مازال الشيخ المجدد الجليل محمد عبده قادرا علي إثارة الأفكار حتي يومنا هذا رغم رحيله عن الحياة يوم11 يوليو1905 أي منذ أكثر من مائة عام. استطاع المفتي الثوري الذي اشترك في ثورة أحمد عرابي ونفي بسببها الي بيروت ان يجذب اهتمام الباحثين الغربيين وآخرهم مارك سيدجويك الذي أطل علينا برؤية جديدة لسيرة الامام الشيخ. مارك سيدجويك هو استاذ التاريخ العربي والثقافة والمجتمع بجامعة ارهوس الدنماركية.. قضي سنوات من حياته أستاذا بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة. اهتم سيدجويك بالخوض في سيرة أحد أبرز المجددين في الفقه الاسلامي في العصر الحديث وأحد أهم دعاة الإصلاح, فقام برصد حياته منذ مولده في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة عام1866. قدم له في كتابه باعتباره المجدد في الاسلام, أحد من أيقظوا الأمة من سباتها, البطل. بدأ سيرته من طنطا المعروفة منذ القرن الثالث عشر بفضل مقام سيدي أحمد البدوي احد كبار الصوفية في مصر.. هناك بدأ يتلقي دروسه. في عامه ال17 ذهب الشيخ المجدد, الي القاهرة لكي يدرس في الازهر مرورا بلقائه بالشيخ جمال الدين الافغاني عام1869. يرصد سيد جويك في كتابه دخول محمد عبده الي السياسة بعد ان بدأ التدريس في الازهر منذ عام1877, حيث انضم الي جماعة تحاول انهاء سلطة الخديو واحلالها بحكومة دستورية, ثم اشتراكه في ثورة عرابي ثم النفي الي دمشق ومنها الي بيروت.. في دمشق التقي بالأمير عبد القادر الجزائري الذي كان يقاوم الاحتلال الفرنسي. الي باريس ذهب الإمام الشيخ, حيث التقي الشيخ الافغاني ويعقوب صنوع مؤسس صحيفة ابو نظارة اغلقها الخديو والتقي ايضا وابراهيم المويلحي. ثم انتقل الي بيروت مرة أخري حيث تزوج قريبة عمدة بيروت الاصلاح محيي الدين بيك حمودة بعد وفاة زوجته, ثم عمل هناك في مدرسة السلطانية, عاد الشيخ الي مصر عام1988.. قدم الي الخديوي عباس حلمي وثيقة اصلاح التعليم مركزا علي الازهر.. ثم اصبح محمد عبده مفتيا لمصر عام1899, يعرج المؤلف علي دوره كمفتي.. وعلي فتاويه الاصلاحية. كتاب محمد عبده سيرة حياة باللغة الإنجليزية لمؤلفه مارك سيدجويك من اصدار دار نشر الجامعة الأمريكية, ضوء جديد علي فكر الامام المجدد الذي نفتقد فتاواه في زمن عادت فيه السلفية الي حياتنا مرة أخري.