عندما يبدأ شهر رمضان المعظم, شهر القرآن والتجليات تتبادر إلي الذهن الموائد العامرة بالمأكولات.. ومع صحبة الأحباب تتفنن ربة الأسرة في صنع أشهي المأكولات الدسمة وأيضا أكثرها تعقيدا.. ولكثرة الدعوات علي الإفطار بين مختلف الأسر كظاهرة اجتماعية. تقام الولائم للأقارب والأصدقاء, وتقع الاعباء علي عاتق ربة الأسرة وحدها فترهقها دون غيرها.. حول هذه الظاهرة وكيفية تجنبها... تقول الدكتورة وفاء شلبي وكلية كلية الاقتصاد المنزلي وأستاذة إدارة المنزل بكلية الاقتصاد المنزلي إن لهذه الولائم العامرة جانبين أحدهما إيجابي والآخر سلبي, فالجانب الإيجابي يساعد علي التقاء أفراد العائلة حول مائدة رمضان, وهذا يندر حدوثه في باقي شهور السنة, حيث الجميع مشغول بأعماله وارتباطاته, وأيضا عدم توافق مواعيد الوجبات مع جميع أفرد الأسرة خاصة الذين يعملون فترتين في اليوم فيتعذر الالتقاء إلا نادرا, أو حينما يتاح الوقت فيعتبر عاملا من عوامل الارتباط الأسري الذي ننادي به من منطلق صلة الرحم. وأما الجانب السلبي فيظهر في أن كثيرا من ربات الأسر تبالغ في إعداد وجبات بكميات كبيرة مما يرهقها بدنيا, كما تتفنن في صنع أطعمة غالية مما يرهق ميزانية أسرتها. وليس معني ذلك أن نمتنع عن اجتماع أفراد الأسرة في تلك الولائم, ولكننا ندعو إلي التخطيط السليم وعمل كميات مناسبة من الطعام دون إسراف أو تبذير, مع مراعاة تنوع الأصناف المقدمة بحيث تكفي الاحتياجات الغذائية للجميع. ولتفادي الارهاق المادي والعبء علي ميزانية الأسرة يمكن لصاحبة الدعوة أن تقترح أن يقوم كل مدعو بإعداد صنف واحضاره معه كصنف من الأصناف الحادقة مثل البيتزا أو المكرونة بالباشميل أو طبق من أطباق الحلوي, وبذلك نقلل من الوقت والجهد الذي تبذله المضيفة في أن تقدم صنفين أو ثلاثة فقط مثل اللحوم أو الطيور مع السلطات. ولتسهيل عملية توزيع الطعام علي المائدة وتقليل الفاقد يفضل وضع منضدة جانبية يوضع عليها جميع الأصناف ويقوم كل فرد بأخذ الكمية المناسبة له التي يفضلها ثم يجلس علي المائدة الرئيسية, وبذلك نقلل الفاقد الذي ينتج عن وضع كميات كبيرة أمام الضيوف. أما في حالة وجود أطفال فيفضل وضع طعامهم علي منضدة صغيرة منفصلة قبل تناول الكبار لوجبة الإفطار. وتقترح د.وفاء شلبي في حالة عدم اتساع البيت أن تقام وليمة الإفطار العائلية في أحد الأندية إذا ما كان أحد أفراد العائلة مشتركا فيها فهذا يقلل العبء علي ربة البيت من حيث الإعداد.. كما يتيح لها الاستمتاع بوقت ممتع مع أفراد أسرتها فلا تشعر بالعناء والإرهاق من العمل. وتنصح أستاذة إدارة المنزل بعمل خطة لتقسيم الأعمال المنزلية علي أفراد الأسرة لتخفيف الأعباء التي تقوم بها وفقا للميول والرغبات وبدون توجيه الأوامر إليهم.