(خمسة عشر قرنا.. محبة وإخاء) والتى شارك فيها لفيف من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية وعقدت الندوة تحت رعاية اللواء أركان حرب سامى دياب عضو المجلس العسكرى وحذرت الندوة من الايادى الخارجية التى تعبث بأمن الوطن ووحدته وتعمل على تمويل المتطرفين بالسلاح ونشر الفساد تحت اسم الحرية والعولمة وبالتالى العمل على إثارة الفتنة الطائفية وتهديد أمن واستقرار المجتمع المصرى وللعمل على محاربة الفتنة الطائفية يمكن اقتراح الجوانب التالية: 1 إن حرق الكنائس وتدمير المساجد وقتل الأبرياء خط احمر يمثل جزءا من السيناريو الأسوء للفتنة الطائفية ويجب وضع الاستراتيجيات والسياسات الفعالة التى تمنع حدوث ذلك مرة أخرى ومن هذا المنطلق تأتى أهمية هذه الندوة والتوصيات الصادرة عنها. 2 إن محاربة الفتنة الطائفية لا تقع على عاتق المجلس الأعلى للقوات المسلحة فقط، وإنما تقع المسئولية المجتمعية على جميع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية التى ينبغى عليها اتخاذ جميع الطرق الممكنة لمحاربة هذه الفتنة ومنع ظهورها حتى يمكن لثورة 25 يناير أن تتمكن من تحقيق أهدافها المنشودة التى استشهد من اجلها عدد كبير من الشباب المصرى المسيحى والمسلم. 3 يجب أن يراعى المجتمع ضميره فى الشعارات المرفوعة فبعض الشخصيات الدينية ترفع شعارات وأفكارا خاطئة تظن أنها من مصلحة المجتمع وهى فى الحقيقة خطر داهم يؤثر على الاستقرار الأمنى للمجتمع ومن هذا المنطلق نذكرهم بالأية الكريمة (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) سورة الكهف آية 104. 4 الحوار القائم على المصارحة والمكاشفة من أفراد المجتمع سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين هو الركيزة الأساسية لحل المشكلات القائمة ولا ينبغى لأى فرد أن يخفى شيئا فى صدره وقلبه عن الطرف الأخر فالكتمان النفسى والقلبى يجعل المشكلة قائمة بدون حل. وقد شاركت فى حضور ندوة من ندوات الحوار الدينى وطلبت من الجميع التحدث بصراحة، وبعد انتهاء الندوة فوجئت بأحد الحاضرين يريد أن يتحدث معى على انفراد وقال لى (أخاف من التحدث بصراحة أمام الجمهور الحاضر للندوة) ولا شك أن الصراحة والعلانية هى اقصر الطرق لنجاح الحوار الدينى بين المسلمين والمسيحيين، حيث أن عدم التحدث بصراحة يمنع الطرف الأخر من معرفة حقيقة الموضوع وبالتالى تكون هناك صعوبة فى إمكانية التغيير. 5 تشير الاحصاءات بأن مصر بها عدد 36 ألف جمعية غير حكومية، بالإضافة إلى الاتحادات الاقليمية والنوعية وهذا العدد الضخم من الجمعيات غير الحكومية يجب أن يلعب دورا مهما فى محاربة الفتنة الطائفية، ومن هذا المنطلق تأتى أهمية دور الجمعيات الدينية الإسلامية والمسيحية فى محاربة الفتنة الطائفية. 6 من اجل استمرار الحوار الدينى بين المسلمين والمسيحيين يجب اعادة تشكيل عضوية مجالس إدارة الجمعيات الدينية الإسلامية والمسيحية بحيث تتضمن عضوية مشتركة من أعضاء مسلمين ومسيحيين على أن يكون ذلك باقتناع كامل من هذه الجمعيات بأهمية التعاون المشترك ولا ينبغى ان يكون التغيير بقرار سيادى أو حكومي، فالجمعيات غير الحكومية جمعيات قائمة على أسس ديمقراطية وتم انتخاب اعضاء مجلس الإدارة من خلال اعضاء الجمعية العمومية دون أى وصابة أو توجيه من جانب الدولة. 7 لا شك أن مبادرة (بيت العائلة) والذى يرأسه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب تستحق الشكر والتقدير، ونظرا لخطورة الفتنة الطائفية وتداعياتها الخطيرة على المجتمع المصرى يقترح إنشاء مجلس وطنى للحوار الدينى على غرار المجلس القومى لحقوق الانسان ويضم المجلس الوطنى للحوار الدينى فى عضويته ممثلين عن جميع اللجان والهيئات والمنظمات الحكومية أو غير الحكومية العاملة فى مجال الحوار الدينى بين المسلمين والمسيحيين ويعقد المجلس الوطنى للحوار الدينى اجتماعاته بصفة دورية، بالإضافة إلى اجتماع سنوى للتعريف بالجهود التى يقوم بها فى مجال الحوار الدينى ومنع الفتنة الطائفية فى المجتمع المصري. 8 ضرورة إعادة النظر فى الكتاب المدرسى لحذف العبارات أو الموضوعات التى قد تثير مشاعر المسلمين أو المسيحيين، ومن هذا المنطلق فقد نادت كثير من الآراء بإلغاء مصطلح الحروب الصليبية، حيث أن السيد المسيح برئ من هذه الحملات واستبدال هذه العبارة بكلمة الحروب الاستعمارية. 9 اتخاذ ا لإجراءات الفعالة لمعالجة موضوع الخطاب الدينى بحيث يكون هذا الخطاب وسيلة فعالة لتحقيق أهداف المجتمع والنهوض به وليس مجالا لإثارة مشاعر المسلمين والمسيحيين وإحداث الفرقة والانقسام بينهما، وقد أوضحت الوثيقة الصادرة عن مشيخة الأزهر أن مثل هذه الأفعال تعتبر جريمة فى حق المجتمع والوطن. 10 البرامج التنموية المشتركة لخدمة المجتمع المصرى والتى يمكن تنفيذها بين الأطفال المسلمين والمسيحيين وكذلك الرحلات الصيفية بين الشباب المسلم والمسيحى تعتبر وسيلة فعالة من وسائل نشر الحب والتسامح فى المجتمع المصري. 11 يجب عدم مناقشة قانون دور العبادرة بصورة أحادية ومن هذا المنطلق يمكن عقد لقاء مشترك يضم الجمعيات الدينية المسيحية والإسلامية وخاصة تلك الجمعيات الملحق بها مساجد أو كنائس حتى يمكن الخروج بتوصيات مشتركة يقبلها الجميع عند التنفيذ.