لا للديمقراطية! لا للديمقراطية إذا كانت تعني الفوضي والانفلات الأخلاقي وتطاول المرءوس علي الرئيس في كل موقع وإهانة الصغير للكبير.. ما هذا الذي يجري حولنا منذ ثورة52 يناير؟ هل هذه هي الحرية التي تعد أكبر مكسب لهذه الثورة بعد اقتلاع جذور الفساد؟ هل نحن شعوب اعتادت علي الديكتاتورية, وحينما تجد الديمقراطية بين يديها تسئ استخدامها, مما يتعين أن تنالها علي جرعات. هل من المعقول أن نجد مواطنا يتطاول علي وزير الداخلية في مداخلة بأحد البرامج الفضائية, ويقول له مكانك ليس الوزارة, وإنما قهوة المعاشات, هل كان يجرؤ أن يوجه هذا القول إلي حبيب العادلي, وهل من المعقول أن نجد نائب رئيس مجلس الوزراء يحيي الجمل يتعرض لهذا الهجوم عند حضوره ندوة الاتحاد السكندري, ويضطر الرجل بعد سماع تلك العبارات الجارحة إلي مغادرة المكان, وكيف نجد محافظ الإسكندرية يتعرض لهذا الهجوم غير المبرر علي مكتبه ويضطر إلي مغادرته في حماية الشرطة, وكيف نجد رئيس إحدي الشركات يصاب بأزمة قلبية, ويتوفي علي الفور, حينما اقتحم العمال مكتبه بهدف الفتك به حتي هذا الكاتب الكبير نجده يتطاول علي رئيس الوزراء السابق, ويتجاوز حدوده.. وهل الديمقراطية تجعل مواطنا يسب أحد الحكام بأبشع الألفاظ, وعلي الهواء في أحد البرامج الرياضية ولماذا تعجز الحكومة عن تعيين قيادة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ الإجابة معروفة, وهي ما تعرض له رئيس الاتحاد السابق من مخاطر وتهديدات ومؤامرات وتطاولات, وقد كنت أتحدث مع الزميل فاروق جويدة وسألته عن سبب رفضه لهذا المنصب الذي عرض عليه, وكانت إجابته منطقية للغاية.. وأؤيده تماما في رفضه للمنصب رغم أنه كان أنسب من يشغله. هل معقول أن نجد تلك الألفاظ النابية الخادشة تنسب إلي فنان كوميدي له مكانته علي حوائط هذا الشارع الرئيسي لتظل أمام الأعين ذهابا وإيابا؟ إلي متي يستمر هذا الانفلات الأخلاقي؟ إلي متي تستمر هذه المهازل, وإهانة المرءوس لرئيسه وكيف تستقيم الأمور في ظل هذا الخلل الذي يهدد سير العمل في كل موقع ويعوق أي تقدم؟ كيف نبني مجتمعنا بعد الثورة مع بقاء الوضع علي ما هو عليه؟ هل هذه سلبيات أي ثورة أم أننا شعب ليس لديه أي صلاحيات لممارسة الديمقراطية. المزيد من أعمدة شريف العبد