محافظ أسيوط يوجه بمتابعة دورية على مدار اليوم لاستقبال طلبات التصالح    "مش تعصب".. وكيل "الأزهر" يرد على المتطاولين على التراث    بالصور- محافظ القليوبية يتفقد سير العمل في مشروعات "حياة كريمة" بشبين القناطر    غدا بدء التشغيل التجريبي بالركاب لمحطات الجزء الثالث من المرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق    بالصور- تطهير الترع الرئيسية بالبحيرة استعدادا للزراعات الصيفية    وزير الخارجية التركي: قتل إسرائيل الفلسطينيين بشكل ممنهج "إبادة جماعية"    الخارجية السعودية: عدوان إسرائيل أضعف النظام الدولي    شولتس: ألمانيا لن تعود إلى جيش الخدمة العسكرية الإلزامية    التشكيل - بواتنج يعود للاتحاد.. والبدري يقود هجوم سموحة في دربي الإسكندرية    أخبار الأهلي : كولر يستقر على مهاجم الأهلي في نهائي أفريقيا    أخبار الأهلي : رسالة نارية من أحمد شوبير لحسام وابراهيم حسن    وفاة الملاكم البريطانى شريف لوال بعد انهياره فى أول نزال احترافى في المملكة المتحدة    إلغاء امتحان طالب صفع معلما على وجهه بالغربية    اليوم.. التعليم تنشر فيديو توضيحي لطريقة الإجابة على البابل شيت    وائل كفوري يطرح «لآخر دقة» على يوتيوب    الخميس.. انطلاق فعاليات مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثالثة على مسرح الهناجر    مبادئ كتابة السيناريو في ورشة ابدأ حلمك بالإسكندرية    يعلمون أنهم على الباطل.. عبدالله رشدي يعلق على تهديد يوسف زيدان بشأن مناظرة "تكوين"    الموافقة على موازنة القومى لحقوق الإنسان، ومطالبات برلمانية بوقف إهدار المال العام في بند الصيانة    الهجمات الإسرائيلية على غزة: أحمد أبوالغيط يعبر عن استنكار جامعة الدول العربية    ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي في الإسكندرية    قرار حاسم من «التعليم» ضد 5 طلاب بعد تسريبهم الامتحان على «السوشيال ميديا»    داعية إسلامي: يوضح ما يجب على الحاج فعله فور حصوله على التأشيرة    تنطلق الأربعاء 15 مايو.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الأزهرية 2024 بالمنيا    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    المصريون في الكويت يبحثون طرق قبول أبنائهم في الجامعات المصرية    البنتاجون يرفض التعليق على القصف الأوكراني لمدينة بيلجورود الروسية    درجة الحرارة الآن.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-5-2024 (تفاصيل)    خلال 24 ساعة.. ضبط 14028 مخالفة مرورية متنوعة على الطرق والمحاور    ضبط المتهمين بترويج العقاقير المخدرة عبر «الفيس بوك»    كوريا الجنوبية تعزز جاهزية الجيش للرد على جميع التهديدات    توقعات إيجابية للاقتصاد المصري من المؤسسات الدولية لعام 2024/ 2025.. إنفوجراف    محافظ كفر الشيخ: اعتماد المخططات الاستراتيجية ل 23 قرية مستحدثة    بمناسبة يومها العالمي، وزارة الثقافة تفتح أبواب المتاحف مجانا عدة أيام    بسبب أعمال التطهير، خريطة ومواعيد انقطاع المياه في الدقهلية غدا    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    تنظيم مقابل الخدمات بالمستشفيات الأبرز، تعرف على توصيات لجنة الصحة بالبرلمان    طريقة عمل وافل الشيكولاتة، لذيذة وسهلة التحضير    جامعة القاهرة تقرر زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    طرح فيلم «بنقدر ظروفك» في دور العرض 22 مايو    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    السجن المشدد من عام إلى 5 سنوات ل4 متهمين بالسرقة وحيازة مخدرات بالمنيا    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    صوامع وشون القليوبية تستقبل 75100 طن قمح    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    تعرف على إرشادات الاستخدام الآمن ل «بخاخ الربو»    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    ما مواقيت الحج الزمانية؟.. «البحوث الإسلامية» يوضح    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    برشلونة يسترد المركز الثاني بالفوز على سوسيداد.. ورقم تاريخي ل تير شتيجن    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    ميدو: هذا الشخص يستطيع حل أزمة الشحات والشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موطنها جنوب سيناء ودمرتها إسرائيل.. "المورينجا" شجرة الحب والحياة
نشر في الأهرام العربي يوم 28 - 03 - 2017

تسمى الشجرة الطيبة لأنها غير مكلفة فى الزراعة ويمكنها التكيف فى أى بيئة حتى الجبال والصحارى وتكفيها مياه الأمطار

تم إعادة زراعتها والاهتمام بها عام 2010 وكان يوجد منها فقط 8 شجرات واليوم لدينا أكثر من مليون شجرة منها

هى «غصن البان» الذى وصف به الشعراء أجمل النساء

تعالج نحو 300 مرض لما تحتويه من مضادت أكسدة والتهابات وأحماض أمينية وفيتامينات.. والجرام منها بمثابة كنز لا يقدر بثمن

السعودية أنتجت منها خبز المورينجا بناء على دراساتنا وأبحاثنا ولم نحصل حتى الآن على موافقة معهد التغذية بمصر بسبب البيروقراطية

تغنى بها الشعراء ووصفوا بها أجمل النساء.. فهى شجرة "غصن البان" وعلميا تسمى "شجرة المورينجا".. سماها القدماء المصريون "الحبة الغالية" وأطلقت عليها أمريكا "الشجرة المعجزة"، وعرفتها اليابان ب"شجرة الحياة"، كل ذلك لما من فوائد كثيرة لا تحصى، فهى غذاء ودواء، وقد أثبتت الدراسات أنها تعالج أكثر من 300 مرض من بينها الأمراض السرطانية وضغط الدم ونقص المناعة والزهايمر وضعف النظر وتليف الكبد والطحال والأنيميا وسوء التغذية، ولذا تستخدم كمكمل غذائى مهم جدا فى أمريكا وأوروبا.
شجرة المورينجا ذات الأصول المصرية، التى وجدت على نقوش الجدران الأثرية والحفريات الفرعونية، وذكرها العلامة داودد الأنطاكى فى "تذكرة داوود" ومنشأها صحراء سيناء، وسرقت شتلاتها إسرائيل وزرعتها فى مستوطناتها، وبسبب الغفلة والإهمال لم تسجل أصولها الوراثية المصرية، عرفها العالم أنها نبتة أصلها هندى ولم تتحرك أى جهة علمية لتصحيح الخطأ.
الشجرة المعجزة أو شجرة الحياة، فى عام 2010 كان عدد الموجود منها فى مصر 8 شجرات، وبعد الاهتمام بها وصل عددها فى عام 2016 إلى مليون شجرة، هى أيضا "الشجرة الطيبة" كما يصفها الأستاذ الدكتور، أبو الفتوح محمد عبدالله رئيس قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية بالمركز القومى للبحوث ورئيس الجمعية العلمية للمورينجا، الذى أعاد التركيز على أهميتها وأعاد زراعتها فى مصر بعد أن كانت فى طى النسيان، مؤكدا أنها شجرة غير مكلفة شتلتها ب5 حنيهات وزراعتها سهلة تتحمل الحرارة والجفاف والملوحة، وتتناسب مع صحراء مصر الواسعة ووديانها، والاستثمار فيها سواء للشباب أم المستثمرين مربح جد لأن، إن كان فدان القمح يربح 5 آلاف جنيه، فإن فدان المورينجا يربح 25 ألف جنيه. ويطالب الدكتور أبو الفتوح أو كما يطلق عليه "أبو المورينجا" فى مصر من الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يتبنى مشروع قوميا للتوسع فى زراعتها لتكون بديلا غذائيا رخيصا ومتوفرا بدلا عن القمح، ومنتجا غذائيا يحل مشاكل سوء التغذية للأطفال والكبار، كما يدعو لإدخاله فى الصناعات الدوائية، ونتخذ من تجربة منظمة الفاو مع الدول الفقيرة نموذجا يحتذى به، فقد قامت المنظمة بزراعة المورينجا فى الدول لتكون بديلا عن المساعدات المادية والغذاء.
ويضيف الدكتور أبوالفتوح قائلا: المورينجا هى النبات الوحيد الذى تستخدم أوراقه وبذوره وسيقانه غذاء ودواء للإنسان، وأيضا علفا للحيوان أو سمادا للأرض، فأوراقها غنية بالحديد والبروتين والبوتاسيوم والفوسفور، وهى تشكل غذاء متكاملا فى بعض مناطق إفريقيا، وتستخدم الأوراق أيضا كمكمل غذائى لمصابى مرض نقص المناعة فى بعض بلدان إفريقيا، وتستخدم أوراقها الطازجة فى الطهو كالسبانخ، وأزهارها ذكرت فى "تذكرة داود" على أنها كانت من مكونات الغذاء الرئيسية عند قدماء المصريين، وذلك مدون على النقوش الفرعونية، كما يمكن أن تجفف أوراقها وتطحن فى صورة مسحوق شاي، كما يمكن الاستفادة من القرون وهى خضراء، ويمكن أن تؤكل كاملة كالفاصوليا الخضراء، وعندما تجف يمكن أن نستخدم البذور المتكونة فى الأكل كالبسلة او الحمص أو المكسرات وهى غذاء مهم فى دول شرق آسيا، وعندما تجف ثمرتها تستخدم كزيوت لا تزنخ، لذلك يأخذون 50 جراماً زيت مورينجا لمعالجة كيلو جرام زيت زيتون حتى لا يزنخ، كما أن زيت المورينجا لا يحترق وموجود فيه أوميجا 3 و6 بنسب عالية، والمتبقى من عصر الزيت يستخدم ككسب وعلف للحيوان أو سماد للأرض.
وإضافة إلى كل هذه الفوائد الصحية الكبيرة، يستخدم نبات المورينجا لتنقية المياه بما تبقى من البذور بعد استخلاص الزيت، عن طريق إضافته لخزانات المياه، وذلك لما له من خاصية تجميع وترسيب الشوائب الصلبة العالقة بالمياه بما يشبه المصيدة، فيعمل على تنقية المياه من الشوائب ومن البكتيريا فى آن واحد، حيث إنه يقتل من 90 إلى 99 % من البكتيريا وهى مستخدمة فى المناطق التى بها مياه ملوثة ولا توجد بها محطات تنقية خاصة فى إفريقيا كدول إثيوبيا والسودان لتقليل الأوبئة والأمراض لذلك يسمونها "نبات الرواق" كما يستخدمونها فى وحدات البيئة والمياه فى مراكز البحوث لتنقية المياه.
وهناك مئات الدراسات التى أجراها علماء من كل بلدان العالم، أثبتت فوائد المورينجا العلاجية والغذائية فهى تعالج نحو 300 مرض، كما يقول "أبو المورينجا" فهى تحتوى على 46 مضادا للأكسدة، ومثلها مضاد الالتهابات، و18 حامضا أمينيا أساسيا، و15 فيتاميناً وملحا معدنيا ويعتبر الجرام الواحد منها بمثابة كبسولة مقويات وفيتامينات ومضادة للأكسدة والالتهابات والفطريات، أى أنها كنز لا يقدر بثمن، بل إن صناعة الكثير من مشروبات الطاقة تعتمد عليها، كما أنها تحتوى على 7 أضعاف فيتامين سى الموجود فى البرتقال، 4 أضعاف الكالسيوم الموجود فى اللبن، 4 أضعاف فيتامين A الموجود فى الجزر، 7 أضعاف البوتاسيوم الموجود فى الموز، 9 أضعاف البروتين الموجود فى الزبادى، وهى غنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3، أوميجا 6 بالتالى تقى من أمراض القلب والتهاب المفاصل وعلاج فعال للأنيميا، حيث إنها تحتوى ثلاثة أضعاف الحديد الموجود فى السبانخ، ولذا تستخدمها دول أمريكا وأوروبا كمكمل غذائى ومسجلة فى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، وعرف الفراعنة فوائدها لدرجة أنهم سموها "الشجرة المعجزة" واستخدموها فى عملية التحنيط.
ويقول الدكتور أبوالفتوح: كنت كغيرى من أستاذة النباتات لا نعرف الكثير عن هذا النبات سوى من الخارج حتى تعرفت عليه عن قرب وفوجئت أنها نبات مصرى ذكر على النقوش الفرعونية وفى تذكرة داود على أنه نبات مصرى طبى وغذائى استخدمه قدماء المصريين، وموطنها الأصلى فى منطقة جنوب سيناء وخرجت منها إلى العالم كله، وما يقال إن أصلها هندى غير صحيح لأنها موجودة هناك منذ 200 سنة فقط، لكنهم اهتموا بها جدا ثم انتشرت فى باقى العالم، وسبب هذا اللبس أن مصر أهملت تسجيل الأصول الوراثية لنبات المورينجا ككثير من نباتات سرقت أصولها ونسبت لدول أخرى، ويؤكد ذلك أيضَا اكتشاف الدكتور زاهى حواس لحفرية فرعونية عام 2006 تتحدث وتصف استخدمات المورينجا، وبرغم كل ذلك ما زلنا نعانى منذ 4 سنوات مع بيروقراطية وزارة الزراعة، حتى نسجل أصول المورينجا الوراثية لمصر.
وموطن زراعة المورينجا فى مصر كان فى منطقة جنوب سيناء، وهذه المنطقة احتلتها إسرائيل ما بين أعوام 1967 إلى 1973، وخلال تلك الفترة قامت إسرائل بمحو أى أثر للنبات فى شبه الجزيرة، كما فعلت مع نباتات عديدة واخذت كل الشتلات الخاصة بها وقامت بزراعتها والتوسع بها فى مستوطناتها، وفى عام 2010 قد قمت بإعادة زراعة المورينجا فى مصر خصوصا أنه كان هناك 8 شجرات فى مصر تقريبا موجودين فى حديقة الأرومان وحديقة النباتات فى أسوان ومعشبة جامعة القاهرة، كمتاحف نباتية، أما الآن فلدينا أكثر من مليون شجرة موجودة فى كل مناطق الجمهورية من الإسكندرية حتى أسوان من الشيخ زويد حتى السلوم، لأنها تتحمل درجات من 12 درجة مئوية إلى 48 درجة مئوية فى الظل.
وعن فوائدها الاقتصادية، يقول - أبو المورينجا فى مصر - الدكتور أبو الفتوح، إنها تسمى الشجرة الطيبة لأنها غير مكلفة أو متعبة فى الزراعة، ويمكنها التكيف فى أى بيئة إذ تتميز بقدرتها العالية على تحمل الجفاف، ولا تحتاج إلى مياه كثيرة ويكفيها مياه الأمطار، بحيث تزرع فى الجبال والصحارى، ولذا فهى تنمو فى الأراضى القاحلة، والحارة، ونصف الجافة، والجافة، وفى المناطق المعتدلة والدافئة أيضاً، وهى شجرة دائمة الخضرة تستخدم فى تحسين خواص التربة وتستخدم فى عده مجالات أخرى مثل مكافحة وتغذية الحيوانات وتربية النحل وتزرع بنجاح على جسور الترع والمجارى المائية وبالحدائق المنزلية والتقاسيم وحول المزارع وهى لا تصاب بالآفات أو الأمراض إلا إذا زرعت فى مناطق سيئة الصرف كما أن زراعتها غير مكلفة بالمرة فإن شتلات النبات كانت تباع فى السوق السوداء ب25 جنيها فقمنا بتوفيرها وبيعها من خلال المركز القومى للبحوث ب 5 جنيهات، فأصبحت أرخص شتلة نبات فى مصر، وكيلو البذور ب 200 جنيه، بعد أن أصبح لها إنتاج فى مصر فى السابق وكنا نشتريه من الخارج الكيلو ب 1200 جنيه.
والسبب فى ذلك ما قام به الدكتور أبوالفتوح من إعادة زراعتها، كما كون فريقا بحثيا مكونا من 51 أستاذا وباحثا من كل التخصصات تحت اسم "مشروع المورينجا" وهو مشروع بحثى ضخم ممول من أكاديمية البحث العلمى وأعضاء الفريق، كالتالى من الشعبة الطبية لدراسة دوره فى علاج تليف الكبد والسكر والضغط والطحال ومرض السرطان، ومن شعبة الصيادلة لدراسة كيفية عمل نوع العلاج السليم والمناسب لكل مرض الصابون وعلاج التجميل، وشعبة الطب البيطرى لدراسة كيفية إفادة الحيوان، وتزيد من إنتاج اللبن واللحوم فيه، وشعبة تلوث المياة والبيئة لدراسة تنقية المياه، وشعبة النسيج، حيث أخذوا نبات المورينجا المشبع بمضادات للبكتيريا وحقنوه فى الخيوط الطبية حتى تكون مضادة للبكتيريا وأخذنا فى هذا الأمر براءة اختراع، وشعبة الصناعات الغذائية، حيث أدخلوها فى الحلاوة الطحينية والشيكولاته، وأدخلوا زيتها فى المخبوزات.
وأمام كل هذه الفوائد، يطلب الدكتور أبوالفتوح أن تكون زراعة وتسويق المورينجا مشروعا قوميا، وإدخالها فى جميع المجالات الغذائية والدوائية وتصديرها، وعلى الإعلام دور كبير فى تغيير ثقافة المواطن وتعريفه بأهميتها. فعلى سبيل المثال تم إنتاج خبز المورينجا فى السعودية، بناء على دراساتنا وأبحاثنا فى المركز القومى للبحوث وتم أخذ موافقة هيئة الغذاء فى السعودية عليه ليكون مع الوقت بديلا لخبز القمح إن أمكن أو مساعد له، وبرغم أننا أصحاب الفكرة لم نحصل حتى الآن على موافقة معهد التغذية بمصر بسبب البيروقراطية برغم تقديمنا كل ما يثبت سلامة وفوائد المورينجا الطبية والغذائية المهمة للمواطن المصرى، إلا أنه لا حياة لمن تنادى، لكننا استطعنا القيام بأول خطوة بوضع زراعة المورينجا على خريطة المليون ونصف المليون فدان التى طرحتهم الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسى للشباب بنسبة لا تقل عن 10 % لأنه بلا شك هو من المحاصيل الواعدة فى مصر، فهى زراعة واستثمار مربح للغاية وكنا فى عام 2012 نصدر أضعاف ما نصدره اليوم من المورينجا، لكن بعد ثورة 30-6-2013 حدثت معوقات كثيرة من قبل دول الاتحاد الأوروبى على الصادرات المصرية، والآن بدأت الأمور ترجع لسابق عهدها، ومن فضل ربنا علينا أننا من أهم الدول وأفضلها كتربة ومناخ لإنتاج أفضل أشجار المورينجا، وتعد أوغندا أكبر مصدر فى إفريقيا للمورنجا حتى إنها تستثمر فى زراعتها بالدول المجاورة.
وتسهيلا على من يريد زراعتها - كما يقول الدكتور أبوالفتوح - أنشأنا وحدة المورينجا فى المركز القومى للبحوث، نوفر فيها شتلات الأشجار الواحدة ب5 جنيهات وكيلو جرام البذور ب200 جنيه، كما وفرنا منتجاتها من الأعشاب والشاى والصابون والمنتجات التجميلية، وتوجد رابطة منتجى المورينجا للتواصل بين المزارع والمصدر لتسويق محصول المورينجا محليا أو خارجيا، وبات هناك إقبال كبير لزراعتها واستهلاكها فى الدول العربية، وأصبح يأتينا من الدول العربية من يتعلم كيفية زراعتها والاستفادة منها.
على الجانب الآخر يقول الدكتور هاشم حامد عبدالرحمن، رئيس قسم الإنتاج الحيوانى يالمركز القومى للبحوث: إن نبات المورينجا مفيد جدا أيضًا للحيوان، يتغذى على أوراقه كبديل للبرسيم أو يتغذى على المستخلص من النبات بعد عصره كعلف، وهى نبات كورق أو علف مصدر مهم من مصادر البروتين التى يحتاج لها الحيوان.
ويطالب أيضًا الدكتور عبد الرحمن أن يتم تعميم زراعة المورينجا على مستوى الجمهورية لمساعدة الثروة الحيوانية فى مصر، بحيث إننا سنقلل من استرداد كسب الصويا وبذرة القطن التى يتغذى عليها الحيوان، خصوصا أن التجارب والأبحاث أكدت أن المورينجا تساعد فى زيادة إنتاج اللبن عند الأبقار بنسبة %30، وتزيد من حجم اللحوم بنسبة %25، بالتالى ستؤدى إلى مزيد من إنتاج اللحوم وبعدها ستقل أسعار اللحوم.
ومن الفوائد الكبيرة لهذا النبات دوره الكبير فى زيادة مناعة الدواجن، كما يقلل نسبة الكوليسترول فى بيض الدواجن، ويحسن من القيمة الغذانية للدواجن، كما أن تجربته على الأرانب تسببت فى زيادة معدلات النمو لها، والأهم أنه قضى على المشاكل الصحية التى تواجه تربية الأرانب فى العموم، وهذه النقطة الأخيرة تعد ثورة فى عالم تربية الماشية والدواجن.
أما الدكتورة نرمين الشافعي أستاذ قسم علم الأمراض بالمركز القومى للبحوث، فتقول إنه من خلال تجربة نبات المورينجا فى علاج أمراض الكبد، من خلال عمل نموذج لتليف الكبد على الفئران، وتم علاجه بمستخلص أوراق المورينجا بجرعات مختلفة، مشيرة إلى أنه قد أعطى نتيجة مذهلة لعلاج التليف ويكاد يعود الكبد لطبيعته، إضافة إلى أنها أدت إلى تحسين الحمض النووى فى خلايا الكبد وضبط ضغط الدم لدى مرض ضغط الدم غير المنتظم، مؤكدة أن هذه النتائج مهمة جدا فى عالم الطب ومرضى الكبد، وهذا النوع من العلاج، تملك مصر براءة اختراعه. وتشير الدكتورة نرمين أنه فى الخارج تستخدم المورينجا كمكمل غذائي، يحسن من الأداء الوظيفى للجسم بشكل عام، لذلك تأمل أن تبدأ مصر فى إدخال نبات المورينجا فى منظومة الدواء والصناعات الدوائية.
كما أكد الدكتور إسماعيل عبد الجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء السابق أهمية نبات المورينجا وفوائده الجمة فى أكثر من ملتقى ومؤتمر دولي، مشيرا إلى تحربة مركز بحوث الصحراء، عندما اهتم بإرسال قرون أشجار المورينجا إلى بنك الصحارى المصرية للجينات النباتية بهدف زراعتها فى سيناء فى وقت لاحق، باعتبارها مصدرا رئيسيا لحل أزمة الغذاء ووصفها بالغذاء الآمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.