إلغاء أوسلو! سواء نفت إسرائيل أو كان هدفها هو مجرد إطلاق بالون اختبار من تسريب نبأ نظرها في إلغاء اتفاقيات أوسلو ردا علي سعي الفلسطينيين للحصول علي اعتراف أممي بدولتهم المستقلة, فإن الأمر الذي لاشك فيه أن هذا التحرك يثير حفيظة وقلق إسرائيل لدرجة قد تصل إلي حد الرعب!! ولا يرجع ذلك بالطبع إلي شعور الإسرائيليين بأن غريمهم الفلسطيني قد أصبح قاب قوسين أو أدني من الوصول إلي مأربه.. أو أنه ضمن تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي لمصحلة القرار.. فالحليف الأمريكي لايزال يردد ليل نهار عدم موافقته علي تحرك الفلسطينيين.. ويحاول أن يثنيهم عن خطتهم.. ويطالبهم بوقف التحركات أحادية الجانب.. ويلوح كالمعتاد باستخدام الفيتو لمصلحة إسرائيل!! ولكن الذي يثير رعب إسرائيل في تقديري أربعة عوامل رئيسية هي: أولا: أن القضية الفلسطينية تكتسب كل يوم أرضا جديدة بعد أن تخطي عدد المؤيدين لإقامة دولتهم المستقلة أكثر من 120 دولة. ثانيا: أن العالم أصبح مقتنعا أكثر من أي وقت مضي أن الفلسطينيين لم يلجأوا إلي هذه الخطوة إلا بعد أن استنفدوا كل وقتهم وجهدهم في عملية سياسية طويلة وعقيمة, نجحت إسرائيل بامتياز في إيصالها إلي طريق مسدود بفضل سياساتها المتعنتة وأساليبها الملتوية!! ثالثا: أن الشرق الأوسط دخل في لحظة حاسمة في ظل ثورات الربيع العربي ومطالبة شعوبه بالحرية والديمقراطية والحياة الأفضل.. الأمر الذي جعل الفلسطينيين يسألون أنفسهم: ولماذا نجبر نحن علي أن نرزح تحت الاحتلال لعام أو حتي ليوم آخر؟!. وأخيرا: أن رياح الربيع العربي امتدت لتشمل الربيع الإسرائيلي في خطوة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل بعد خروج عشرات الآلاف إلي الشوارع والميادين احتجاجا علي غلاء المعيشة.. الأمر الذي أشعر رئيس الوزراء نيتانياهو بأن الأسهم موجهة إلي صدره مباشرة دون سواه. ولكل هذه الأسباب, فإن إسرائيل في مأزق حقيقي مما يدور حولها.. ولا أظن أن الحماية المادية والمعنوية.. والغطاء السياسي الدولي الذي يوفره لها الحليف الأمريكي بقادر علي إنقاذها مما هو قادم.. وربما كان هذا هو السبب الحقيقي في الشعور بالقلق والرعب الإسرائيلي!! المزيد من أعمدة مسعود الحناوي