اللواء سامى دياب والمشاركون فى ندوة القوات المسلحة 51 قرنا محبة وإخاء حذر المجلس الاعلي للقوات المسلحة من التدخلات الخارجية لاحداث الفتنة الطائفية داخل مصر .. وقال عضو المجلس الاعلي اللواء اركان حرب سامي دياب ان الساسة الغربيون الموالون لصالح الصهيونية والاطماع الغربية يتفننون في استكثار فئات الاسلاميين واستنباط بعضهم من بعض وبث عوامل الفرقة والشقاق فيما بينهم باسم الاسلام ذاته والعمل في نفس الوقت علي تبديد الاسلام الحضاري الذي كان ولايزال يشكل الجامع المشترك بين المسيحية والاسلام علي امتداد هذه الارض المباركة وتحويل الجامع الايماني بين المسلمين والمسيحيين إلي حساسيات طائفية.. جاء ذلك في الندوة التي اقامتها القوات المسلحة امس تحت عنوان »خمسة عشر قرنا .. محبة واخاء« والتي حضرها لفيف من الشخصيات الدينية من مسلمين ومسيحيين ورموز وطنية مثل الدكتور علي السمان والدكتور محمد سليم العوا والدكتور مصطفي الفقي والدكتور اسامة الغزالي حرب ومستشار شيخ الازهر الدكتور محمود العزب والانبا مرقص اسقف شبرا الخيمة وممثل البابا شنودة والدكتور عصام العريان والدكتور فريد البياضي عضو المجلس الاعلي للطائفة الانجيلية وهاني عزيز امين عام جمعية محبي مصر للسلام وغيرهم. ودعا اللواء أ.ح.سامي دياب عضو المجلس العسكري إلي ضرورة الانتباه إلي الايادي الخارجية التي تعبث بامن الوطن ووحدته بين ابنائه وتعمل علي تمويل المتطرفين بالسلاح ونشر الفساد تحت اسم الحرية والعولمة وهو ما يتزامن مع تدمير فنون وتعاليم الحضارة الاسلامية وقال اذا نجحت هذه الايادي في تحقيق ما تريده فسوف نعيش في خطر كبير واضاف دياب ان العلاج الامثل لهذه المشكلة هو تحرر السياسة من الدين وان نتنافس فيما بيننا علي الاخلاق الحميدة بدلا من التناحر والتخاصم المدمر والتفكير في سيطرة طائفة علي اخري. واكد اللواء سامي دياب علي اهمية تحرر السياسة والسياسيين من استخدام الدين والعمل به للترويج لاهدافهم واضاف انه عندما تختلط السياسة بالدين لا يعود ذلك علي الوطن إلا بالوبال والمصائب كما تؤكد لنا ذلك الحقائق التاريخية.. واستعرض اللواء سامي دياب تاريخ التآخي والمحبة التي عاش فيها المسلمون والمسيحيون طوال 51 قرنا وتساءل قائلا: هل يتذكر احد اي حروب طائفية دارت في مصر بين المسلمين والمسيحيين طوال 51 قرنا؟ وهل هناك مجازر ارتكبها مسلمون ضد مسيحيين أو اي طائفة اخري مثلما حصل في حضارات دول اخري واضاف دياب ان الحروب الصليبية جاءت من غير ابناء المنطقة العربية وحدثت كما هو معلوم بسبب مطامع في ثروات وليس لتحقيق اهداف دينية. شهداء مصر وتحدث اللواء أ.ح. محسن بسادة رئيس هيئة البحوث العسكرية عن شهداء مصر في مختلف حروبها وصولا إلي شهداء 52 يناير وقال ان مصر هي الدولة الوحيدة التي خاضت حروبا عديدة وطويلة ضد اسرائيل وضحي فيها شهداء مصريون مسلمون ومسيحيون بدمائهم من اجل كرامة وعزة هذا الوطن وخدموا بشرف وبقوة لرفع مكانتها واضاف بسادة ان التاريخ يشهد علي بطولات خارقة قام بها مسيحيون ومسلمون مصريون معا وتذكر منهم علي سبيل المثال الشهيد الفريق اول عبدالمنعم رياض واللواء احمد حمدي واللواء اركان حرب المسيحي فؤاد عزيز غالي الذي قاد الفرقة 81 واستطاع في 6 ساعات ان يحرر القنطرة شرق من ايدي الاعداء وكان قائدا عسكريا فذا. وطالب عبدالعظيم درويش باضافة مادة إلي الدستور تحمي الوحدة الوطنية وان يكون هناك تعديل في الخطابين الدينيين المسيحي والاسلامي وعدم مناقشة القضايا التي تمثل القلائل ويجب ان يكون هناك كتاب مدرسي لا يقصي الطالب المسيحي عن دراسة ويجب ان يكون هناك منهج مشترك بين طلاب المدرسين. ودعا الانبا بطرس مستشار قداسة البابا شنودة إلي استمرار الحوارات المجتمعية التي تعمل علي ازالة الخلافات وحدوث التوافق وتوضيح وجهات النظر واهمية الحوار تأتي من الاوضاع الحساسة التي نعيشها هذه الايام واضاف لقد قضينا معا حياة مستقرة خلال ال 51 قرنا التي مضت وما يهمنا الان هو ذلك القرن الذي نعيش فيه ولابد فيه ا ن نقضي علي الايادي الخبيثة التي تعمل علي فرقة بين ابناء مصر. دور الازهر واوضح الدكتور محمود عبدالسلام عزب مستشار شيخ الازهر دور الازهر بعد ثورة 52 يناير الذي صحح اوضاعه ليعود إلي دوره العالمي والريادي في توضيح مفاهيم الاسلام السمحة واضاف نحن الان في ازهر جديد فتح ابوابه امام الجميع وناقش مشاكل المسيحيين وعمل علي وضع الحلول وهو ما اعلن عنه شيخ الازهر مؤخرا.. وتابع عبدالسلام حديثه قائلا ان الفتح الاسلامي ترك مساحات واسعة لثقافات الشعوب وحضاراتها وعاش معها خاصة في اوائل عهد الاسلام واعترف الاسلام بفضلها عليها.. والفاتحون الاوائل لمصر احترموا اثارها ومعابدها وذلك اكبر شاهد علي تعايش الاسلام وسماحته ولم يدخل هؤلاء الفاتحون في حروب دينية أو ابادة ضد من اختلفوا معهم في الديانة أو لم يستجيبوا لدعوتهم وعمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين استعان بمفكرين مسيحيين لترجمة كتب اجنبية وتعاون معهم علي اكمل صورة. وارجع دكتور مصطفي الفقي اسباب الفتنة الطائفية واحداثها في الماضي إلي خطيئة الحكام الذين كان لهم اغراض في احداث هذه الفتن وتهميش والتمييز ضد المسيحيين ويلتقطها بعض ضعاف النفوس ويشعلونها نيرانا في الصدور ودعي الفقي القوات المسلحة إلي معالجة المشكلة الطائفية بصورة مباشرة كما تفعل دائما مع اي مشكلة تواجهها وقال علينا ان نتوقع السيناريو الاسوأ في قضية الفتنة الطائفية ونتعامل معها واضاف انه لم تحدث اي مشكلة طائفية كان مصدرها الكنيسة الوطنية أو الازهر الشريف وجميعنا نعلم ان النصوص الدينية في الاسلام والمسيحية تدعو إلي التعايش والتآخي والصورة بالنسبة لنا كمصريين فالوضع لدينا مريح ولقد عشت في الهند ورأيت حجم الضغينة المتأصل داخل النفوس والكراهية بين المسلمين والهندوس الهنود وهو الامر الذي لا يوجد لدينا. التوصيات وخرج المشاركون في المؤتمر في نهاية مناقشاتهم بعدد من التوصيات منها ضرورة التصدي لدعاوي الطائفية التي تحاول النيل من وحدتنا الوطنية والدعوة إلي ميثاق وطني لمكافحة الطائفية ونشر ثقافة المواطنة وادخالها إلي مجال التعليم والاعلام والسمو بمعتقداتنا الدينية اسلامية أو مسيحية والتحرر من التيارات السياسية الوافدة والتأكيد علي اهمية ان ما تحتاجه مصر الان هو تضافر الجهود بحب وتعاون لبناء مصر وخاصة في هذه الايام »العمل علي ازالة التناقض التي يصنعه البعض بين الوطنية والدين فنوع الدين ليس شرطا للوطنية، التأكيد علي ان دستور الامة لا يفرضه طرف واحد وان تتمتع باغلبية سياسية واسعة وانما تضعه جمعية تأسيسية منتخبة تمثل كل الامة .