مع بداية شهر يونيو يضع المزارعون بمحافظة الاسماعيلية أياديهم علي قلوبهم, وذلك بسبب نقص المياه وعدم انتظام مناوبات الري, وهوالأمر الذي يهدد ببوار أراضيهم,وذلك بسبب الطبيعة الرملية لأراضي المحافظة. وتهديد زراعات الخضر والفاكهة وبصفة خاصة المانجو التي تعد المشروع الاستراتيجي للاسماعيلية, وما بين اتهام المزارعين للمستثمرين الكبار بأنهم السبب الرئيسي في نقص المياه, وتحميل المسئولين المزارعين المسئولية بسبب الري بالغمر استطلعت الأهرام كل الآراء للوقوف علي أبعاد المشكلة. يقول الهندس أبوشامة علي أبوشامة صاحب مزرعة بشرق قناة السويس إن الوضع لم يعد يطاق وذلك بسبب نقص مياه الري واستيلاء كبار المستثمرين علي الحصص المخصصة لري الأراضي القديمة, وهو الأمر الذي أدي إلي تراجع أسعار الأراضي في بعض المناطق من180 ألف جنيه للفدان إلي75 ألف جنيه, كما دفعت البعض إلي بيع الأراضي المخصصة لهم بسبب الظروف القاسية, للري والغريب, والكلام لأبوشامة, أنهم لا يجدون مشترين لهذه الأراضي, وذلك بسبب معرفة الجميع بمشكلة نقص المياه. ويضيف أن المزارعين وملاك الأراضي بالشرق قاموا بالعديد من الوقفات الاحتجاجية وإثارة المشكلة أكثر من مرة دون جدي, ويشير إلي أن أراضي شرق قناة السويس مثل المنخل لا تفيد معها مناوبات الري لطبيعتها الرملية, حيث يتم الفتح5 أيام والإغلاق5 أيام أخري, بينما كان الري علي مدار اليوم والليلة في السنوات السابقة, كما لم تكن هناك سدة شتوية طوال العام. ويضيف أن هذا الوضع الجديد دفع البعض إلي الاعتماد علي الآبار الارتوازية إلا أنها خطوة بدورها تكتنفها المخاطر لأنها تخضع للحظ, مشيرا إلي أن بئر المياه قد يكون مالحا ويخسر المزارع مصاريف الحفر. ويؤكد أن المزارعين امتنعوا عن زراعة الخضراوات سواء في الصيف أو الشتاء لأنها لا تحتمل نقص المياه ولو يوما واحدا كما أن زراعات المانجو تتعرض لمخاطر كبيرة وذلك بسبب تساقط الثمار بسبب حرارة الجو وعدم توافر المياه فضلا عن الحاجة للري صباحا ومساء في فصل الصيف. ويشير أبوشامة إلي أن مساحات الأراضي قد تضاعفت في شرق قناة السويس دون أن يواكبها زيادة في حصص المياه, والسؤال الذي يتردد الآن هو لماذا تتمتع بعض الأراضي بالمياه طوال الوقت ويتم تطبيق نظام المناوبات علي المزارعين القدامي, ويؤكد أن الحل في توسعة الترع وتخصيص حصص للمستثمرين بعيدا عن المزارعين القدامي. ويؤكد محمود كريم صاحب مزرعة جمعية العاشر من رمضان الزراعية التي تضم أكثر من21 ألف فدان أن المشكلة الرئيسية التي تواجه الأراضي هي عدم انتظام مياه الري وانقطاعها حتي أثناء فترة المناوبات كما أنها ليست كافية لمواجهة الزراعات, ويشير إلي أن المشكلة تبدأ من محافظة الشرقية وتحديدا عند ترعة الكسارية وبوابة سامي سعد حيث قام كبار المسئولين ومن بينهم وزراء قدامي بعمل كباري وحواجز علي الترعة التي تستمد الأراضي منها احتياجاتها مما أدي إلي احتجاز كميات كبيرة من المياه كانت مخصصة لجمعية العاشر من رمضان, ويشير ياسر دهشان عضو المجلس المحلي لمركز ومدينة الاسماعيلية إلي أن طبيعة الأرض الرملية للمحافظة لا تجعلها تتحمل مناوبات الري لمدة تصل إلي8 أيام في فترات الغلق, ويؤكد أن مياه الري في مناطق أبودهشان والمنايف والسبع آبار الشرقية تخضع لنظام الفتح لمدة4 أيام والغلق لمدة8 أيام وهو أمر لا يمكن تحمله خاصة محصول المانجو الاستراتيجي للمحافظة في فصل الصيف وفي أشهر يونيو ويوليو وأغسطس.