرين فى جانب، وقطروعمانوالكويت فى جانب آخر، ليفقد أية فاعلية أو قدرة على تنسيق السياسات.
من جانبها سعت قطر إلى بث الفتنة والمناورة من أجل الإفلات من هذا السيناريو، بل إنها سعت إلى بث الفتنة بين دول مجلس التعاون الخليجى، حيث كشفت مصادر دبلوسية عربية أن قطر قدمت فى مسودة ردها على مطالب السعودية والإمارات والبحرين، أكدت أنها لم تتدخل فى الشئون الداخلية لدول الخليج خلافا للإمارات التى تتدخل فى شئون قطروالكويت، وتحرض ضدهما أو تتدخل فى شئون سلطنة عمان استخبارياً، وتحضر لانقلاب هناك».
وقال المصدر الخليجى ل «الأهرام العربى» إن هناك خيارين أولهما تدويل القضية، إذ يقول مصدر خليجى مطلع إنه إذا تطورت الأمور للأسوأ عبر حشد أى مستوى من الجيوش على حدود قطر، فيكون السلم والأمن الدوليان قد تهددا ويجوز انعقاد مجلس الأمن ليصدر قرارا. ويضيف أنه قد يتم اعتبار نزول قوات من دول الحصار فى البحرين أو فى أبوظبى سببا موجبا لانعقاد مجلس الأمن فى هذه الظروف، وقد يقرر مجلس الأمن فرض قوات حفظ سلام. ويشير إلى أنه إذا فرض مجلس الأمن قوات حفظ سلام بين قطر وجيرانهم، فمن المتوقع أن تكون عربية من الكويتوعمان والسودان والجزائر أو المغرب.
أما الخيار الثانى المصدر فهو الخيار العسكرى الذى يتصاعد مع شكل ردود أفعال قطر خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع احتمالات عديدة للمزيد من التصعيد وتمركز قوات تركية فى قطر من ناحية ، وتبعتها إيران، ثم عدد من الدول العربية، للمساعدة من ناحية أخرى.
وهناك مؤشرات كثيرة على احتمال وصول التصعيد لمستوى الحرب أو التدخل العسكرى ومن بين هذه المؤشرات الموقف الأمريكى – خصوصا موقف الرئيس الأمريكى لأنه يختلف بعض الشيء عن موقف وزير دفاعه ووزير خارجيته الذى يبدو داعيا للتهدئة. كما أن ترامب عندما تولى الإدارة الأمريكية سعى فى إطار ترتيبه لأمور البيت الأبيض، وجد أن ملف حماية قطر من طرف أمريكا مكلفا، وأن أمريكا تدفع فيه أكثر مما تجنى من وجودها فى قطر، فقرر أن يترك الملف. لكن قطر دولت القضية من خلال البحث عن حام جديد، فكانت تركيا وحكاية القاعدة العسكرية.
كما أن قطر اتخذت جميع إجراءاتها الوقائية ضد أى تصعيد من قبل دول الحصار، بما فيها البعد العسكري، وهناك احتمالية لنشر قوات دولية لحفظ السلم بينها وبين جيرانها فى حال تطورت الأمور للأسوأ. كما وصلت دفعات جديدة من القوات التركية ليلة انتهاء المهلة لتأمين الأجواء بعد أن تأمنت الحدود والعاصمة بالقوات العثمانية. لتبقى الأزمة القطرية مفتوحة على كل الاحتمالات ويبقى السيناريو الأسوأ هو الأكثر احتمالا.
اتفاق مصرى أمريكى على محاربة الإرهاب
في الوقت الذي كان فيه مؤتمر الدول العربية المقاطعة لقطر منعقدا في القاهرة كانت الاتصالات المصرية الأمريكية جارية على أعلى مستوى حيث، أجرى الرئيس السيسي اتصالات هاتفيا بالرئيس الأمريكي ترامب أكد خلاله ضرورة محاربة الإرهاب.
وجاءت هذه الاتصالات بدلالتها التى تؤكد الموقف العربي والدولي الرافض لدعم قطر للإرهاب، في إشارة ترجح أن هناك تحركات عربية ودولية مقبلة لمواجهة قطر دبلوماسيا وربما عسكريا.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في نفس اليوم وفدا من الكونجرس الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري جيف دنهام، وعضوية عدد من نواب الكونجرس الأعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.تم خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تفعيل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع صوره وأشكاله، والعمل على وقف تمويل الجماعات الإرهابية من جانب بعض الدول، والتي تمدها بالسلاح والمقاتلين وتوفر الملاذ الآمن لها، وذلك حتى يمكن لتلك الجهود أن تؤتي ثمارها.
كما أن أعضاء الوفد الأمريكي أشادوا خلال اللقاء بقوة العلاقات المصرية الأمريكية، مرحبين بما تشهده خلال الفترة الراهنة من جهود مستمرة لتطويرها وتنميتها وإعادة الزخم إليها.
كما أكدوا محورية الدور المصري بالشرق الأوسط، مثمنين جهود مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، وحرصها على التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.