مثلما كان معرض الكتاب دائما فرصة للقارئ، لكى يلتقى الناشرون فى احتفالية سنوية للفكر والثقافة، فإن المعرض أيضا يشكل فرصة للمنظمات التى تبرم عقودا للترجمة أو التعاون مع دور النشر وغيرها من المؤسسات. فى معرض الكتاب التقى "اليوم السابع" "جينا وينجى" مدير منظمة "نورلا" النرويجية التى تعنى بترجمة الأدب النرويجى إلى العربية، وتمنح جائزة لشباب المترجمين، كما ترجمت مؤخرا رواية "الجوع" لكيت هامسون بالتعاون مع دار ميريت، عن كل هذا كان لنا معها هذا الحوار.. كيف يتم اختيار الأعمال التى تترجم من قبل المنظمة؟ المنظمة لا تلزم أحدا على الترجمة، نحن فقط نقوم باختيار الأعمال الجيدة ونرشحها للمترجمين وللناشرين عن طريق عروض الكتب والكتابات النقدية، ثم نتولى التنسيق بين الجانبين والإنفاق على العمل، حتى يخرج إلى النور، مثلما فعلنا مع رواية "الجوع" لكيت هامسون" التى ترجمتها "رندة حكيم" و"شيرين عبد الوهاب". وماذا عن جائزة الترجمة التى تمنحها المنظمة؟ هى جائزة سنوية تمنح لأحد المترجمين، وتقدر قيمتها بما يقرب من 20 ألف جنيه مصرى، لكى نشجع المترجم على القيام بعمله والتفرغ له. ولماذا اختارت المنظمة دار "ميريت" للتعاون معها؟ لقد رشحها لى بعض الأصدقاء الذين على دراية بحركة النشر فى مصر، وأكدوا لى أن "ميريت" تعنى بنشر الأعمال الجيدة، كما أنها قدمت العديد من الكتاب الجدد فى الفترة الماضية، كما أن الدار أبدت استعدادها للترجمة فقررنا التعامل معهم بعد عدة اتفاقات جرت فى معرض فرانكفورت للكتاب. وما هى العقبات التى تواجه المنظمة؟ المشكلة الكبرى تكمن فى قلة عدد من يجيدون اللغة النرويجية، فمن الصعب العثور على مترجم جيد، أو حتى المفاضلة بين عدة مترجمين لأنها لغة ضيقة الانتشار. وما الذى لفت نظر المنظمة إلى الأدب المصرى على وجه التحديد؟ التنوع والاختلاف، فكل كاتب يكتب فى منطقة مختلفة عن غيره، ولقد قرأت مؤخرا رواية "الفاعل" لحمدى أبو جليل ففوجئت بعالم مغاير لما قرأته فى يعقوبيان، والاثنان يختلفان عن عالم نجيب محفوظ، فكل أديب يكتب عن مجتمع مختلف تماما عما يكتبه الآخر رغم أنهم ينتمون إلى نفس المكان. وهل ستكتفى المنظمة بترجمة الأعمال الأدبية أم أن هناك أعمالا فكرية فى الطريق؟ نحن لا نجبر أحدا على ترجمة شىء معين، ولكن الأدب يأتى ضمن أولويات المنظمة لأنه يعنى التعارف والتقارب بين الشعوب أكثر من أى شىء آخر، وستأتى الأعمال الفكرية فى مرحلة لاحقة. وماذا عن الأدب النرويجى المعاصر؟ مثلما يحدث فى جميع دول العالم فإن الأدباء الشبان فى النرويج أيضا صنعوا كتاباتهم الخاصة وأسلوبهم المختلف وتمردوا على الكتابات الكلاسيكية التى صنعها العمالقة أمثال "كيت هامسون". غالبا ما تعكس كتابات الشباب المشاكل الاقتصادية والبطالة التى نعيشها فى مصر فماذا تعكس كتابات الشباب النرويجيين؟ النرويج دولة غنية جدا بسبب النفط، لذلك فإن غالبية الكتابات تركز على العلاقات الأسرية والاجتماعية بين أفراد المجتمع تلك العلاقات التى شوهها رأس المال والسلطة فى المجتمع الحديث. وما هى أكثر الكتب التى لفتت نظرك فى مصر؟ عمارة يعقوبيان تتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا فى النرويج تماما مثل الولاياتالمتحدة وإنجلترا، لقد استطاع هذا العمل أن يلقى الضوء على شرائح مختلفة من المجتمع المصرى وجمعهم فى عمارة واحدة وكأنها "مصر" بكل أطيافها واختلافاتها. وكيف ينظر الشعب النرويجى إلى مصر؟ ننظر إلى مصر بكثير من الاحترام والتقدير لتاريخها العظيم ولحضارتها القديمة، وعن نفسى أقدر دورها فى مجال الفكر والثقافة، وهناك آلاف من الطلاب النرويجيين الذين يدرسون اللغة العربية والأدب العربى. وماذا فعلت بمعرض القاهرة للكتاب؟ لقد التقيت بالعديد من الناشرين فى المعرض من أجل التوسع فى مشروعات الترجمة إلى جانب الاستمرار فى التعاون مع ميريت لأنها تبدى اهتماما بالأمر، لكن معرض القاهرة يختلف عن أى معرض فى العالم فوجدت بائعين ومقاهى فشعرت أنه ليس معرضا للكتاب وحده ففى معرض فرانكفورت مثلا معرض الكتاب هو فقط للكتاب.