بحثت عن البهجة في داخلي وترجمتها في ألواني وفي وجوه الشخوص في لوحاتي, أردت أن أكسر موجة الكآبة الشديدة التي تحيطنا في كل مكان, أردت بمعرضي هذا أن أشعل شموعا كثيرة أو أضييء مصابيح . حتي أكسر حدة الظلام حولنا, فاذا تأملت شخوص أعمالي فسوف تنتقل اليك روح التفاؤل والمرح, فان تحقق هذا في معرضي صبايا النيل فسأكون قد قدمت باقة جميلة من الورد لمحبي الفن, هكذا قدم الفنان فاروق وجدي لمعرضه الذي يعرض بجاليري قرطبة(3 مكرر شارع دجلة من شارع الفرات من شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين). والفنان فاروق وجدي كما يطلق علي نفسه عاشق التراث- ينتمي إلي اسلوب السهل الممتنع فهو يرسم تفاصيل الشخوص والوجوه والعناصر ولكن بأسلوب بسيط ورشيق دون الدخول في التفاصيل المملة. وعندما يتعامل مع الألوان يتراءي أمامه شريط طويل من تراث الإنسانية العظيم ويتجسد الشكل وينمو داخله ثم يخرج مرتبطا بكل الفنون التي ولدت علي أرض وتراب مصر وقد تجنح أعماله الي الرمز الشعبي أو الي الجذور حيث مصر القديمة وأحيانا تخرج أعماله مزيجا بين كل الفنون التي نشأت علي تراب مصر وهناك خيط رفيع من الإحساس أو الشخصية وربما الرؤية أو اللون أو تراب مصر. والفنان فاروق وجدي دائم البحث والتنقيب في الماضي فتعرف علي الفن الفرعوني مسافة سحيقة من الزمن مارا بالتراث القبطي ثم الاسلامي وبعده الشعبي.. كما اقترنت ألوانه بألوان الطبيعة والأرض والتراب المصري.. ويتجه في أعماله ناحية التسطيح والبعد عن التجسيم لاقتناعه بأهمية بساطة الخطوط والألوان التي تعبر في النهاية عن أفكاره وموضوعاته.. اهتم بشكل خاص بالبيئة والتراث والاصول التاريخية. ولاشك أن المرأة تمثل رؤي فنية هامة في محطات فاروق وجدي فهي نفرتاري ونفرتيتي وبيئاتهما الشعبية حيث تسكن حواري مصر وقراها آما الرجل عنده فهو بطل الأسطورة الشعبية ويسانده الطفل حيث يعتبره نقطة الارتكاز في العمل الفني. ففي معارضه السابقة كانت للأطفال` سوسة كف عروسة` وللمرأة` حواديت مصرية` وعن العادات والتقاليد التي نمارسها في حياتنا الشعبية, وسجل رقصات الرجال والنساء في حارتنا المصرية` الرقص في بر مصر` وبعد الرقص جاء وقت السمر وحكايات زمان وكلام الناس الطيبين عن الأمثال الشعبية, فمعارضه حدوتة مصرية مستمرة أو سامر يربط كل أهل مصر بكل عاداتهم وتقاليدهم وفنونهم. كما أنه وأول من رسم ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب حيث رسم29 أغنية عرضت بقاعة سلامة.