مع بداية الفصل الدراسي الثاني رفعت وزارتا التربية والتعليم والصحة درجة الاستعداد, وأعلنت حالة الطوارئ لمواجهة أي احتمالات لتفشي مرض أنفلونزا الخنازير بين طلاب المدارس. عملية متابعة يومية لجميع المدارس تجري علي قدم وساق لضمان التزام التلاميذ بوسائل الوقاية وعلي رأسها النظافة. تحقيقات الأهرام قامت بجولة ميدانية علي بعض مدارس محافظتي القاهرةوالجيزة لرصد الوضع علي الطبيعة. الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة للطب الوقائي, أكد أنه سيتم تقويم الموقف الدراسي أسبوعيا من جانب اللجنة المخصصة لهذا الغرض, وتقويم التقارير التي يمكن تخفيف الإجراءات التي تتعلق بغلق المدارس وحتي الآن علي مستوي العالم لم يتعرفوا علي نوعية الموجة الثانية من الفيروس, ولكنها في جميع الأحوال لن تكون شديدة مثلما كانت الموجة الأولي. ولكن علي الجانب الآخر, كان الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم قد أصدر عدة قرارات تتعلق بالفصل الدراسي الثاني ومدي انتظام الطلبة بالمدارس ونسبة الحضور والغياب التي كانت متزايدة بصورة ملفتة للنظر في العام الدراسي الأول, بسبب فصل الشتاء وانتشار مرض إنفلونزا الخنازير وتخوف الأهالي علي أولادهم مما أدي الي ارتباك شديد في السنة الدراسية. وفي بداية الفصل الثاني قامت تحقيقات الأهرام بجولة في مدارس الجيزةوالقاهرة لترصد مدي استعدادات المدارس وأيضا أولياء الأمور بالنسبة لإنفلونزا الخنازير, فوجدنا بعض المدارس لم تلتزم بتعليق الملصقات والصور والإرشادات عن كيفية تجنب أعراض المرض ووسائل الوقاية منه وطرق نقل العدوي. كما رأينا توافد العديد من أولياء الأمور علي مدرسة الشهيد جواد حسني الابتدائية والتقينا بميرفت سعيد والدة أحد الطلبة بالمدرسة, التي قالت إن هذه المدرسة قامت الدولة بتجديدها وتحديثها من ضمن جملة تطوير المائة مدرسة ضمن حملة السيدة الفاضلة سوزان مبارك, وهذا العام كان بالنسبة للأهالي والطلبة بمثابة السنة المجهولة لأننا في ارتباك شديد منذ بداية العام الدراسي الجديد بسبب انفلونزا الخنازير, ففي الفصل الأول كانت الدراسة علي ثلاثة أيام ولكن في الفصل الثاني أصبحت طوال الأسبوع من الساعة8 صباحا وحتي1,30 ظهرا وذلك بسبب سياسة الوزير الجديد وتضارب القرارات التي تختلف وتتغير من وزير لآخر, ولكن الأهم هو الثبات علي رأي وقرار واحد حتي لا يرتبك الطلبة ويقبلوا علي الحضور والدراسة. كما اننا نأمل أن تستمر حملة النظافة والعيادة الطبية الموجودة باستمرار في المدارس مع الكشف الدوري المستمر علي الطلبة ومتابعة حالتهم الصحية وليس فقط الاهتمام الإعلامي. أما في مجمع المدارس مدرسة الوفاء الإعدادية بنين في أبوالعلا بمحافظة الجيزة, وجدنا حالة استياء شديدة بين أولياء الأمور وبدا عليهم القلق والارتباك خوفا من تفشي مرض انفلونزا الخنازير مرة أخري, وهجوم موجة ثانية جديدة مثل ما حدث في شهر ابريل الماضي, ويقول محمد فتحي( موظف) والد طالب بالمدرسة, إن ابنه اشتكي من عدم الانضباط في المدرسة من قبل الطلبة وأيضا المدرسين وذلك لأنهم جميعا يعتمدون علي الدروس الخصوصية, كما أن الإعلان عن انخفاض معدلات الوفيات بسبب إنفلونزا الخنازير أدي لتراجع الاهتمام بعملية الوقاية من المرض والتي تشمل الاهتمام بالنظافة وارتداء الأقنعة الواقية برغم إعلان وزارة التربية والتعليم عن توزيع ما يقرب من16 مليون قناع طبي واق ولكنها لم توزع أي شيء وكل مدرسة أرغمت أولياء الأمور بشراء الأقنعة الطبية وأيضا المطهرات والصابونة لغسيل اليدين, ولكن كل هذا اختفي في بداية الفصل الدراسي الثاني. أما بالنسبة لمدرسة يوسف السباعي ثان بنين فقد التقينا ببعض الطلبة الذين أكدوا لنا أنه منذ فترة كانت أسوار المدرسة تعاني من علو أطنان القمامة حول المدرسة واهمال المدرسة لانها دائما مفتوحة الابواب ولا يهتمون بالطلبة والالتزام بالمنهج الدراسي لأنهم يعتمدون علي الدروس الخصوصية. وفي مدرسة الخديوية بمحافظة القاهرة بدا الاهتمام واضحا بالتطوير الخارجي وليس الداخلي, هذا ما أكده لنا الطالب أحمد سليمان أن هذه المدرسة تعتبر من أفضل المدارس الحكومية التي لها تاريخ عريق والكثير من المشاهير تخرجوا من مدرسة الخديويةلكن هناك بعض التقصير في النظافة الداخلية والرقابة الشديدة علي الطلبة, حيث هناك الكثير من التهرب والغياب ولكننا نأمل أن الفصل الدراسي الثاني يسوده جانب من الدقة والانضباط علي عكس ما كان يحدث من قبل في الفصل الأول والتخوف من تفشي وباء مرض انفلونزا الخنازير. وعندما مررنا بمدرسة السنية للبنات وجدنا الوضع علي ما هو عليه بمعني أنه لا يوجد بها أي فرد أو دراسة, كما قال سمير سويلم مدرس لغة عربية إن المدرسة تعاني من عطل دراسي وهناك بعض المشكلات بسبب تجديدها أو ازالتها وهو ما تم نقل الطالبات الي مبني آخر لاستئناف الدراسة وعن خطورة مرض إنفلونزا الخنازير وما الخطة التي لابد من اتخاذها, أجاب الدكتور مصطفي محمدي مدير مركز التطعيمات بالمصل واللقاح ان فيروس الإنفلونزا بدأ في الانحسار لأنه مر12 أسبوعا علي ظهور المرض ولكن العبء الأكثر علي الأسرة المصرية ويقع العاتق الأكبر في المنزل لأن الأسرة جهة مؤثرة علي عقل الطفل كما يجب دائما الحفاظ والارتقاء بالثقافة الصحية مع التزام بتهدئة الرأي العام لأن الذعر والخوف يأتي بنتيجة سلبية في حل المشكلات والأزمات حتي نستطيع أن نواجهها بعقلانية وادارة الأزمات تحتاج الي هدوء ومصداقية, لذلك نناشد الأسرة المصرية الابتعاد عن الزحام ورفع شعار صابونة وفوطة لكل تلميذ, لأنها في البداية والنهاية ما هي إلا سلوكيات وعادات لابد من تعديلها الي المفهوم الصحيح لأن مرض انفلونزا الخنازير مثله مثل أي نوع من أنواع الانفلونزا التي تصيب الانسان سواء في فصل الصيف أو الشتاء وفكرة الخوف من دخول المدرسة من أجل العدوي فذلك مفهوم خاطيء ليس بالهروب والتقاعس ولكن بالسلوكيات الصحيحة والنظافة والابتعاد عن المرضي, هذا هو الحل السليم الذي بالفعل يقلل من المخاطر لأي مرض آخر.