بمناسبة مرور مائة وخمسين عاما علي ميلاد كنوت هامسون الروائي الحائز علي جائزة نوبل للآداب لعام1920, ازاحت دار النشر النرويجية يلدندال ودار ميريت المصرية الستار أخيرا عن الترجمة العربية لروايته الجوع التي كتبها عام1890. انت البداية تعريفا للقارئ المصري بالروائي كنوت هامسون الذي يطلق عليه في الأدب النرويجي اسم( الطفل المتعب), وهو الاسم الذي يعكس مشوار حياة هامسون, فقد ولد هامسون1859, ونشأ في مزرعة صغيرة في هام روي, في شمال النرويج ومع بلوغه الخامسة عشرة من عمره, كان عليه ان يعول نفسه, فبدأ يتنقل من عمل الي آخر بينما يحلم بأن يكون كاتبا, وفي السابعة عشرة نشر اول قصة له كانت تتسم بالسذاجة بعض الشئ تحكي قصة شاب يدعي كنوت, إلا أن نجمه سطع في علم الادب عام1888 عندما نشر فصلا واحدا من روايته الجوع وعندما أتم الرواية ونشرها كاملة عام1890, ليصبح الأكثر شهرة علي صعيد اوروبا كلها. إذا فقد شكلت رواية الجوع بداية مسيرة طويلة ورائعة للكاتب الروائي كنوت هامسون الذي نشر آخر أعماله بعد تسعة وستين عاما من روايته الأولي عندما كان في التسعين من عمره, وشكلت الرواية ايضا بداية لما اطلق عليه فترة الحداثة في الأدب الأوروبي, فالجوع هو رحلة مضنية في عالم اللامعقول يكشف فيها الكاتب, لحظة بلحظة, في مونولوج داخلي طويل, عن الألم العميق الذي يعانيه كاتب شاب يواجه الموت في عالم لا يأبه بوجوده يمضي ايامه في رؤي وتهيؤات تسبب فيها الجوع المضني, يقصها علينا الكاتب في نثر شيق رشيق التعبير, وان كان صادما في بعض مقاطعه, لتمثل نموذجا راقيا ممتعا للرواية النفسية. وفي عام1917 نشر هامسون روايته التي تعتبر, علي الأرجح أكبر نجاحاته علي المستوي العالمي وهي رواية واخضرت الارض فقد كانت هذه الرواية السبب الرئيسي الذي من اجله حصل هامسون عام1920 علي جائزة نوبل في الآداب. ولم يكن هامسون منشغلا بالأدب فقط بل كانت له مواقفه السياسية التي أثارت الكثير من الجدل, فقد أبدي تعاطفه مع ألمانيا منذ مطلع حياته, حتي بعد احتلالها النرويج عام1940 خلال الحرب العالمية الثانية, وهو ما أسفر عن اتهامه بالخيانة بعد انتهاء الحرب, وبالرغم من ذلك وبالرغم من وفاته منذ نحو48 عاما إلا أنه علي الأرجح أكثر الكتاب شعبية في النرويج اليوم.