لا يبدو أن الاسرائيليين استخلصوا الدرس الصحيح من موجة الاحتجاجات التي شارك فيها آلاف الشباب الفلسطيني في ذكري النكبة, أصروا علي أن يعبروا هذا العام الأسوار الشائكة علي كافة الجبهات إلي نقاط التماس علي حدود اسرائيل. في مناطق الضفة والجولان وجنوب لبنان وقطاع غزة, ليستشهد منهم أكثر من12 شابا ويسقط مئات الجرحي في صدامات دامية مع قوات الجيش الاسرائيلي. والواضح أن الشباب الفلسطيني الذي شكل عنصرا ضاغطا علي كل من فتح وحماس وألزمهما بالإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية, يصر علي الإبقاء علي القضية الفلسطينية حية ساخنة مهما تطلب ذلك من تضحيات, رغم جمود عملية السلام واستقالة المبعوث الأمريكي ميتشيل بعد عامين من الدوران في حلقة مفرغة, يأسا من امكانية تحقيق أي تقدم بسبب صلف حكومة بنيامين نيتانياهو واصرارها علي استمرار بناء المستوطنات, وغياب استراتيجية واضحة للإدارة الأمريكية التي تتقدم خطوة وتتراجع خطوات تحت ضغوط الجماعات اليهودية. وبصرف النظر عن ادعاءات بنيامين نيتانياهو الذي يصور احتجاجات الشباب الفلسطيني السلمية التي لا تعدو أن تكون نوعا من حرية التعبير علي أنها تستهدف تدمير اسرائيل وتهديد وجودها, ثمة ما يشير إلي أننا علي أعتاب انتفاضة فلسطينية ثالثة, لن تسلم اسرائيل من آثارها خاصة إذا استمرت علي مواقفها المراوغة, ولم تدرك معني التغيير الذي طرأ بعد انتفاضة الشباب العربي, وأصرت علي الضغط علي واشنطن لإفشال محاولة الفلسطينيين اللجوء إلي مجلس الأمن في سبتمبر القادم, أملا في الحصول علي قرار يتبني قيام الدولة الفلسطينية علي أرض الضفة والقطاع لا يمس حدود اسرائيل وراء الخط الأخضر,تقول كل التقديرات أنه يمكن أن يحظي بموافقة170 دولة إذ امتنعت واشنطن عن استخدام الفيتو. ولا أظن أن العرب والفلسطينيين يمكن أن يقبلوا من الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه بعد غد الخميس عن الشرق الأوسط ذرائع تبقي علي الأمر الواقع أو تلجأ إلي المزيد من التسويف لأن العرب بعد انتفاضتهم الأخيرة يريدون موقفا مباشرا واضحا وصريحا, يستنقذ عملية السلام من صلف الإسرائيليين ويوفر علي كل الأطراف متاعب ومصاعب ضخمة قادمة. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد