عندما قامت قريش بتعذيب المسلمين وإستمروا في ذلك وزاد طغيانهم, فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلي الحبشة, ولما هاجر عدد كبير من المسلمين إلي الحبشة ثارعمربن الخطاب- وكان لم يسلم بعد علي محمد الذي فرق قريش, يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة القاهرة أن عمربن الخطاب قبل إسلامه فكر في قتل الرسول صلي الله عليه وسلم وغضب عندما علم أن أختة وزوجها أصبحا علي دين محمد, فذهب لبيت أخته ووجدها وزوجها يقرأون في صحيفة فطلبها فرفضت أن تعطيها له حتي يتوضأ, فلما قرأها قال ما أحسن هذا الكلام وعرضت عليه أخته وزوجها بأن يعلن إسلامه بين يدي الرسول, وبعد ذلك ذهب للرسول صلي الله عليه وسلم وطرق الباب فقال أحد الصحابة لرسول الله عمر بن الخطاب بالباب متوشحا السيف, فرد حمزة بن عبد المطلب إن كان يريد خيرا بذلناه له وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه, فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم ائذن له, ونهض إليه الرسول وجذبه جذبه شديدة وقال ما جاء بك يا ابن الخطاب, فقال عمر جئتك حتي أتبعك يا رسول الله وأعلن إسلامي بين يديك, فكبر الرسول صلي الله عليه وسلم تكبيرا عرف أهل البيت من أصحاب الرسول أن عمر قد أسلم وفرح الصحابة لإسلام عمر بن الخطاب, وكان إسلام عمر ضربة قاصمة لقريش فقد دخل عمر في دين الله بنفس الحماس الذي كان عليه قبل الإسلام, وقد أعلن عمر إسلامه علانية وأصيبت قريش بالذهول من هذه المفاجأة, ولم يرض عمر عن استخفاء المسلمين بصلاتهم وأبي إلا أن يذهبوا إلي الكعبة فيصلوا فيها جهارا تحت سمع وبصركفار مكة, وقد كان هذا اليوم من الأيام الفارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية بعد أن خرج المسلمين للصلاة علانية, كما أن عمربن الخطاب كان من أشد المدافعين عن رسول الله وكان سادة مكة يخشون عمر ويخافون منه ومن ثورته عليهم وكان إسلام عمر إستجابه لدعوة الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك.