حرص الإسلام علي بناء الإنسان بناء أخلاقيا ووضع الكثير من الضوابط حتي يحمي المسلم من الانزلاق في المعاصي, الصوم له فوائد كثيرة ونتائج عظيمة علي الإنسان أن يدركها, وليس الصيام بأن يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب, لكن المؤكد أن الامتناع عن الطعام والشراب يكسر الشهوة عند الإنسان, وهذا قول الرسول صلي الله عليه وسلم يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج. الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة يقول: ورد لفظ الوجاء فيما أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء والمعني من قدر منكم علي أعباء الزواج فليتزوج, ومن لم تكن له قدرة علي القيام بأمر الزواج وما يلزمه من مسئولية وأعباء ورعاية, فإن الصوم يكسر الشهوة فيحول دون وقوع الإنسان فيما يغضب الله عز وجل, لكن كيف يكسر الصوم الشهوة ويضعف الإتجاه إليها ؟ يري كثير من الفقهاء والباحثين أن الامتناع عن أهم حاجات الجسد من طعام وشراب يضعف الإنسان فيعجزه عن المعاصي, فالصيام يؤثر في قدرة الإنسان علي ارتكاب الفحشاء ولا يعطي لقواه الشهوانية فرصة الانطلاق لانه يحرمها من مصدر النشاط والحركة وهو الغذاء, غير أن الصيام لا يضعف الشهوة لأنه حرمان من أهم حاجات الجسد وإلا لكان لونا من العقوبة لا لونا من العبادة, والله سبحانه وتعالي أرحم بخلقه من أن يكتب عليهم مافيه هلاك لأبدانهم وضعف لقوتهم, كما أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول المسلم القوي خير وأحب إلي الله من المسلم الضعيف وفي كل خير, فما افترضه الله علي عباده من صلاة وصيام وحج كلها عبادات تصل الإنسان بخالقه وتشعره بسلطان الله عز وجل عليه فلا يضل ولا يشقي, فالصيام يكسر الشهوة لا بالجوع والعطش ولكن لأنه عباده ليس لها مظهر خارجي وتحمل تلك العبادة عنصر المراقبة الصادقة في ضمير المؤمن بحيث يكون مالكا لنفسه يصرفها حسب الشرع لا حسب الشهوة, فالجوع ليس مخ الشهوة لأن الصوم إمساك عن جميع الأهواء والأخطاء ليكون رياضة مصلحة للنفوس مجدية علي الفرد والجماعة مروضة علي ما لا يسهل الارتياض عليه في سائر الأوقات لضعف أو إهمال أو عدم رقابة فيكون رمضان وسيلة إلي التقوي. وليس المقصود هنا أن يكون الصيام في رمضان فقط لكن قد يصوم الشباب في غير أوقات رمضان, والمؤكد أن كل العبادات التي فرضها الله عز وجل علي عبادة تكون في صالح الإنسان وتحميه من الكثير من المعاصي والذنوب والمهالك, وإتباع سبيل الله عز وجل خير طريق للنجاة وخير وسيلة لكسب رضاء الله عز وجل, وفي الوقت الحالي ومع انتشار وسائل المعرفة والفضائيات وغيرها من الوسائل الإعلامية التي تبث مواد أغلبها يثير عواطف الشباب فإننا ننصح الشباب المسلم بأن يتقي الله ويلزم حدود الله ويسير في الطاعات حتي يحفظه الله عز وجل, وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم فيما يخص الصيام فإن ذلك ينطبق علي كل العبادات الأخري فكلها تحمي الإنسان من الإنحراف والرذيلة.