10 رمضان... نقطة البداية(15) تبقي مجموعة ملاحظات أخيرة وضرورية في ختام هذه الإطلالة علي أمجد الأيام في تاريخ مصر الحديثة وهي أن يوم العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام1973 هو أطول يوم في تاريخ مصر. لأنه لم يبدأ يوم10 رمضان وإنما بدأ قبل6 سنوات وأربعة أشهر وتحديدا عقب هزيمة5 يونيو1967 مباشرة. لابد أن يقال اليوم وبكل فخر: إن العظمة الحقيقية لشعب مصر تجلت في الأيام السوداء المريرة لنكسة يونيو1967 عندما خرجت الجماهير ترفض الاستسلام للأمر الواقع وتعطي تفويضا للرئيس جمال عبدالناصر بأن يبدأ عملية إعادة بناء القوات المسلحة وإعداد الدولة للحرب لأن هذا ليس وقت التنحي ولا وقت الحساب والمساءلة عما حدث. ومع صدور قرارات القائد الأعلي للقوات المسلحة بإعادة تنظيم القيادة العامة في11 يونيو1967 بدأت مصر خطوتها الأولي نحو مشوار العبور الكبير والدليل علي ذلك أنه بعد3 أسابيع فقط من وقف إطلاق النار في10 يونيو1967 وقعت معركة رأس العش علي الضفة الشرقية للقناة في منطقة جنوب بور فؤاد عندما حاولت قوة إسرائيلية مدرعة التقدم شمالا للوصول إلي بور فؤاد فتصدت لها قوة محدودة من رجال الصاعقة المصرية ومنعتها من تحقيق هدفها لكن الأهم من ذلك أن شجاعة وبسالة رجال الصاعقة كانت بمثابة أول شمعة تضيء وسط ظلام الهزيمة لتبدد سحب اليأس. وبعد أسبوعين فقط من معركة رأس العش وبالتحديد في14 يوليو1967 قامت مجموعات من الطائرات المصرية بشن سلسلة من الهجمات ضد التشكيلات المدرعة الإسرائيلية شرق قناة السويس لكي تعلن للجميع أن الضربة الجوية الغادرة التي لحقت بطائراتنا ومطاراتنا صباح5 يونيو1967 لم تفت من عضد نسور الجو المصريين. وبعد19 أسبوعا فقط من معركة رأس العش وبالتحديد في21 أكتوبر1967 شهدت مياه البحر الأبيض المتوسط أعظم أعمال البطولة لقواتنا البحرية عندما نجحت زوارق الطوربيد المصرية في ضرب وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام سواحل بورسعيد وسجلت البحرية المصرية بذلك سبق وشرف أول استخدام للصواريخ في المعارك البحرية ودفعت بمراكز الدراسات الاستراتيجية في العالم إلي مراجعة العديد من نظريات القتال البحري. وغدا نستكمل المراجعة لملحمة10 رمضان وهي ملحمة نحن في أمس الحاجة لاستيعاب مقدماتها ووقائعها ونتائجها في هذه اللحظات الدقيقة التي تشهد توترات وتحرشات إسرائيلية عند الحدود المصرية ينبغي التعامل معها بكل حسم وبكل أدوات الحساب السياسي والاستراتيجي الصحيح. خير الكلام: دون التضحية لن تكون هناك جائزة.. ودون الموت لن تكون هناك حياة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله