مروة البشير حرص الرسول صلي الله عليه وسلم في حياته أن يكون النموذج الحي للإنسان المسلم, بل إن الله تبارك وتعالي طبعه علي السلوك الأمثل للإنسان المسلم, فكان خلقه القرآن في كل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال, ولذلك طلب الله منا أن نجعله المثل الكامل لنا, والأسوة التي ترسم هدي خطواته علي درب الحياة لنسير حذو هذه الخطوات حتي نكون من متبعيه حقا وصدقا. يقول الإعلامي محمد عبد العزيز عبد الدائم إن سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم عامرة بالمواقف التي يترسم خطاها أبناء الأمة الإسلامية, ومنها أن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما كان يريد الحديث في نقد رأي لإنسان آخر كان يجرد الحديث من الشخص, فكان يخطب في الناس ويقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ولا يسمي أسماء الأشخاص حتي لا يجعلهم عرضه لحديث الناس, خاصة أن الرسول صلي الله عليه وسلم ينقد تصرفا لهم, وحتي عندما ذهب ثلاثة من الصحابة لبيته يسألون عن عبادته ولما أخبروا بها كأنهم تقالوها( أي اعتبروها قليلة), وقالوا أين نحن من رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, وأخذ كل منهم العهد علي نفسه أن يختط لنفسه منهجا في الحياة, فقال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر أبدا, وقال الثاني: أما أنا فأقوم الليل أبدا, وقال الثالث: وأنا لا أتزوج النساء, وحين بلغ الرسول صلي الله عليه وسلم خبر هؤلاء وعرف أسماءهم, خطب الناس ولم يتعرض لأسمائهم, وإنما قال( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا, أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له, ولكني أصوم وأفطر, وأقوم وأنام, وأتزوج النساء, فمن رغب عن سنتي فليس مني). فأدب النبوة يعلمنا عدم التعريض بالأشخاص في مجال النقد, وإنما ينبغي علي الإنسان أن يركز علي نقد التصرف الخاطيء, وربما كان ذلك أدعي لرجوع صاحب الفعل المنتقد عن تصرفه.