محمد ثابت مازالت البرامج الرياضية, مصدرا للكثير من المشاكل, واسهمت في زيادة حدة التعصب خلال الأسابيع الماضية, حيث كانت مصدرا لتغذية التعصب بين جماهير الأندية المختلفة, وعلي الرغم من التغيير الذي نلاحظه في مختلف المجالات بعد ثورة25 يناير, والتغيير الكبير الذي حظي به الإعلام, إلا أن الإعلام الرياضي مازال يسير في طريقه السابق, الأهرام تلتقي اليوم مع بعض مدربي أندية الدوري الممتاز لنتعرف علي آرائهم في هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية علاجها: في البدايه يقول الكابتن طلعت يوسف المدير الفني لنادي اتحاد الشرطه فان كثيرا من البرامج الرياضية في القنوات الفضائية غير مبرر وجودها أصلا, ولاتحمل أي فكر تقدمه للمشاهد, ولاتعالج قضايا رياضية, بل الهدف منها الإثارة فقط, وللأسف هذه القنوات التي تقدم مثل هذه البرامج لا تلتزم بميثاق شرف يحكمها, فمثلا قد يكون هناك خبر سييء ويسبب مشاكل للرياضة المصرية, نجد هذه القنوات تتسابق لنشره بحجة السبق الصحفي دون النظر لما يسببه ذلك من مشاكل للرياضة والرياضيين المصريين, كما أن مقدمي البرامج الرياضية من نجوم الكرة, باستثناء القليل منهم غير مؤهلين للعمل أمام الكاميرا, سواء من ناحية القبول أو الموهبة أو الخبرة في مجال الإعلام, مما يعرضهم لمشاكل كثيرة, بالاضافة الي انتمائهم للأندية, وللأسف يفتخرون بذلك, علي الرغم من أن العمل في الإعلام يتطلب الحياد والمصداقية. واضاف: حتي المحللين في القنوات الفضائية, ليسوا جميعا مؤهلين للقيام بالتحليل علي مباريات الكرة لمجرد أنهم كانوا لاعبين سابقين, وتحليل آداء اللاعبين والمدربين يحتاج إلي خبراء يتمتعون بالخبرة والعلم والمعرفة, فمن غير المعقول أن يكون هناك مدرب فشل في مجال التدريب, أو لاعب اعتزل ويقوم بالتحليل علي آداء مدربين ولاعبين أفضل منه, فيجب علي هؤلاء تأهيل أنفسهم علميا أولا. وعن أسباب هذه الظاهره يقول طلعت يوسف: المصالح الشخصيه التي تربط أصحاب القنوات الفضائيه بمقدمي هذه البرامج هي المعيار الأول في اختيارهم للعمل, بالإضافة إلي عدم وجود ضوابط للعمل في هذا المجال. ويقول الكابتن طارق العشري المدير الفني لنادي حرس الحدود: معظم المشاكل التي نواجهها في الرياضه المصرية, تكون القنوات الرياضيه السبب الأول والرئيسي فيها, فقد تكون هناك مشكلة صغيرة جدا, وتقوم هذه القنوات بتضخيمها, ومشكلة مباراة مصر والجزائر خير دليل علي ذلك, ثم المشاكل الأخري التي يتسبب فيها مقدمو هذه البرامج وأكبر مثال علي ذلك زيادة التعصب بين الجماهير والأندية, وهو مالم يكن بمثل هذه الصورة من قبل, وبدلا من أن تقوم بنشر الوعي بين الجماهير, أصبحت تلعب علي تعصب الجماهير والأندية و المسئولين وبعضهم. واضاف طارق العشري: للأسف حتي مدربي الكرة انساقو خلف هذه البرامج وتركوا العمل في التدريب, لأنه أسهل بالنسبة لهم ويتقاضون أجورا خيالية لا يوجد مبررا لها, حيث يعمل أصحاب هذه القنوات علي جذب هؤلاء النجوم بهدف الاستفادة من جماهيريتهم علي الرغم من افتقادهم لمقومات العمل الإعلامي, وللأسف يعتقدون أنهم مؤثرون علي الجماهير, ولو كانوا كذلك لنجحوا في التدريب, كما أن هناك كثيرا من المدربين يتركون العمل في الأنديه والمنتخبات ويذهبون لهذه القنوات, وليس نجوم الكرة فقط بل ترك كثير من الصحفيين الكبار الكتابة من أجل المزيد من الأموال, علي الرغم من أن ما يقدموه من برامج لا يضيف أي جديد, بل يريدون الاغتراف من هذه القنوات التي تستخدم أقلامهم للدفاع عنها. واضاف العشري: للأسف الإعلام الرياضي في مصر يزداد سوءا, والسبب القنوات الفضائية التي تعتمد علي نجوم الكرة من أجل تقديم برامج مثيرة, والدليل علي ذالك نجاح القنوات الرياضية العربيه التي تعتمد علي المحترفين في هذا العمل. أما أسامة عرابي المدير الفني لنادي الانتاج الحربي فيقول: علي الرغم من أن هذه القنوات منحت الفرصة للاندية الصغيرة في الظهور وتقديم معلومات وأخبار عنها, الا أن السلبيات التي تسببها هذه القنوات أكثر من الايجابيات, فهي مصدر المشاكل بين اللاعبين والمسؤلين والجماهير والمدربين, وللأسف فالكثير من العاملين في تلك القنوات لا يصلحون للعمل في الإعلام الذي يطلب موهبة خاصة وقبول لدي المشاهدين, بالإضافه إلي الدراسة المتخصصة, فحتي الموهبة وحدها لا تكفي للعمل في أي مجال, بل يجب أن تكون مع الدراسة, مثل مجال التدريب فلا تكفي نجومية اللاعب ليكون مدربا متميزا, بل يجب أن يحصل علي دورات تدريبيه ويكون متميزا في اللغة العربية. ويضيف أسامة عرابي: للأسف استغل أصحاب هذه القنوات نجومية لاعبي الكرة من أجل كسب الأموال, وأصبح لاعبو الكرة آداة في يد هؤلاء, مما يؤدي الي مشاكل كثيرة يعاني منها الوسط الرياضي, والدليل علي ذلك فشل معظم لاعبي الكرة في العمل الإعلامي باستثناء القليل منهم الذي يملك الموهبة, وحصل علي دراسات في هذا المجال.