تنمية الصعيد مطلب قومي عمره عشرات السنوات, ولكن تحقيق هذا المطلب يستلزم تيسير الطريق الي الصعيد وربط مدنه ومحافظاته وموانئه بطرق حديثة متطورة تختصر مدة الانتقال بينها وتضمن سلامة وأمان حركة النقل وسيولة المرور.. وهذا ما تحقق في طريق الصعيد البحر الأحمر الذي تم انشاؤه مؤخرا. ويقول محمود محيي الدين وزير الاستثمار: طريق الصعيد البحر الأحمر حلم يراود أهالي الصعيد منذ أكثر من نصف قرن بالربط بين محافظات الصعيد ومواني البحر الأحمر وتنمية وتشجيع الاستثمار في المدن الصناعية التي تم إنشاؤها في محافظات الصعيد عن طريق الربط بين هذه المدن والمواني.. وإختصار المدد الزمنية للانتقال من محافظات الصعيد إلي البحر الأحمر من7 ساعات وفقا للطريق القديم إلي3 ساعات فقط في هذا الطريق الجديد, وتيسير التبادل التجاري مع سهولة نقل البضائع والأفراد من وإلي محافظة البحر الأحمر. إنه مشروع تنموي وشريان نماء يحول رمال الصحراء الشرقية القاحلة وصخورها الوعرة إلي صفحة خضراء تنتشر في أركانها مشروعات النماء في جميع المجالات الاقتصادية وتوفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الصعيد. ويعمل علي تقليل المدة الزمنية للانتقال من محافظة أسيوط إلي سفاجا من7 ساعات قبل إنشاء الطريق إلي3 ساعات ونصف ساعة بعد الانتهاء منه, وتقليل المدة الزمنية للانتقال من محافظة سوهاج من6 ساعات قبل إنشاء الطريق إلي3 ساعات بعد إنشائه مع تقليل المدة الزمنية من محافظة قنا إلي سفاجا من3 ساعات قبل إنشاء الطريق إلي ساعتين بعد انشائه مع تقليل المدة الزمنية للانتقال من محافظة أسيوط من5 ساعات قبل انشاء الطريق إلي ساعتين ونصف الساعة بعد إنشائه. وقد تم وضع حجر الأساس للمشروع في24 ديسمبر2006 ويبلغ طول المرحلة الأولي412 كيلو مرا وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع حوالي1600 مليون جنيه ويبلغ طول قطاع سفاجا ووصلاته133 كيلو مترا وقطاع أسيوط113 كيلو مترا وقطاع سفاجا119 كيلو مترا وقطاع قنا47 كيلو مترا وتم التموين من خلال برنامج إدارة الاصول المملوكة للدولة التابعة لوزارة الاستثمار والمرحلة الثانية تنفذها شركة المشروع شركة الصعيد البحر الأحمر للاستثمار والتنمية وهي شركة مساهمة مصرية تم تأسيسها في نوفمبر2008 لاستكمال تمويل إنشاء الطريق من خلال الاستغلال الاستثماري للأراضي حول الطريق, ويضيف الدكتور محمود محيي الدين أنه بالنسبة للعمالة بالمشروع فهناك العمالة غير المباشرة وتبلغ نحو15 ألف عامل منهم1654 من أبناء الصعيد, ويخدم هذا الطريق القادم من الصعيد إلي منطقة البحر الأحمر والعكس عن طريق هذا المحدد وتوجد أراض للخدمات و11تجمعا عمرانيا علي جانبي الطريق. ويقول المهندس أحمد فؤاد رئيس مجلس ادارة شركة النصر العامة للمقاولات( حسن علام) ان طريق الصعيد البحر الأحمر سيحدث نقلة ضخمة في الاستثمار بالصعيد لأنه يعد شريانا جديدا ومهما لتدفق الاستثمارات إلي الجنوب. كما يحقق تنمية شاملة في كل المجالات الزراعية والصناعية والسياحية هذا بالإضافة إلي إنشاء تجمعات عمرانية جديدة لتخفيف الكثافة السكانية بالوادي الضيق. وبالنسبة لتمويل المشروع فقد قامت وزارة الاستثمار بتمويل هذا المشروع الضخم وكان لابد من البحث عن مصادر غير تقليدية للتمويل دون تحميل أعباء إضافية علي الموازنة العامة للدولة مع تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المشروعات التي سيتيحها الطريق علي جانبيه. ويضيف المهندس أحمد فؤاد: قد يخطئ البعض عندما يظن أن الهدف من هذا المشروع هو فتح المجال امام البضائع الصادرة من الصعيد أو الواردة إليه فقط, ولكنه جاء ليعيد الشباب والحيوية مرة أخري لمنطقة الصعيد في كل المجالات عن طريق إقامة مشروعات خدمية وتنموية منها: منطقتان للخدمات السياحية والبيئية علي مساحة680 فدانا وقد تم استصلاح35 ألف فدان في محافظة قنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الزراعة وستقام منطقتان للأنشطة الصناعية والتعدينية بنظام المناطق الاستثمارية الخاصة علي مساحة113 ألف فدان خلف تجمعات عمرانية جديدة تصل إلي11 تجمعا عمرانيا بمساحة خمسة آلاف و259 فدانا بما يعادل22 مليون متر مربع مما يعمل علي توزيع الكثافة السكانية بالقرب من هذا الطريق مع خلق فرص عمل جديدة عن طريق إنشاء العديد من المجمعات الصناعية الجديدة ومجمع صناعي زراعي علي مساحة100 فدان ومجمع صناعات معدنية وتعدينية علي مساحة250 فدانا ليحدث التكامل بين العنصر السكاني العمراني والعنصر الصناعي التنموي وهناك ثلاثة موان جافة علي مساحة750 فدانا في كل من أسيوطوسوهاجوقنا لتنشيط أعمال التجارة الداخلية وإنشاء المزيد من الأسواق لخدمة أهالي الصعيد. ويقول الدكتور محمد حسن رئيس مجلس ادارة شركة الصعيد البحر الأحمر والعضو المنتدب لشركة الصعيد ان التنمية الحقيقية سوف تبدأ بعد إنشاء الطريق وتبدأ عجلة التنمية الحقيقية بعد تشغيل الطريق لأنه شريان التنمية الحقيقية وإن القيمة المضافة بعد فتح الطريق واليوم هناك فرصة لابد أن تستغل, حيث يوجد خمسة قطاعات لابد أن تستغل.. منها القطاع السكني والقطاع الزراعي ومنه مناطق زراعية في وادي قنا لاستصلاح الأراضي عن طريق المياه الجوفية ويوجد حوالي من50 إلي60 ألف فدان وهناك دراسات للحفاظ علي هذه الأراضي من عدم جفاف الآبار ولكن الطرق الحديثة تعرف عمر المياه ولابد من الالتزام بالعلم والعلماء الذين يحددون عمر كل بئر بحيث تكون الأرض عفية وتعطي للفلاحين بحيث لا تتكرر مأساة استصلاح الأراضي الخضراء في جميع المحافظات من جفاف الآبار وإن المسافة الموجودة بين كل بئر والأخري حوالي1.6 كيلو متر. ولكن هناك واضعي اليد يريدون وضع بئر في كل متر أرض ومن هنا سوف يدمر وادي قنا. وأضاف أن المنطقة بين سفاجا وحلايب وغرب البحر الأحمر في الصحراء الشرقية علي مستوي شمال إفريقيا منطقة( توهج حراري) سيقام فيها مشروع عملاق لتصدير الطاقة الشمسية إلي جميع الدول الأوروبية. ويقول حمدي عبدالعظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الادارية: تعتبر الطرق من أهم مشروعات البنية الأساسية التي تعتمد عليها الدول عادة في حركة التخطيط العمراني لربط أجزاء المحافظات ببعضها وتنشيط حركة النشاط الاقتصادي والتجارة بصفة خاصة وتنمية الاستثمار وإعادة توزيع السكان في المحافظات القديمة ومن هذه المشروعات طريق الصعيد البحر الاحمر الذي سيحقق تنمية استثمارية في مختلف القطاعات. ويقول الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق بجامعة عين شمس: ان الطريق الجديد الذي تم تنفيذه من صعيد مصر إلي سفاجا بالبحر الأحمر, يعتبر مهما جدا للتنمية السياحية والعمرانية وكذلك محور وادي النيل ويجب تنمية هذا المحور المهم بتشجيع المستثمرين الجادين علي عمل مناطق صناعية جديدة وانشاء قري جديدة ومنظمة وتعطي الأراضي لهم بتيسيرات ولابد أن يكون الاستثمار غير تقليدي.