هناك في غزة رأيته للمرة الأولي ولكنه كان دوما مشغولا يحمل كاميرته فوق كتفه لاتفارقه أبدا لأنه كمصور صحفي مع وكالة الاسوشيتيد برس( أ.ب) العالمية الشهيرة لايسمح لنفسه بأن يفوته حدث ومع كثرة الأحداث هناك بدءا من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة علي القطاع. ووصولا لانتفاضة الأقصي ومن بعدها العدوان الإسرائيلي في نهاية عام2008 وبداية2009 ومرورا بالاشتباكات الداخلية بين فتح وحماس قبل سيطرة الأخيرة علي غزة في منتصف2007 صنع المصور الفلسطيني الشاب خليل حمرة اسمه وزينه بعشرات من الجوائز العالمية والإقليمية مما دفع الوكالة لمحاولة مكافأته بنقله إلي مكتبها في القاهرة في أواخر العام الماضي وهي لاتعلم أنها سترسله لمهمة أخري ليست في الحسبان وهي تغطية أحداث الثورة المصرية التي تفجرت في الخامس والعشرين من يناير الماضي. ولأنني كمراسل صحفي أعرف قيمة المصور في مناطق الحروب والثورات فبمجرد اتفاقنا في الأهرام علي إعداد ملف عن دور المراسلين في تغطية الثورة المصرية طلبت أن يشمل الملف دور المصورين الصحفيين والذين لاأخجل من أن أقول إنهم عين الحقيقة لأن الصورة أكثر صدقا وتعبيرا من الكلمة فالصورة تتطلب أن تكون في قلب الحدث بشكل شخصي اما الكلمة فيمكن أن ننقلها عن شخص آخر نسميه في الصحافة شاهد عيان بينما يجب أن يكون المصور الصحفي هو شاهد عيان نفسه فالحدث الذي يمر لاتلتقطه الكاميرا أبدا وهذا مارأيته وشاهدته بنفسي في أماكن الأحداث الساخنة التي تشرفت بتغطيتها بأسم الأهرام. يقول خليل حمرة في شهادته للأهرام عن تغطيته لاحداث الثورة المصرية إن تلك الثورة كانت مفاجئة وغير متوقعة من حيت تسارعها وتصاعد وتيرتها واحتدامها حتي ما وصلت اليه من تحقيق الثوار لمطالبهم ومن خلال عملي في التصوير الفوتوغرافي ومواكبتي مراحل الثورة المصرية منذ بداياتها من خلال تصوير احداثها انها كانت تتميز بقوتها وحضور تفاصيلها اما فيما يتعلق بتفاصيل الثوره فانه يعتقد انها شأن مصري داخلي محض وأن كل ما يسعه قوله هو تمنياته القلبية الصادقة لمصر وللمصريين لكي يتجاوزوا المحن ويتخطوا كل الصعاب للوصول لبر الامان والحذر من الانجراف وراء الشبهات والوقوع في المجهول. ويؤكد أن اصعب لحظات العمل في تغطيته أحداث الثوره المصرية كانت الوقوع في الوسط ما بين الواجب المهني ومحاولة الوسطية والتزام الحياد في التغطية المتزنة لطرفي الخلاف وما بين العنف الشديد الموجه ضد رجال الاعلام والمصورين بالتحديد من مجموعات من كلا الطرفين. الامر الذي كان يمنع احيانا المصورين من تأديه عملهم.. ناهيك عن المواجهات الدامية المؤسفة التي كانت تدور في طيات الثورة بالتراشق بالحجارة والتي كان له نصيب منها فاصيب اصابة دامية في رأسه بحجر اثناء تصويره لاحدي هذه المواجهات. ويقول خليل حمرة: شملت تغطيتي لاحداث الثورة عدة مواقع اولها كان ميدان التحرير باعتباره مركز الثورة.. بالاضافة للطرق المؤدية له والميادين المحيطة بوسط البلد كذلك منطقة كوبري قصر النيل ومحيط مجمع هيئة الاذاعة والتلفزيون بمنطقة ماسبيرو. ويضيف قائلا: في اول ايام الثورة لم تكن عملية التصوير عملية سهلة او بسيطة بل كانت في اصعب اوقاتها فلم يكن مرحبا بالكاميرات من اغلب الاطراف سواء الامن او المتظاهرين ومع تقدم الثورة بايامها بدأ وجود الامن يثلاشي عن الارض واصبح الامر متوقفا علي مدي تقبل الثوار لوجودي كمصور وتعاطيهم مع الكاميرات واعطائي الحرية في التصوير وكان هذا الامر يترجم بشكل ايجابي علي الارض خاصة وان المصورين والاعلاميين اصبحوا يتواجدون من كافة الاشكال والجنسيات في اماكن الثوار الذين كانوا يوفرون لنا الحماية الكاملة داخل ميدان التحرير في الوقت الذي كنا عرضة للضرب والسرقة والقتل من البلطجيه مع المناطق الخارجة عن نطاق سيطرة الثوار مع غياب الامن عن الشارع. اما عن معاملة الجيش المصري للمصورين والصحفيين فيصف سلوك الجيش بأنه كان وما زال عنصر الامن والامان للصحفيين.. فقد كان تعاملهم معنا بمنتهي التحضر والرقي فقد كان يؤمن لنا الحمايه الكاملة ولا يتدخل في عملنا بالمطلق. وعن خبراته يقول: لقد قمت بتغطية احداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية منذ بداياتها في عام0002 بكل تفاصيلها كاملة وقمت بتغطية احداث الاقتتال الفلسطيني الداخلي وسيطرة حماس علي قطاع غزة في7002 ومن ثم احداث العدوان الاسرائيلي علي غزة ما سمي بحرب غزة في أواخر عام8002 وبدايات9002. ويؤكد أن الانتفاضة الفلسطينية والثورة المصرية تتفقان في ان كليهما قاما لرد الظلم واستخدم فيهما نفس الأدوات الدفاعية وهي الحجارة إلا أن ما شاهدته من عدد الحجارة التي القيت في أيام الثورة يفوق ما تم رميه في طوال فترة الأنتفاضة.. تعبيرا عن العدد المهول من الحجارة اللتي كانت تنهمر من كل الاتجاهات في كل الاماكن طوال ايام المواجهات التي شهدتها الثورة المصرية. وعما تعرض له أثناء تغطية الأنتفاضة يقول حمزه: نظرا لطبيعة عملي كمصور صحفي وتواجدي في مناطق المواجهات فقد تعرضت للاضطهاد والاعتقال التعسفي من قبل الاحتلال الاسرائيلي اثناء تاديتي عملي كمصور علي أحد الحواجز الاسرائيلية التي كانت منتشرة علي كافة طرق قطاع غزة طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي و قبل الانسحاب من قطاع غزة في عام5002 كما وتعرضت للإصابة بعدد من الشظايا بعد اطلاق قذيفة مدفعية علي أحد المسيرات الفلسطينية المناهضة للاحتلال الاسرائيلي ومن ثم تعرضي لاصابة أخيرة في رأسي كما أسلفت اثناء تصويري أحداث الثورة المصرية. وعن نفسه يقول خليل حمرة: بدأت عملي كمصور صحفي في عام1002 لدي وكالة الاسوشيتد برس العالمية وما زلت اعمل معها حتي الان [email protected].