يكرم الله عبده محمدا صلي الله عليه وسلم في الموقف العظيم بإعطائه حوضا واسع الأرجاء. وصف الحوض يكون ماؤه أبيض من اللبن وأحلي من العسل, وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء ويأتيه الماء من نهر الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله في الجنة. أما طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء. وللعلم أن لكل نبي حوض ولكن حوض النبي صلي الله عليه وسلم وأكبرها وأعظمها وأكثرها وإن بعض أمة محمد صلي الله عليه وسلم ليردون علي الحوض فيمنعون فيقول صلي الله عليه وسلم فأقول أي رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن حوضي أبعد من أيلة( مدينة العقبة بالأردن) من عدن لها أشد بياضا من الثلج وأحلي من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه قالوا يا رسول الله أتعرفنا يومئذ؟ قال نعم لكم سيماء( علامة) ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء رواه مسلم. وفي رواية أخري لمسلم عن أنس قال تري أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء. والصراط هو الجسر الممدود علي جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلي الجنة وعن وصفه قيل: سئل النبي صلي الله عليه وسلم عنه فقال مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقباء تكون بنجد يقال لها السعدان رواه البخاري وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد قال بلغني انه ادق من الشعرة و أحد من السيف, ويمر عليه المؤمنون والمنافقون فقط بعدما يلقي الكفار بالنار.والكل سيرد علي النار من فوقه فالورود نوعان: ورود الكفار علي النار وورود المؤمنين الموحدين, الأول ورود دخول قال تعالي:يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود هود98 أما الثاني فهو ورود أي مرور علي الصراط علي قدر اعمالهم فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم. متفق عليه أما أول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام ومن الأمم أمته, لقوله: فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوة الرسل يومئذ اللهم سلم سلم. رواه البخاري وسينجي الله المتقين من الصراط لقوله تعالي: ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا. مريم72 يقول شارح الطحاوية: وفي هذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين ويتخلفون عنهم ويسبقهم المؤمنون ويحال بينهم بسور يمنعهم من الوصول إليهم وقد حدثنا الحق تبارك وتعالي عن مشهد مرور المؤمنين علي الصراط فقال: يوم تري المؤمنين والمؤمنات يسعي نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب* ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلي ولكنكم فتنتوا أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتي جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير الحديد12-.14