كتبت – زينب مكي وآلاء محمد المصري الاربعاء , 10 أغسطس 2011 18:27 في شهر رمضان الكريم تكثر العزومات ويجتمع الأهل والأقارب والأصدقاء علي موائد الإفطار، وهذه العادة الجميلة أصبحت مهددة بسبب ارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة، فربة البيت تفكر مائة مرة قبل توجيه الدعوة. لأن العزومة الواحدة يمكن أن تهدد دخل الأسرة المصرية وتؤثر عليه في هذا الشهر الكريم، فما بالنا إذا قامت بتوجيه أكثر من دعوة للأهل والأحباب. لقمة هنية تكفي .. في البداية يعتبر محمد الغنيمي – موظف- أن اللقاءات علي موائد الإفطار في رمضان هي أحد أشكال زيادة الترابط الاجتماعي ودعم صلة الرحم بين الأقارب والأصدقاء، ولكن للأسف الشديد هذه العزومات - التي كان يشتهر بها المصريون - أصبحت تقل عاماً بعد عام بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية . ويضيف أن العزومة الواحدة تكلف الأسرة أمولاً طائلة بسبب العادات الغذائية السيئة لأن ربة المنزل تقوم بإعداد العديد من أِشكال وأصناف الأطعمة والحلويات، وهو مالا يتناسب مع حكمة الصيام وعدم الإسراف في الطعام والشراب، مشيرا إلى أن الحل هو أن نقلل من الأصناف التي تقدم علي موائد الإفطار . وتري عزة محمد – ربة بيت- أن العزومة الواحدة يمكن أن تتكلف في الوقت الحالي 400 جنيه إذا كانت لثلاثة أفراد على سبيل المثال، أما لو كانت ل 6 أو 7 أشخاص فيمكن أن تصل ل600 أو 700 جنيه . وتضيف: يجب أن نضع في اعتبارنا ميزانية الحلويات التي لابد أن تكون موجودة ضمن العزومة، وهذا بالطبع يؤثر علي الدخل في هذا الشهر خاصة لو تم عمل أكثر من عزومة ويتسبب في مشكلات كثيرة داخل الأسرة مما يجعل كل أسرة تتردد كثيرا قبل توجيه الدعوة بالافطار أو قبول دعوة من أحد. أما نور مصطفي – ربة منزل- فتري أن العزومات في رمضان فرصة جيدة للحصول علي ثواب إفطار صائم .. وترفض فكرة الاعتذار عن عزومة أحد الاقارب حتي لا تقوم بردها حتي ولو كانت الظروف المادية لا تسمح بذلك، لانها مقتنعة أن رمضان "فيه بركة وحتي لو كان الطعام بسيطا، وعمر المسائل المادية ما تمنعني أن أود أهلي وأقاربي ". بينما يؤكد إسماعيل عبد الستار- محاسب - "سواء عازمين أو مش عازمين ننفق في رمضان لاننا نحتاج أن نعوض فترة الصيام، وبالتالى فالعزايم مش ها تضيف كتير على الميزانية اللي لازم بتخرم في رمضان، والمهم في الموضوع اللمة الحلوة". حكمة اقتصادية!! وعلى الرغم من أن الدكتورة زينب الأشوح، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، ترى أن تبادل الإفطار في رمضان مع الأهل والجيران والأصدقاء يعمل على تأليف القلوب وتقارب الناس مع بعضهم البعض، إلا أنها تؤكد على ضرورة ألا نكثر من الأصناف في إعداد العزومات، وأن نعمل من خلالها على توصيل المعنى والغاية من صوم هذا الشهر لأن رمضان هو شهر الاقتصاد وليس الإسراف الذي يتبعه الكثيرون من الناس في ولائمهم وصار بدعةً ضد تعاليم ديننا الحنيف "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِيْنَ" (الأعراف: 31). وتهاجم الأشوح الاسراف المادي الشديد الذي تشهده الولائم في هذا الشهر الكريم حتى تكاد روحانيته تتوارى مؤكدة أنه على الصائم أن يتناول وجبتَي الإفطار والسحور فقط، حتى في تناوله إيَّاهما لا ينبغي أن يُكثر من الأكل والشرب فيهما حتى لا يطغي ذلك على ما ينبغي أن يُقبل عليه من طاعة وعبادة، ولا يكون كل همه أن يأكل ما لذَّ وطاب من أنواع المأكل والمشرب "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإذا أخذه الشره فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، بالإضافة إلى أن ديننا الحنيف لا يحبِّذ أن يأكل الإنسان كل ما يشتهيه؛ حتى لا يكون عبدًا لشهواته ومعدته. معدة خاصة لرمضان وتؤيدها في الرأى أميمة طاهر، خبيرة التغذية، التي تصف عزومات رمضان بمارثون الطعام والانتقال من صنف لآخر، واستثمار الوقت من المغرب إلى فجر اليوم الجديد في التهام مالذ وطاب من الأطعمة والمشروبات والحلويات. وترى أنه من المعتقدات الخاطئة أن الصائم يمتنع عن الأكل والشرب طوال النهار، وعليه أن يعوض ذلك بتناول كميات إضافية بعد الإفطار على أمل أن تنفعه هذه الكميات أثناء ساعات الصيام، إلا أن ذلك التصور خاطئ، فمعدة الإنسان تهضم جميع الطعام بمجرد وصوله إليها، وبالتالي كلما زادت الكمية زاد الوقت اللازم للهضم وليس الشبع وهو ما يسبِّب الكسل والخمول، فلا يستطيع الصائم أن يمارس أي نشاط بعد الفطار لشعوره بالثقل، وأحيانًا يؤدي ذلك إلى عسر هضم إذا كانت نسبة الدهون في الطعام كبيرة. وتطالب الأسر ألا تجعل الرغبات المادية هى الغاية الأساسية من العزائم منبهة أن كثرة الطعام تجعل المعدة تتمدَّد، فتضغط على القلب والحجاب الحاجز، الذي من شأنه أن يضرَّ الإنسان صحيًّا ولا يفيده.