7 سيناء أرض المعجزات: عاد موسي والسبعون رجلا الذين سمعوا موسي يكلم الله وشاهدوا معجزة الله عندما تجرأوا وطلبوا أن يرونه كما لو كان بشرا مثلهم فأماتهم الله ثم أحياهم. ومضي موسي بقومه في سيناء لتتوالي معجزات الحق في هذه الأرض المباركة, فعندما اشتدت حرارة الشمس عليهم ولم يجدوا شجرة يستظلون بها أمر الله فظهرت غمامة أظلتهم وصاحبتهم في مسيرتهم وعندما أوشك طعامهم علي النفاد دعا موسي ربه فأرسل عليهم المن والسلوي, والأول نوع من الحلوي الطبيعية التي تفرزها بعض أشجار الفاكهة ولها طعم جميل يجمع بين طعم القشدة وحلاوة العسل, ومازالت هذه الفاكهة موجودة في العراق, أما السلوي فهو نوع من الطيور يقال انه السمان( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوي: البقرة57). ولم تنته معجزات الحق مع آل اسرائيل في سيناء, فبعد أن نفد الطعام الذي أحضروه معهم وعوضهم الله بالمن والسلوي نفد بعد ذلك الماء وأصبحوا مهددين بالموت عطشا فلجأوا إلي موسي ولعلهم كانوا يختبرون قدرات ربه مرة أخري, فدعا موسي ربه فأمره الله أن يضرب حجرا بعصا تفجرت علي أثر الضربة اثنتا عشرة عينا من الماء العذب بعدد قبائل بني اسرائيل ليكون لكل قبيلة مشربا, ومازال هذا المكان في سيناء يسمي عيون موسي وبعض عيونه موجودة. ولعلنا هنا نستعيد الحوار الذي دار بين الحق سبحانه وتعالي في أول لقاء حول العصا التي كان يحملها موسي في يمناه وقال موسي إنه يستخدمها في التوكؤ عليها ويهش بها علي غنمه, ولكن الله أراد لفت نظر موسي الي هذه العصا التي ستكون وسيلة موسي في صنع المعجزات التي أمر بها الله. فهذه العصا هي التي تحولت الي حية ابتلعت حيات السحرة وثعابينها, وهي التي فلق بها موسي البحر الأحمر, ثم هي التي ضرب بها الحجر وفجر عيون المياه التي روت عطش بني اسرائيل, غدا الحلقة الأخيرة. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر