قرأت رسالة الكسل العاطفي هذه عدة مرات وقرأت ردك عليها.. ومعذرة يا سيدي لم يعجبني ردك, اعترافك بأنك من المقصرين وانضمامك لزمرة الأزواج المصابين بالخرس الزوجي لن يحل لها مشكلتها,, وكذلك ان تطالبها بأن تظل تلح في الطلب اكبر غلطة ممكن ترتكبها في حياتها, لأنه كلما ألحت في الطلب وكلما انتظرت ابتعد عنها, وأغلق الباب دونها. حديثي الآن للزوجة, عزيزتي انضمي لنادي الزوجات فأمثالك كثر, ومئات من البيوت تغلق بابها عن حكايات شبيهة, وكل منا تتكيف مع حياتها, من تطلب, ومن تتشاجر ومن يصيبها المرض والاكتئاب, وكل ذلك ليس من أجل الزوج غير الموجود, ولطالما سمعنا من الاطباء والمستشارين للحياة الزوجية ولا نسمع منهم إلا هذا الكلام النظري تزيني من اجله, قابليه بابتسامة, لا تظهري له تعبك, كوني له كذا وكذا, افعلي كذا عندما يأتي, ضعي المكياج وتعطري, ومئات من الوصايا, وكلها لا تؤتي ثمارها اتعرفين لما؟ لأن الزوج وامثاله نشأ في مجتمع ذكوري, يري الذكر أو الرجل دوره في الحياة ان يعمل ويكد ويتعب ويكفيها انه ينفق عليها, وكأنها من الانعام, تربي علي ان الزوجة لابد ان تكون له اراجوز لاسعاده, ولم ينظر احد هل هو يحاول اسعادها, تتزين له صح, وهل هو يتزين لها؟ لابد ان تكون رشيقة, صح هل هو نظر إلي الكرش الممتد أمامه منذ سنين؟ كوني مشرقة ومبتهجة, صح, هل هو ينظر في المرأة ليري الوجه الخشب الذي يلبسه قبل دخوله المنزل؟ قولي له كلاما طيبا, لا تشكي من الأولاد لا تطالبيه بمطالب البيت؟ هل هو ضيف في هذا المنزل ولا نريد ازعاجه؟ يبخل بالكلمة الطيبة ولا يبخل بها عن الأخريات! يصد عنها كلمات الحب والغزل ولو من وراء قلبه, وهل يضن بها علي زميلته في العمل أو جارته. يا سيدتي الأزواج يحتاجون إلي تربية من جديد إن الذكر والانثي كليهما سيحاسبه الله علي العبادة وعلي الاخلاق, لا يوجد استثناء في الحساب, فالرسول صلي الله عليه وسلم أوصي بالنساء خيرا. يا سيدتي العزيزة, لا تبحثي عن السعادة والمتعة عند أي انسان سواك, اسعدي بحياتك, وبما فيها, ولا تنتظريه, لأنه لن يأتي, لا تضيعي حياتك في الانتظار. اسعدي وانت تنظرين إلي أبنائك, وقولي الحمد لله لدي اولاد.. اسعدي ببيتك واسرتك, وقولي الحمد لله يوجد الكثيرات ليس لديهن بيت ولا أسرة, انظري إلي زوجك وقولي الحمد لله لدي زوج, الحمد لله غيرك في حال اسوأ من حالك.. زوجك الذي يكون رومانسيا في العلاقة الحميمية الحمد لله هناك زوج لا يتفوه بكلمة, ويكون مغمض العينين, ولا يعطيها هذا الحق الشرعي الا وهي مستغرقة في النوم, وليس لها الحق أن تعترض أو ترغب كما يرغب.. هناك زوج يقاطع زوجته بالشهور ولا يعلم عنها أي شيء في الحياة, ولا في يومها, وهي ايضا لا تعلم عنه شيئا, ولا تفهم لما خاصمها ولما تكلم معها, لا تبحثي عن السعادة عند غيرك. فالسعادة في داخلك انت وليس غيرك, عيشي حياتك, وانظري لنعم الله عليك, واكثري من الحمد لله, لأنه يجلب الرضا وكلما ضاقت بك الحياة تذكري ان هذا حال جميع الازواج, والله عز وجل اعطاك فرصة ان تصلحي الحال في اولادك, احسني تربيتهم وأفهميهم أهمية الحياة الأسرية حتي لا يتوارث كل جيل اخطاء آبائهم. لابد من إصلاح المفاهيم المغلوطة عن الحياة الأسرية وأهمية الدين في حياة الأسرة, وتصحيح الاعلام الذي يبث لدينا أن الزوج لابد ان يكون اخرس في البيت.. ان الزوج يستأسد في بيته, غزال مع الأخريات.. تصحيح المفاهيم, فالزوج لا يأخذ امتيازا بأنه ذكر, ولكن الرجولة شيء آخر تماما. لابد من دراسة وترسيخ هذا المعتقد في كل من يرغب في الزواج.. أقولها لك مرة أخري, لا تكثري في الالحاح عليه لأن الزوج يكره ذلك, لا تنتظريه لأنه كلما انتظرتيه هرب منك, اسعدي بنفسك, وتجملي لنفسك, واحبي نفسك. واحنو علي نفسك, حينئذ سيراك ولابد ان يكون عندك القناعة بذلك واليقين بأن الله احن عليك من الكون كله. وانه اقرب اليك من حبل الوريد.