ابتسامة الخير أشعر بالرغبة في الهروب من موضوعات الشأن الجاري, وأنقل لك حكاية الطفلة يتيمة الأبوين التي كانت تبيع المناديل الورقية في شوارع فينيسيا الإيطالية, عندما شاهدت امرأة تجلس في حديقة تبكي إبتسمت لها الطفلة, وتقدمت إليها بكل براءة, ومدت إليها يدها بباكو مناديل كي تمسح دموعها, تقبلت المرأة الباكو وأدارت وجهها ناحية حقيبتها تخرج بعض المال لكن ما أن رفعت رأسها حتي وجدت الطفلة ابتعدت عنها في هدوء دون أن تحاول الإلتفات خلفها إنتظارا لطلب ثمن المناديل. أحست المرأة شعورا غريبا جعلها تبتسم فقد أدخلت الطفلة التي لا تعرفها السعادة إلي قلبها وجعلتها تعيد التفكير في مشكلتها التي كانت تعانيها مع زوجها, وعلي الفور أمسكت تليفونها وبعثت لزوجها رسالة إعتذار, في الوقت الذي كان الزوج يجلس فيه وحيدا في أحد المطاعم, وما أن تلقي رسالة زوجته حتي فرح بها فرحا كبيرا, فقفز من مكانه طالبا حسابه, وفي غمرة سعادته قرر أن يمنح الجرسون بقشيشا كبيرا تعجب له الجرسون لكنه إبتسم. وفي طريق عودته إلي بيته مر الجرسون, كما تعود كل يوم بميدان سان ماركو الشهير في فينسيا دون أن يلفت إهتمامه الحمام الكثير في الميدان الذي يلتقط الحب من المارة, هذه المرة راح في سعادة يتأمل الحمام, ويفكر لأول مرة في إطعامه, ووجد باعة الطعام وكلهن من النساء يجلسن في جانب الميدان فوقف لحظة يتأملهن ثم إتجه إلي سيدة عجوز تجلس مبتسمة طلب منها بعض الحبوب, وبعد أن ألقي الحب علي الحمام شعر بسعادة غامرة, فعاد إلي السيدة العجوز وأعطاها مبلغا كبيرا لم تصدق المرأة عينيها, وهي تمسكه, لكنها ابتسمت بكل قناعة وقررت أن تمر في طريقها إلي البيت علي الجزار الذي لم تتعامل معه منذ فترة طويلة, وفي البيت جلست تطبخ اللحم حتي إذا إنتهت افرغته في طبق كبير في الوقت الذي دلفت فيه من الباب حفيدتها التي تشاركها الحياة في ذلك البيت المتواضع. ارتمت الطفلة في حضن جدتها سعيدة بعودتها إلي بيتها وبرائحة اللحم الذي ملأت رائحته جنبات البيت, وعلت الابتسامة وجه الجدة ووجه الحفيدة التي لم تكن سوي بائعة المناديل!. [email protected]