وسط جدائل المزج بين أعماله القديمة والحديثة افتتح الفنان والناقد مكرم حنين معرضه بقاعة بيكاسو بشارع حسن عاصم بالزمالك تحت عنوان الروحانية بين الواقع والخيال.. يضم لوحات مرسومة بالخطوط إلي جانب اللوحات الملونة ويستمر حتي15 من الشهر الجاري. يجسد الفنان مكرم حنين في معرض الروحانية بين الواقع والخيالرغبة عميقة في إنهاء القطيعة بين الفن الراقي والجمهور, إذ يبدي حرصا علي تذليل غربة الفن التشكيلي وعزلته عن الشارع وتوجهاته وتطلعاته من خلال تقديم بعض الأعمال المرتبطة بقضايا معاصرة مثل قضية النوبة. سعي الفنان عبر لوحاته إلي تحقيق الروحانية في العمل الفني المرتبط بالإنسان والمكان, وبمخيلة الفنان وتصوره وإبداعه, بينما تظهر المجردات متفككة ومرتبكة لأنها تنظر للأشياء من الخارج بلا توغل في حقيقة الوجود مع الحرص علي الاهتمام بقوة اللون والتكوينات الجمالية والظل والنور. حيث قدم لوحة شمس الثورة تتناول الثورة برؤية خاصة وبطريقة رمزية, صور فيها شباب ميدان التحرير ومصر شمس في الوسط تنطلق من بين زراعيها حمامة رمزا للحرية والأوراق في اللوحة رمزا للقلوب البيضاء. ويتضمن المعرض مجموعة من اللوحات القديمة للفنان من ستينيات القرن العشرين إلي تسعينياته, انطلاقا من أن الفن لا ينفصل عن التاريخ, وكل فنان يحتفظ ببعض اللوحات ولا يفرط بها, ومنها يراقب مسيرته والأخطار المحدقة به, علي المستوي التقني والفكري, حتي لا يقع في فخ التكرار. وقال الفنان مكرم حنين لا يمكن إنكار الثقافة المصرية وتأثيرها علي الفن فالفنان يجب ألا ينفصل عن تاريخه ولابد أن يعبر عن الشعور الجمعي مع التعبير عن ذاته و يضيف إن الاتجاهات في الفترة الأخيرة أخذت بعض الفنانين الي دائرة خطيرة مثل سرقة الأعمال الفنية والتقليد الاعمي, و يري أن بعض الفنانين لا يحكمون سيطرتهم علي إنتاجهم, أو أنهم يعملون بمنطق بيع توقيعهم. أما عن لوحة بنات قبلي فيعتبرها تكاملا لونيا مع لوحة محمود سعيد الشهيرة بنات بحري, لأنني تبينت أن وجود أهل الصعيد يتلاشي في الحركة التشكيلية, وبما أنني من مدينة أسيوط في جنوب مصر, وعايشت حياة هؤلاء, قدمت هذه اللوحة وغيرها التي تصور المراكب النيلية.